* عشرات آلاف المواطنين عالقون في المعابر عقب حصار خانق وقصف مكثف * أبناء حلب يتعرضون لمذبحة دنيئة ومعلنة لم يشهد التاريخ لها مثيلا * الأحزاب تدين انتهاكات حقوق الإنسان في حلب وتطالب الحكومات العربية بالتدخل
جريمة ضد الإنسانية تلك التي يتعرض لها سكان مدينة حلب السورية، فبعد هروبهم من نيران الدبابات والأسلحة الثقيلة التي كانت تسقط على رؤوسهم ومنازلهم، مخلفة بذلك آثار كارثية على الأرواح والممتلكات، نحو المعابر الحدودية بعد إجلائهم في إطار اتفاق بين قوات النظام والمعارضة بوساطة تركية ورعاية روسية، هاهم اليوم يدخلون في متاهة جديدة عنوانها "عرقلة منظمة لعمليات الإجلاء"، خاصة أن حالات الانزلاق هذه أصبحت جزءا من لعبة الكبار والحرب بالوكالة في المنطقة التي يراد لها دفعها دفعا نحو التقسيم الطائفي. تحدثت العديد من التقارير الإعلامية، أمس، عن تعرض بعض الميليشيات الموجودة على الأرض لحافلات الإجلاء لسكان أحياء مدينة حلب المحاصرة، بعد تمكن ثلاث منها بالعبور مساء أمس الأول، من معبر الراموسة وعبرت مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة السورية في حلب ومنها وصلت أول دفعة إلى منطقة الأتارب في ريف حلب الغربي، وهي مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة، بعد إجلائهم في إطار اتفاق بين قوات النظام والمعارضة بوساطة تركية ورعاية روسية، الثلاثاء الماضي، ودخل حيز التنفيذ الخميس. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن نحو 3 آلاف مدني وأكثر من 40 مصابا من بينهم أطفال تم إجلاؤهم من شرق حلب الخميس في جولتين من الإجلاء. وفي الوقت الذي يتلقى فيه المصابون الرعاية الطبية الأولية في عربات الإسعاف، يذرف العديد من المدنيين، الذين يمثل النساء والأطفال معظمهم، دموعا تمتزج فيها فرحة النجاة من موت كان يتربص بهم كل دقيقة، ومرارة مغادرة مدينتهم دون معرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من العودة إليها يوما ما.
* الجزائر تقدم مقاربتها لما يجري في حلب عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين، وذلك بناء على طلب دولة قطر وتأييد من الدول الأعضاء، لبحث الوضع المأسوي في مدينة حلب السورية، حيث قدم المندوبون مقارباتهم لوقف الانتهاكات الانسانية في هذه المدينة العربية. وترأس الجلسة نجيب المنيف السفير والمندوب الدائم للجمهورية التونسية بالجامعة العربية رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب. وكان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قد ندد في بيان سابق بالممارسات الوحشة التي تمت على مدار الأيام الماضية ضد المدنيين، وطالب وقفا فوريا لإطلاق النار، وطالب جميع الأطراف احترام القانون الدولي الإنساني وأحكامه. وكانت جامعة الدول العربية قد عقد اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين، وذلك بناء على طلب قطري من أجل بحث الأوضاع في مدينة حلب السورية، حيث طلبت قطر عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين ل "مناقشة الوضع المأسوي في مدينة حلب السورية".
