صحيح أن برنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، المتعلق بتخصيص 45 ألف وحدة سكنية للقضاء على البيوت القصديرية بالعاصمة، و شرع في توزيعها، عبد القادر زوخ، منذ جوان 2014، على مدار21 عملية أعطى ثماره، بعدما تم ترحيل إلى حد شهر ديسمبر من السنة الماضية ما يتجاوز ال20 ألف عائلة، وهو رقم ليس بالهين، لكن يبدو أن الإعلان عن الجزائر كأول عاصمة إفريقية من دون بيو ت قصديرية في ماي من السنة الفارطة، كان سابقا لآوانه، وذلك قياسا بعدد باقي البيوت القصديرية الموجودة على السواد الأعظم من بلديات العاصمة، في مقدمتهم بلدية جسر قسنطينة التي تحصي 3000 بيت قصديري، وبرج الكيفان التي تضم أكثر من 1000 بيت بوادي الحميز، وبئر مراد رايس التي تسجل مصالحها 800 بيت قصديري، دون ذكر باقي البلديات، فمتى ترحّل هذه العائلات، مثلما تتساءل العائلات، ومتى تنهي العاصمة مسلسلها مع البيوت القصديرية المتناثرة كالفطريات في كل ركن من أركان ال 58 بلدية؟. بعملية حسابية بسيطة لإحصاء عدد البيوت القصديرية بالعاصمة، نستطيع القول إن عدد العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية يقارب ال10 آلاف عائلة، وإذا فرضنا مثلا أن كل بلدية بالعاصمة البالغ عددها 58 بلدية، تضم على الأقل 100 بيت قصديري، فهذا يعني أن عدد البيوت القصديرية التي تغزوا العاصمة تصل إلى 5800 بيت قصديري، هذا دون إضافة عدد البيوت القصديرية الموجودة ببلدية جسر قسنطينة، والبالغ عددها 3000 بيت قصديري، وبلدية بئر مراد رايس التي تضم 700 بيت قصديري، وبرج الكيفان التي يغزوها أكثر من 1000 بيت قصديري، هذا الأخير الذي أعلن الوالي عن ترحيله في مارس المقبل من السنة المقبلة، ما يعني أن زوخ ينتظره الكثير لطي ملف البيوت القصديرية، وربما يتطلب منه 21 عملية أخرى لأجل تحقيق حلم الجزائر أول عاصمة إفريقية من دون بيت قصديري، وهو ما يناقض تماما مع ما قاله من أن ما تبقى من البيوت القصديرية "كوفريت"، بل" خبز يابس" يستوجب تبليله بمياه البحر حتى يستطيع بلعه والقضاء عليه نهائيا.
* أكثر من 100 عائلة تقطن بقصدير حي "القرية السوداء" بباش جراح تعيش أكثر من 100 عائلية بقصدير "حي القرية السوداء" ببلدية باش جراح، على الأعصاب خشية إقصائهم من البرنامج الرئاسي الضخم المتعلق بالقضاء على البيوت القصديرية بالعاصمة، لاسيما وأنه لم تصلهم أي معلومة بشأن موعد ترحيلهم لا من البلدية ولا من وسائل الإعلام. وعبّر أحد المواطنين الذي تحدث مع "الحوار"، بأنهم يعيشون أوضاعا مزرية جدا في بيوت شيدوها بالقصدير والخشب وتفتقد إلى أدنى شروط المعيشة، مبرزين أن بيوتهم خلال الشتاء تتحول إلى برّادات وإلى أفران في فصل الصيف. ويصف السكان وضعهم في هذه البيوت القصديرية بالكارثي، سيما وأنها حرمت من كل المشاريع التنموية، على غرار مشاريع تهيئة وتعبيد الطرقات والأرصفة وحملات التنظيف من النفايات المنتشرة في كل ركن، ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحي والغاز والماء. وحسب بعض سكان "القرية السوداء"، فإن المسؤولين على دراية بوضعيتهم المأسوية والكارثية، غير أنهم لا يحركون ساكنا، لافتين إلى أن عدم وجود لجنة خاصة بسكان حي "القرية السوداء" حال دون نقل انشغالاتهم ودون تحرك رئيس البلدية، الذي -بحسبهم- لم يزرهم ولم يطمئنهم حول ما إذا كانوا ضمن المرحّلين من البيوت القصديرية في إطار مشروع رئيس الجمهورية للقضاء على البيوت القصديرية بالعاصمة. إلى ذلك، يكرّر سكان البيوت القصديرية لحي القرية ببلدية باش جراح، مطلبهم بضرورة حمل المسؤولين لوضعهم الكارثي بهذه البيوت على محمل الجد وترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل أن يخرجوا عن صمتهم. * أكثر من 3000 عائلة تعيش بالقصدير بجسر قسنطينة والمخاوف نفسها يعيشها سكان البيوت القصديرية ببلدية جسر قسنطينة، البالغ عددهم 3000 عائلة، فالعديد من العائلات يعيشون مخاوف إقصائهم من هذا المشروع الرئاسي الضخم، في إطار القضاء على البيوت القصديرية، خاصة وأن حالهم المزري لا يختلف عن العائلات المرحّلة في العمليات السابقة –حسبهم – بل وأكثر. ويكون"حي الوئام" أكبر حي قصديري ببلدية جسر قسنطينة، حيث يضم أكثر من 500 عائلة ومهدد بالانهيار في أي لحظة لوقوعها في المنحدر وعلى أرضية معرضة للإنجراف في أول قطرة مطر. والمعاناة نفسها يعيشها سكان القصديري لحي "ديار الخدمة"، الذي يضم حوالي 150 عائلة، وحي "بريمتشين" الذي يضم حوالي 200 عائلة، وحي "واد الكرمة" الذي يضم 180 عائلة، حيث عبر عدد ممن التقت بهم "الحوار"، أنهم ينتظرون الترحيل، سيما وأن السلطات المحلية على دراية تامة بأوضاعهم المعيشية، ولكن إلى حد الآن لم يلمسوا سوى الوعود الكاذبة –حسبهم-، ليضيفوا أن ما تقوم به مصالح البلدية سوى إحصاءهم. ويقول المواطنون "جلالي ومحمد جلال وخضراوي بولعراس، "نعيش على أمل الاستفادة من سكن لائق يسترنا ويخرجنا من هذه البيت البئيس، فقد أفنينا شبابنا وكل حياتنا في هذه البيوت التي تفتقد إلى أدنى ضروريات الحياة، لذا نطالب والي العاصمة بترحيلنا وإعطاءنا سكنات تحفظ كرامتنا".
