مهد التحالف الاستراتيجي الاندماجي الذي جرى مؤخرا بين حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية الطريق لإعادة ترتيب الخريطة السياسية للأحزاب الإسلامية، أين دخل أضلاع هذا الفصيل في مشاورات "مراطونية" قبل التشريعيات المقبلة، الغاية منها تشكيل تكتلات ثنائية خاصة بين أبناء مدرسة الشيخ محفوظ نحناح، أين كشفت مصادر جد عليمة ل" الحوار"، أن حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير قد توصلتا إلى اتفاق استراتيجي يقضي بحل جبهة مناصرة لتذوب في "حمس". وأكدت مصادرنا أن المفاوضات بين رئيس"حمس" عبد الرزاق مقري، ورئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، قد التقيا في جلسات مختلفة برفقة إطارات من الحركتين بغية إعادة الدفء من جديد في بيت الراحل محفوظ نحناح الذي ساده لسنوات نوع من "البرودة الاضطرارية" وهو الذي انشطر إلى أربعة أحزاب متباينة في فترة جد وجيزة، حيث توصل الطرفان يقول مصدرنا إلى التفاوض على تفاصيل كثيرة تندرج في إطار التأثيث لدمج التشكيلتين وذوبانها في حزب واحد. وعن كيفية الاندماج يكشف مصدرنا أنه خلافا للسيناريوهات الثلاثة التي تبناها ضلعا التحالف الاندماجي الاستراتيجي، فإن عبد الرزاق مقري وعبد المجيد مناصرة توصلا إلى اتفاق مبدئي يقضي بحل جبهة التغيير ودمجها بشروط مع حركة مجتمع السلم التي تعد الأصل في بيت الراحل نحناح، حيث أكد يقول إن الوحدة ستتم تحت اسم حركة مجتمع السلم لكن ليس من دون شروط بعد أن تم التفاوض على تفاصيل كثيرة، مضيفا أنه بعد الاتفاق النهائي وموافقة الطرفين فستحل جبهة التغيير وينضوي الجميع تحت حركة مجتمع السلم. في السياق، فإنه سيتم الإعلان عن هذا القرار الذي لا يزال يطبخ في السر، قريبا جدا في مدة، تقول مصادرنا لا تتجاوز الأسبوع أو الأسبوعين على أكثر تقدير، فيما رجحت مصادر متطابقة أخرى أن قرار الاندماج سيتم دراسته والموافقة عليه نهائيا خلال مجلس الشوري الاستثنائي لحركة مجتمع السلم. وتلقى فكرة"التحالفات بين أبناء التيار الإسلامي" الكثير من القبول لدى العديد من الفعاليات التي تنتمي إلى هذا التيار، الأمر الذي نتج عنه تلاقي بعض القيادات الإسلامية في لقاءات سرية كما أشارت إليه "الحوار" سابقا، لبحث إمكانية توسيع هذا الفضاء ليشمل مزيدا من الأحزاب المعارضة عن طريق التأثيث لعائلات إسلامية، باستغلال العديد من نقاط التلاقي والتقارب التي تحملها مكونات هذا الطيف السياسي. وكان رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، قد أكد في حديث سابق مع "الحوار"، أن تشكيلته لا ترفض فكرة التحالفات وربما تختلف في طريقة تجسيدها، حيث تفضل أن تتشكل في الولايات لتكون على أساس أرضية ميدانية حقيقية، واعتبر أن كل حزب سياسي سيد في قراراته، مباركا الخطوة التي قامت بها جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة، معتبرا أن هذه الخطوة تساهم في لم شتات الحركات الإسلامية. وشدد مقري أن جود أقطاب متنافسة إسلامية في التشريعيات المقبلة، أمر جيد للعملية التشريعية ويساعد على تقليص تشرذم الحركة الإسلامية. نورالدين علواش