* "حمس" تنظم وقفة لمناصرة حلب نظمت، أمس، حركة مجتمع السلم وقفة لمناصرة حلب بعد صلاة الجمعة، أمام مقرها المركزي بالعاصمة، حضره العديد من الشخصيات السياسية والجالية السورية بالجزائر. كما أصدرت المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء بيانا حول فضائع "حلب" بسوريا قالت فيه: "إن المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء تتابع بقلق شديد ما يجري من تعقيدات وتصعيد في سوريا عموما وفي حلب خصوصا" مسجلة: "إن ما يحدث في حلب من مجازر وتدمير واغتصاب وانتهاكٍ لحقوق الإنسان يرقى إلى مستوى جرائم الحرب وأكبر الجرائم ضدّ الإنسانية، تتحمّل الأممالمتحدة ومجلس الأمن مسؤولية إطالة الأزمة، وعدم تفعيل الآليات الدولية للحفاظ على السّلام والاستقرار العالمي" كما: "تحمّل المجموعة البرلمانية كلاًّ من روسياوإيران والتواطؤ الأمريكي – الأوروبي والميليشيات الطائفية العابرة للحدود المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وتعقيدات هذه الأزمة" داعية البرلمان والحكومة الجزائرية إلى تحمّل مسؤوليتها وتفعيل دبلوماسيتها، والتدخّل الفوري لدى النّظام السوري لإيقاف هذه الحرب، وما يترتّب عنها من فضائع مروّعة، والدّفع باتجاه الحلول السّياسية والسّلمية للأزمة، وحماية المدنيين من هذه المجازر والانتهاكات الصّاخرة". ودعا التكتل الأخضر المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لإيجاد حلٍّ شاملٍ وعادل لها، كما دعت الشعوب وأحرار العالم للضغط على المواقف الرّسمية لأنظمتها، والاحتجاج لدى سفارات الدول المتورّطة في الأزمة، مشددة أن: "هذه المجازر والانتهاكات المتصاعدة هي محرقةٌ فاشيةٌ عبر تكثيف القتل وتركيز الرّعب، وهي وصمةُ عارٍ في جبين الإنسانية، تفضح أدعياء الحرّية وحقوق الإنسان عبر هذا الصّمت الدولي المخزي".
* البناء الوطني: على الحكومة لعب دورها في وقف مأساة حلب استهل الأمين العام لحركة البناء الوطني احمد الدان، أمس، على هامش افتتاح الملتقى الجهوي للهيئات الانتخابية بولايات الجنوب، بتوجيه دعوة الى الحكومة الجزائرية من اجل لعب دور أكثر ايجابية في وقف مأساة حلب ووقف انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة وتصدير تجربة المصالحة الوطنية إلى الشقيقة سوريا لكي لا تستمر حالات الانزلاق التي أصبحت جزءا من لعبة الكبار والحرب بالوكالة في المنطقة ودفعها إلى تقسيم طائفي. واعتبر الامين العام للحركة أن الانتخابات القادمة فرصة للدولة لإعادة التحكم في القرار الوطني بعد الخلاف الواضح الذي شهده القرار الوطني منذ الرئاسيات الماضية وإلى غاية فضيحة منتدى الاستثمار في إفريقيا، مؤكدا أن حركته قامت بتوسيع دائرة المشورة القاعدية من خلال أربعة ملتقيات جهوية، آخرها الملتقى الجهوي بالأغواط مع الهيئات الانتخابية الولائية حيث وضعت الحركة استراتيجية عمل مع مناقشة السيناريوهات المتوقعة عبر أوراق عمل ونقاش قاعدي، يضيف المتحدث. من جانبه، أكد رئيس الحركة مصطفى بلمهدي على دور ولايات الجنوب في حماية الأمن القومي في ظل التهديدات الدائرة حول البلاد نتيجة الأوضاع الأمنية المتدنية في بلدان الجوار.
