دور الأدب الشعبي في حياة الأمم وتعبيره الصادق عن طموحات وهموم الشعوب وكذا إضفاؤه القيم على الحياة الفكرية والفنية واليومية للمجتمعات، هي النقاط التي ارتكزت عليها مداخلة وزيرة الثقافة خليدة تومي في افتتاحية الملتقى العربي الثاني للأدب الشعبي، أمس، بالمعهد الوطني العالي للموسيقى. وأضافت الوزيرة أن الموروث الشعبي هو احد مكونات الهوية لأي مجتمع حيث يصور مختلف الأنماط من أشعار، حكايات، أمثال، ألغاز وإيقاعات التي تعبر بصدق عن حياة الإنسان وتعرفنا على العادات والمعتقدات والرموز والقيم والحاجات النفسية والروحية للشعوب، مؤكدة في السياق ذاته ضرورة الاهتمام بالأدب الشعبي وإعادة قراءته وتحليله في ضوء المناهج الحديثة ليكون أدبا مستمرا ومتواصلا. وتحدثت الوزيرة عن ارتباط الأدب الشعبي بالثورة الجزائرية ولعبه دورا إعلاميا وتعبويا هاما في تجنيد الجماهير في المدن والأرياف من خلال سهولة تنقله بين الأشخاص، وذكرت أسامي العديد من الشعراء الذين انخرطوا في القضية أمثال: سيدي لخضر بن مخلوف، ابن الحرمة، ابن مسايب، سي محند أومحند، مصطفى ابن ابراهيم وعبد القادر الوهراني، واستطردت قائلة أن الأدب الشعبي قام بدور كبير في إبراز قضايا الثقافة والفكر وكذا تحريك الحياة الاجتماعية والسياسية للشعوب العربية التي واجهت تحديات الاستعمار، مضيفة أن الأدب الشعبي لا يعبر فقط عن أحاسيس الطبقات الشعبية المحرومة وحسب بل يساهم أيضا في الحفاظ على اللغة والثقافة العربية ونشر قيمها ومعانيها باعتباره مؤسسة ثقافية متجولة بين أبناء الوطن العربي. وتحدثت تومي عن التواصل بين الأدب الشعبي الجزائري ونظيره العربي وحتى العالمي، بالمقابل أعلنت عن طبع الوزارة لأكثر من 260 عنوانا في مختلف تخصصات الأدب الشعبي وحوالي 180 حكاية شعبية خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية. من جهته أكد الشاعر توفيق ومان رئيس الجمعية الوطنية للأدب الشعبي المنظِّمة للملتقى الذي تنتهي فعالياته غدا أن الطبعة الثانية للملتقى تمثل لبنة جديدة تلتقي فيها ثقافاتنا وهويتنا وأصالتنا بالإضافة إلى كون هذه التظاهرة مناسبة لإبراز مواكبة الأدب الشعبي لأحداث العصر وهذا من خلال مداخلات باحثين سيسلطون الضوء على العديد من القضايا المتعلقة بموضوع الملتقى والذي يحمل شعار الشعر الشعبي بين الهوية المحلية ونداءات الحداثة. وقد تحصلت وزيرة الثقافة على درع الثقافة اللبنانية من طرف حلقة الحوار اللبنانية وكذا على درع الرابطة الوطنية للأدب الشعبي كما تخلل يوم الافتتاح تقديم العديد من القصائد الشعرية لشعراء عرب ومن الجزائر.