أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي في كلمتها الافتتاحية لأشغال الملتقى الدولي الثاني للأدب الشعبي، على الأهمية التي يكتسيها هذا الجنس الأدبي بوصفه مرآة عاكسة لعادات وتقاليد المجتمع وكذا لمعتقدات ورموز وقيم الشعوب. وقالت تومي إن الشعر الشعبي فضاء يجسد وحدة التراث القومي والإنساني الذي يقوم على ثلاثية اللغة والفكر والتاريخ، مبرزة في هذا الإطار الاهتمام الذي توليه الدولة الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية للتراث المادي واللامادي. كما ذكرت بالمناسبة بجهود الباحثين الجزائريين ''الذين قطعوا أشواطا معتبرة في جمع وحفظ ودراسة هذا الموروث الشعبي الذي نسج خيوط هويتنا وشخصيتنا''، مستشهدة بالكم الهائل من المطبوعات التي طبعت خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 والتي بلغت أكثر من 260 عنوان في مختلف تخصصات الأدب الشعبي، منها 180 حكاية شعبية موجهة للأطفال مستقاة من التراث المحلي والعربي. وعليه دعت الوزيرة إلى إعادة قراءة هذا الأدب وتحليله في ضوء المناهج الحديثة ومنحه الديمومة والاستمرار، معربة عن املها في أن يكون هذا الملتقى الذي نظم تحت شعار ''الشعر الشعبي بين الهوية المحلية ونداءات الحداثة''، فضاء خصبا ل''الحوار'' والاقتراب أكثر من روح هذا الأدب الذي كان يوما وسيلة تعبير عن هموم وتطلعات وأحلام المجتمعات العربية، قبل أن تضيف أن هذا النوع من الأدب قد ارتبط ارتباطا وثيقا بالثورة الجزائرية ولعب دورا إعلاميا كبيرا في تجنيد وتعبئة نفوس الجماهير في المدن والأرياف إبان ثورة التحرير نظرا لسهولة انتقاله في الوسط الاجتماعي ونظرا لقدسية هذا اللون الأدبي، فقد انخرط فيه -حسبها- العديد من الشعراء الذين مجدوا بطولات أبناء الجزائر منهم سيدي لخضر بن خلوف، وابن الحرمة، ابن مسايب، محمد بن ڤيطون ومن حذا حذوهم كلونيس آيت منڤلات، والحاج محمد العنقى... موضحة أن الأدب الشعبي كان ومايزال أدبا قوميا بامتياز وله الفضل في إبراز قضايا الثقافة والفكر وفي تحريك الحياة الاجتماعية والسياسية للشعوب العربية التي واجهت الاستعمار، وهو بذلك -على حد تعبير الوزيرة- لا يعبر فقط عن إحاسيس الطبقات المحرومة بل تعدى إلى مساهماته في الحفاظ على اللغة والثقافة العربية ونشر قيمها ومعانيها باعتبارها مؤسسة ثقافية متداولة بين أبناء الوطن العربي.