تسعة تنظيمات فلسطينية، على رأسها فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية، شاركت على مدى ثلاثة أيام في نقاشات في العاصمة موسكو، وأعلنت الثلاثاء عن التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية كخطوة أولى لإنهاء الانقسام المستمر منذ نحو عشر سنوات. أعلنت الفصائل الفلسطينية الرئيسية الثلاثاء في موسكو، أنها توصلت إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل تنظيم الانتخابات، وذلك إثر اجتماعات استمرت ثلاثة أيام برعاية روسية. وقال القيادي في حركة فتح عزام الأحمد في مؤتمر صحافي، "اتفقنا على أن نتوجه إلى الرئيس أبو مازن (محمود عباس) خلال الساعات ال48 القادمة، حتى يبدأ مشاوراته لتشكيل حكومة" وحدة وطنية. وأضاف الأحمد، "النوايا أصبحت أفضل بين كل الفلسطينيين من أي مرحلة مضت".
ويفترض أن يتم عقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني وتنظيم انتخابات تشريعية بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وأجرى ممثلون عن فتح وحماس والجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى منذ الأحد مشاورات غير رسمية في موسكو بهدف استعادة "وحدة الشعب الفلسطيني". كما التقى ممثلو الفصائل الفلسطينية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين، وطلبوا منه بذل كل ما بوسعه لمنع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كما وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وأشار الأحمد إلى "تفهم" من جانب لافروف، منتقدا فشل اللجنة الرباعية التي تضم الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة في دفع تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال أيضا، "أوقفنا كل أشكال العلاقة مع اللجنة الرباعية، ولن نتعامل معها كإطار، إنما نتعامل مع أعضائها"، معتبرا أن اللجنة "لم تنجح ولا بد من البحث عن أوراق جديدة وأسلوب جديد للتعامل مع الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي". من جهته، قال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، "نحن نعتبر أن لروسيا دورا كبيرا يمكن أن تلعبه في (اللجنة) الرباعية التي هيمنت عليها الإدارة الأمريكية بصورة أو بأخرى". كما أضاف أن "حكومة الوحدة الوطنية هي الآلية التي ستقوم بمعالجة كل الملفات التي نشأت في أثناء الانقسام الفلسطيني، وبالتالي ستنفذ بالضرورة معظم الأشياء التي توقفت منذ الانقسام". ومنذ 2007، تاريخ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وطرد حركة فتح منها، يحول الانقسام الفلسطيني دون تنظيم انتخابات على أي مستوى.