* ما يحصل في حلب جريمة ضد الإنسانية انتقدت العديد من التقارير التعاطي الاعلامي العربي أمس الذي برر العجز العربي عن نجدة حلب من خلال رمي اللوم على بلد بعينه، ومحاولة تحميله مسؤولية مأساة حلب وعملية التهجير، معتبرة: "في الوقت الذي كانت أجهزة هذا البلد الإغاثية والسياسية مستنفرة لتأمين خروج المدنيين من حلب، لم تصل الحدود السورية حتى منظمة إغاثة عربية واحدة. قد يكون هذا البلد لم يتمكن من إنقاذ حلب، وهذا بات فوق طاقته بسبب التواطؤ الأميركي الأطلسي، ولكنه على الأقل تكفل بالجانب الإنساني وحده، أمام عالم عربي لا يزال يكتفي بالفرجة والعنتريات. ما يحصل في حلب منذ صباح أمس الأول هو جريمة ضد الإنسانية، تشمل التهجير القسري لسكان شرقي حلب من قبل روسياوإيران، وبتواطؤ أمريكي وعجز أممي وعربي وإسلامي".
فيما قتل 600 ألف شخص خلال الست سنوات الأخيرة في سوريا * 7000 شخص تم إجلاؤهم من حلب خلال 24 ساعة أعلن وزير الخارجية التركي، تشاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي، أمس، أن بلاده تبذل كافة الجهود حاليا من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للسوريين وإلى حلب تحديدا، بالتواصل مع العديد من الأطراف الدولية. ولفت إلى أن حوالي 7000 شخص تم إجلاؤهم من حلب خلال ال 24 ساعة الماضية. وقال إن 600 ألف شخص قتلوا خلال السنوات الست الأخيرة في سوريا. وأضاف: "أمام هذا الظلم لا يمكننا الوقوف لذا قمنا بالعديد من المساعي لا سيما مع روسيا، وقد اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة مرات بنظيره الروسي فلاديمير بوتين للتباحث بشأن الأزمة السورية". وكشف وزير الخارجية التركي، أوغلو، أن لقاء سيعقد في موسكو في 27 ديسمبر من أجل مناقشة الوضع في سوريا.
* الأممالمتحدة تعرب عن القلق "البالغ" بشأن يجري في مدينة حلب أعربت منظمة الأممالمتحدة عن القلق "البالغ" إزاء التقارير التي تفيد بوقوع قتال في مدينة حلب السورية على الرغم من إعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأممالمتحدة في تصريح للصحفيين مساء امس "إن استمرار القتال في حلب يترك آلاف المدنيين في الخط الأمامي من إطلاق النار". وحث دوجاريك على وقف القتال بشكل عاجل وتأمين خروج الراغبين في مغادرة المناطق المحاصرة في شرق حلب.. مشددا على ضرورة ضمان معاملة من استسلموا أو اعتقلوا بشكل إنساني وبما يتوافق مع القانون الدولي. وأشار المتحدث الأممي إلى أن آلاف السوريين من الرجال والنساء والأطفال قد تمكنوا من مغادرة شرق حلب خلال الأيام الماضية.. مبينا أن فرق الأممالمتحدة في حلب تعمل على الاستجابة لاحتياجات النازحين. وأكد استعداد الأممالمتحدة لتوسيع نطاق عملها الإغاثي في جميع أجزاء حلب، منوها بأهمية الحصول على الموافقات للتوجه إلى الأماكن التي يتعين فيها تقديم خدمات إنسانية.
* مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا طارئا لبحث ما يجري في حلب عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، اجتماعا طارئا لبحث الأوضاع الإنسانية في مدينة حلب السورية. وقال فرانسوا ديلاترفي مندوب فرنسا الدائم لدى الأممالمتحدة :"إن الاجتماع جري من أجل رسم "صورة واضحة ومجددة لما يحدث"، مؤكدا أنه سيكون مغلقا وتشاوريا. وأضاف المسؤول الفرنسي أنّ من المتوقع أن يقدم نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفين أوبراين، تقريرا مختصرا بشأن الأوضاع في حلب، قائلا: "نحتاج إلى تلقي هذه المعلومات حتى عطلة نهاية الأسبوع لكي نفهم (الوضع)". وأشار ديلاتر إلى أن فرنسا وألمانيا ودولا أوروبية أخرى تعمل بشكل وثيق على "تهيئة الظروف الملائمة لإجلاء (المدنيين) بشكل آمن وضمان إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية لهم". كما دعا ديلاتر إلى زيادة عدد المراقبين الدوليين المكلفين من قبل الأممالمتحدة لمتابعة الوضع في حلب على الأرض. يأتي ذلك بعد مرور يومين فقط على عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، بطلب من فرنسا، لبحث الأوضاع في مدينة حلب. الذين خرجوا لا تتعدى نسبتهم 5 في المائة من مجمل المدنيين * المعارضة السورية تنفي إجلاء كامل المدنيين وخروج أي مقاتل نفت المعارضة السورية، أمس، خروج كامل المدنيين من أحياء حلب المحاصرة، في رد على البيان الروسي، الذي تحدث عن خروج كل من يرغب الخروج من المدنيين والمقاتلين. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشامية، أديب الصن، إن "معظم المدنيين ما زالوا محاصرين داخل مدينة حلب، والذين خرجوا لا تتعدى نسبتهم 5 في المائة، من مجمل المدنيين"، نافيا في الوقت عينه "خروج أي مقاتل في الدفعات السابقة، التي شملت جرحى ومدنيين". وأوضح الصن أن "هناك نحو 60 ألف مدني يرغبون بالخروج، لكن إيقاف قوات النظام ومليشياتها الطائفية لعملية الإجلاء، قد يؤدي إلى ارتكاب مجازر بحقهم، كتلك التي ارتكبتها في حيي الفردوس وبستان القصر، قبل عدة أيام"، بحسب قوله. كما أشار القيادي إلى أن "المليشيات الطائفية اعترضت القافلة الثامنة أمس، للمطالبة بإخراج 500 جريح من بلدتي كفريا والفوعة بإدلب، كنا قد وافقنا سابقا على إخراجهم عندما يتم إجلاء 5 آلاف من مدنيي حلب"، نافيا "اعتراض أي طرف عسكري على خروج الجرحى من البلدتين". ولفت الصن إلى أن "عشرات آلاف المدنيين ما زالوا متجمعين في حي السكري، بانتظار اسئناف عمليات الإجلاء، بالتزامن مع قصف شديد تقوم به المليشيات الطائفية، على المنطقة". وكانت القوات الروسية، ظهر أمس، قد أشارت إلى انتهاء عملية إجلاء المحاصرين من شرق حلب إلى ريفها الغربي، وجاء ذلك في بيان عسكري روسي صدر من قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، غربي البلاد. وذكر البيان أن "المسلحين وعائلاتهم غادروا حلب، والباقون هم متشددون يريدون القتال، وسيواصل الجيش السوري عملياته للسيطرة على المدينة". وكانت مليشيات محلية وإيرانية موالية للنظام السوري قد قطعت طريق الراموسة في جنوب مدينة حلب، وطالبت بإخراج جرحى بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
* أنقرة تجري اتصالات إقليمية حول حلب أعلنت تركيا، أمس، أنها تجري اتصالات مكثفة مع إيرانوقطر والسعودية ودول أخرى لتأمين عملية الإجلاء من مدينة حلب السورية، وإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها بأسرع وقت. وقد أجرى رئيس الوزراء بن علي يلدرم اتصالا هاتفيا مع إسحاق جيهانغري النائب الأول للرئيس الإيراني لبحث التطورات الأخيرة في حلب. وقال يلدرم إنه أكد ل جيهانغري ثقته في أن إيران ستقوم بالمبادرات اللازمة من أجل استمرار عملية الإجلاء من شرق حلب دون مشاكل، وأبلغه بأن أنقرة مستعدة للتعاون مع طهران بهذا الشأن. وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أنه أوضح للمسؤول الإيراني أنه جرى استهداف عمليات الإجلاء في حلب، وأن الوضع هناك مثير للقلق. وشدد يلدرم على أن بلاده مستعدة لبذل قصارى جهدها لسير عمليات الإجلاء دون مشاكل، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. وتتوقع أنقرة أن طهران تضع عقبات أمام عمليات الإجلاء، وإن من شأن التواصل معها أن يفضي لتذليل هذه العقبات. ويأتي اتصال يلدرم بنائب الرئيس الإيراني بعد وقت قصير من توقف عمليات الإجلاء بعد اعتراض مليشيا توصف بأنه مقربة من طهران لحافلات تنقل مدنيين من حلب إلى ريفها الغربي. من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه أجرى مباحثات مع نظيريه السعودي والقطري حول الوضع الإنساني في حلب.
