يرتقب أن يرسم كل من رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ورئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، غدا الجمعة، مشروع ما سيطلق عليه ”الوحدة الاندماجية لحركة مجتمع السلم”، بعد مصادقة مجلس شورى الحركة على كل تفاصيله. وهو مشروع يختلف عن مشروع التحالف الاستراتيجي للنهضة وجبهة العدالة والتنمية كون جبهة التغيير هي التي تذوب في حمس ما يؤدي إلى اختفائها. اتضحت معالم المرحلة المقبلة بالنسبة لطبيعة التحالفات داخل الأحزاب الإسلامية تحسبا للتشريعيات القادمة، حيث سيرسم كل من النهضة وجبهة العدالة والتنمية وحركة البناء مشروع ”التحالف الاستراتيجي”، فيما اختارت جبهة التغيير العودة إلى مدرسة الشيخ محفوظ نحناح بعد انفصال دام أكثر من 9 سنوات، غير أن الإشكالية التي تمثل تحالف مقري ومناصرة انتخابية في البداية وقد يتم الاتفاق على تأجيل التحالف الاندماجي بين الحزبين إلى ما بعد التشريعيات. وفي هذا الإطار، سألت ”الفجر” الأطراف المعنية بالتحالف الذي سيتم تجسيده بين التغيير وحمس، حيث، أكد القيادي في حركة مجتمع السلم فاروق طيفور، أن معالم الوحدة الاندماجية لحركة مجتمع السلم التي سيحددها مجلس الشورى ستكون بمثابة ورقة طريقة لمستقبل هذا المشروع الذي انطلق منذ سنة 2013 بعد مفاوضات ولجان عرضت تقاريرها على مختلف الهياكل، مضيفا أنه في حالة مصادقة مجلس الشورى ستكون جبهة التغيير قد عادت إلى حركة مجتمع السلم، وبالتالي اختفاء جبهة التغيير، باعتبار أن كل إطارات جبهة التغيير كانوا إطارات أيضا ضمن حركة مجتمع السلم. وفي رده على سؤال متعلق بطبيعة الوحدة مستقبلا وكيفية عمل الحزب بعد المشروع، أكد طيفور أن مجلس الشورى الاستثنائي سيناقش مسألة التحالف الانتخابي الذي يعد جزءا من المشروع، فيما يتم تأجيل كل التفاصيل الأخرى إلى ما بعد التشريعيات. من جهته قال القيادي في حركة مجتمع السلم عبد الرحمن سعيدي، في اتصال مع ”الفجر”، إن مشروع التحالف بين حمس والتغيير أكبر من المشروع الانتخابي، باعتبار أن مسار المشاورات يمتد لأكثر من ثلاث سنوات وسيتوج في حالة موافقة مجلس الشورى بوحدة اندماجية، رافضا العبارات التي تتحدث عن ذوبان التغيير في حمس. وفي رده على سؤال خاص بمستقبل جبهة التغيير ضمن الخارطة السياسية، قال نائب رئيس جبهة التغيير عبد الرزاق عاشوري، في اتصال مع ”الفجر”، إن المفاوضات بين الحزبين قد أفضت إلى عودة جبهة التغيير إلى حمس في إطار ما سيسمى ب”الوحدة الاندماجية لحركة مجتمع السلم” بعد توافق على الخط السياسي وطريقة التعامل مع المستجدات الوطنية والسياسية، معتبرا أن التحالف الانتخابي سيكون جزءا من المشروع الذي قال إنه سيكون أكبر من أي تفاصيل أخرى. بالمقابل، يؤكد متتبعون أن عودة كل أبناء مدرسة الشيخ نحناح غير متاح حاليا، بعد قرار حركة البناء الالتحاق بالتحالف الاستراتيجي بين النهضة وجبهة العدالة والتنمية، باعتبار أن حركة البناء لا ترى في التحالف الانتخابي أو الاندماج مع حمس بتركيبتها الحالية محفزا للإقدام على هذه الخطوة، فيما يرى آخرون أن حركة مجتمع السلم لا ترى من جدوى في عودة حركة البناء على أساس أن انشقاقها لم يكن عن حمس بل كان عن جبهة التغيير بعد اختلاف حدث سنة 2012.