توقعت السيدة نجية زغودة منسقة اللجنة الجزائرية لمكافحة التمييز ضد المرأة، أن تتمكن المرأة الجزائرية من تحقيق المزيد من المكاسب لصالحها في الفترة القادمة، فهي قادرة على مكافحة جميع أشكال التمييز الممارس ضدها رغم العراقيل التي يفرضها المجتمع وتقف حاجزا أمام تقدمها. تهتم الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بشؤون المرأة وكل ما يساعد على إبراز دورها الريادي داخل المجتمع ومساعدتها على تجاوز المعوقات التي تعترض طريقها والتحديات التي تواجهها، هذا ما أكدته السيدة نجية زغودة عضو في الرابطة ومنسقة اللجنة الجزائرية لمكافحة التمييز ضد المرأة التي بينت حجم التحديات التي تواجه المرأة الجزائرية في جميع الميادين نتيجة انغلاق المجتمع ونظرته الدونية للمرأة. ووجهت التنسيقية الوطنية لمكافحة التمييز ضد المرأة بالتعاون مع شبكة ''وسيلة'' نداء إلى كافة أطياف المجتمع المدني والمواطنين لرفع جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي تعاني منها خاصة في مكان العمل.وأكدت السيدة نجية زغودة منسقة اللجنة الجزائرية لمكافحة التمييز ضد المرأة أن اللجنة تسعى إلى كسر حاجز الصمت الذي يسلكه المجتمع في مثل هذه القضايا، محاولة لفت أنظار الرأي العام إلى خطورة الظواهر وتوجيه أنظار المسؤولين إلى خطورة التحرش الجنسي بصفة خاصة ذاك الذي استفحل في أماكن العمل بصورة رهيبة جدا. وقد وجد الكثير من مرضى النفوس في غياب القوانين أو احتوائها على ثغرات عديدة تمكنهم من الإفلات من قبضة العدالة، فرصة للقيام بأعمالهم الدنيئة داخل مقرات العمل. وقد وجهت المنسقة نداء إلى المجتمع لحماية المرأة المتحرش بها ركزت فيه على الألم النفسي الذي تعاني منه إذ تلجأ في كثير من الأحيان إلى الصمت نتيجة خوفها من ردة فعل المجتمع الذي يلقي باللوم عليها في أغلب الأحيان، محملا إياها تبعات ما وقع لها وحتى وإن تكلمت فالعدالة تطلب إحضار الشهود الذين لا يتوفرون في أغلب حوادث التحرش الجنسي، لأن الفاعل يختار دوما الوقت والظروف التي تناسبه للقيام بفعلته. معا لوضع حد لجميع أشكال التمييز دعت اللجنة الجزائرية لمكافحة التمييز ضد المرأة على لسان منسقتها السيدة زغودة بالاشتراك مع شبكة وسيلة ونور بعنابة بالإضافة الى مركزي راشدة ونساء في شدة، المجتمع إلى الكف عن انتهاج سياسة المتفرج على ظواهر خطيرة بدأت تنهش المجتمع في صمت، لأن المتضرر الأول من الظاهرة هي المرأة، وتضمنت الدعوة نداء خاصا إلى الجمعيات النسوية الناشطة للوقوف وقفة واحدة لإيصال معاناة عدد معتبر من النساء اللاتي يصل نداؤهن واستغاثاتهن يوميا إلى مراكز الإصغاء التابعة للجمعيات للحد من التحرش الجنسي والإساءات المختلفة التي تتعرض لها المرأة داخل مقرات العمل، وإيقاف كل مظاهر التمييز ضد المرأة العاملة. كما دعت الجمعية النساء إلى الحديث عن معاناتهن والتبليغ عن أي حادث من هذا النوع في حينه وعدم ترك الأمور تتفاقم إلى حد تصعب معها المعالجة. ووجهت التنسيقية نداءها إلى المسؤولين لوضع قوانين أكثر ردعا للمتحرشين جنسيا ووضع خطط كفيلة للتقليل من هذه الظاهرة التي أصبحت تشكلا عائقا في سبيل تحقيق أي تقدم داخل المجتمع. وأضافت السيدة زغودة أن ظاهرة التحرش الجنسي موجودة في كثير من المجتمعات إلا أنه من المؤسف أن تنتشر داخل مجتمع عربي ومسلم يحافظ ويتمسك العديد من أبنائه بعاداتهم وتقاليدهم، أم أن التحرش الجنسي هو ضريبة لنجاح المرأة وتفوقها ومزاحمتها الرجل في كثير من المهن التي اعتاد التواجد فيها لوحده. توقف مركز الإصغاء عائق إضافي للمرأة ذكرت السيدة نجية زغودة أن مركز الإصغاء التابع للتنسيقية الجزائرية لمكافحة التمييز ضد المرأة قد توقف لأسباب مادية، حيث لم تتمكن التنسيقية من توفير المبالغ المالية اللازمة لاستمراريته خاصة فيما يتعلق بدفع أجور الأطباء النفسانيين والأخصائيين الاجتماعيين الذين كانوا يتولون مهمة الرد على مكالمات المتصلات من النساء يوميا، وهو أمر أثر كثيرا على استمرار العمل، حيث كان المركز يستقبل عشرات الاتصالات يوميا. وتعمل اللجنة حاليا على إعادة إنعاش المركز لكن ليس في الوقت الراهن فالتمويل يبقى ناقصا ولا يمكن معه الاستمرار في توفير هذه الخدمة للمرأة الجزائرية خاصة وأن النتائج التي حققها المركز كانت ايجابية، وقد ساعد في حل العديد من المشاكل التي اعترضت المرأة داخل المجتمع كما لاقى استحسان وقبول العديد منهن، وهو ما ساعد مختلف الجمعيات النسائية الجزائرية على فتح مراكز إصغاء مثل مركزي راشدة وشبكة وسيلة بالعاصمة ومركز نور بعنابة، وهي كلها مجهودات فردية ساهمت في إلقاء الضوء على العديد من أشكال التمييز التي يمارسها المجتمع ضد المرأة على جميع المستويات.