* مثقفون يؤكدون وقوفهم إلى جانب حلب في محنتها أصدرت مجموعة من المثقفين العرب بيانا أكدوا فيه وقوفهم إلى جانب الشعب السوري، ودعمهم لأبناء حلب الذين يتعرضون لمذبحة معلنة. وأكد الموقعون على البيان "وقوفهم المبدئي وغير المشروط مع الشعب السوري ضد الاستبداد والظلم والطغيان والفساد" مؤكدين أن هذه المنظمات "لم تكن يوما جزءا من الثورة السورية، بل حربا عليها وعلى فصائلها الساعية إلى مستقبل أفضل للشعب السوري". كما أكد الموقعون أنهم "يقفون وبلا تردد مع أبناء حلب الذين يتعرضون الآن لمذبحة دنيئة ومعلنة، لم يشهد لها التاريخ مثيلا، يقوم بها مليشيات طائفية مستجلبة من الخارج بصيحات الثأر التاريخي وبمشاركة وقحة ومستنكرة من قبل إيرانوروسيا بما أصبح يشكل احتلالا أجنبيا يرمي قواعده فوق أرض سورية العربية وبتواطؤ دولي تقوده أمريكا ودول الغرب والأممالمتحدة في ظل تخاذل عربي صارخ ومريب". وناشد الموقعون على البيان "كل الأحرار في العالم العربي والعالم عموما الوقوف مع حلب، والدفاع عن حق الشعب السوري في الحياة الحرة والكريمة، التي ذهب من أجلها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، والملايين من المهجرين والمنفيين في بقاع الأرض، ولتوقف هذه المذبحة الشريرة والمستمرة منذ ست سنوات طويلة والتي باتت ترهق الضمير العالمي، وترهق أرواح الشرفاء على هذا الكوكب".
* تباين مواقف واشنطنوموسكو حول مأساة حلب في نهاية اليوم الأول من جريمة تهجير سكان شرقي حلب، خرج وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليقول، إن الولاياتالمتحدة حاولت إنقاذ حلب من خلال مفاوضات قادتها مع روسيا، ولكن الطرف الروسي تمسك برأيه، وأصر على إخراج الأمر بهذه الصورة. والطريف أن كيري لم يأخذ في عين الاعتبار أن نظيره الروسي سيرغي لافروف كان قد أعلن صباحا أن محادثات موسكو، بشأن سورية، مع واشنطن توقفت نهائيا، وهذا يعني أن روسيا لم تعد بحاجة للولايات المتحدة في هذا الملف، الذي بات من اختصاص موسكووطهرانوأنقرة. ويرى متتبعون أن موقف كيري كان سيكون مفهوما أكثر، لو أنه دفن الرأس في الرمال، وتصرف على طريقة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومندوبه إلى سورية ستيفان دي ميستورا، فهذان المسؤولان الأمميان الرفيعان اختفيا عن الأنظار، واكتفيا بإرسال موظف أقل رتبة (يان إيغلاند) ليقدم عروضا عن استعداد الأممالمتحدة لمساعدة أهالي حلب المطرودين من ديارهم، في الوقت الذي بات العالم كله يعرف أن الصليب الأحمر الدولي رفض الإشراف على عملية تهجير أهل حلب قسريا. إعداد: نورالدين علواش