* عشرات القاطنين بقصدير بلدية بابا حسن ينتظرون الترحيل لا يختلف حال سكان القصدير ببلدية بابا حسن عن حال باقي العائلات التي تقطن في البيوت القصديرية في مواقع أخرى من العاصمة الجزائر. وحسب العديد من السكان، فإن الحصول على بيت تحوّل إلى حلم صعب المنال، متسائلين عن تاريخ ترحيلهم إلى سكنات تحفظ كرامتهم. * في حال لم يرحّلوا.. سكان البيوت القصديرية يهددون بالخروج إلى الشارع هدّدت لجان الأحياء للبيوت القصديرية بالخروج إلى الشارع في حال لم يرحّلوا، مبرزين في اتصالهم ب"الحوار"، أن ملفاتهم مستوفاة للشروط، وعليه ليس هناك سبب يحرمهم من حق الاستفادة من السكن، مثلما استفاد السابقون. * "مصطفى سمان" رئيس لجنة حي بومعزة يكشف ل"الحوار": " ملفاتنا مستوفاة للشروط" كشف "مصطفى سمان"، رئيس لجنة الحي القصديري "بومعزة"، ببلدية باش جراح، ل"الحوار"، أن عدد قاطني القصدير في تزايد مستمر، حيث وصل إلى حوالي 108 عائلة بعدما أحصت البلدية سنة 2007 ما يقارب 96 عائلة، مؤِكدا أن ملفات العائلات مستوفاة الشروط وتستأهل الترحيل. وأوضح مصطفى سمان، أن اللجنة ناشطة منذ سنوات السبعينيات وفي إطار ما يسمح به القانون، وهدفها النضال لأجل الحصول على سكنات. وأكد المتحدث ذاته على المسؤولين ضرورة تحمل مسؤولياتهم، باعتبارهم لن يبقوا صامتين ومكتوفي الأيدي في حال لم يرحّلوا.
"مراد بلعيال" رئيس لجنة حي "الوئام" ببلدية جسر قسنطينة ل"الحوار": راسلنا رئاسة الجمهورية أربع مرات أفاد "مراد بلعيال"، رئيس لجنة حي "الوئام" ببلدية جسر قسنطينة، في حديث مع "الحوار"، أن حي "الوئام" القصديري يضم 500 عائلة، و"حي ديار الخدمة" يحتوي على حوالي 150 عائلة، و"حي بريمتشين" يحتوي على حوالي 200 عائلة، إضافة إلى "حي جرمان" الذي يضم حوالي 100 عائلة، و20 عائلة تقطن بجانب البلدية، كل هذه العائلات تعيش ظروفا جد مزرية، كاشفا أن حوالي 36 عائلة انهارت بيوتهم بعد انزلاق التربة سنة 2012. وأكد "مراد بلعيال"، أن حي "الوئام" يعتبر أيضا من أكبر البيوت القصديرية على مستوى العاصمة، حيث يضم أكثر من 500 عائلة تتخبط في ظروف معيشية جد مزرية وفي بيوت تفتقد لأدنى شروط المعيشة، لافتا إلى أن ملفات كل العائلات مستوفاة الشروط، مشيرا إلى أن لجنة الحي تبذل قصارى جهودها لإيصال رسالة السكان للجهات المعنية، وحمل المسؤولين على ترحيلهم إلى سكنات لائقة. وأفاد مراد بلعيان، أن عدد قاطني البيوت القصديرية في تزايد، فبعدما تم إحصاء 473 عائلة في سنة 2007ٍ ، وصل عددهم سنة 2013 إلى أكثر من 500 عائلة، مشيرا إلى أن مصالح الولاية قامت بالتحقيق في شهر فيفري من السنة الماضية، لكن لم تحدد بعد تاريخ ترحيلهم، لافتا إلى أنهم راسلوا رئاسة الجمهورية أربع مرات إلا أنها لم ترد عليهم. * رؤساء البلديات يطالبون زوخ بترحيل قاطني البيوت القصديرية دعا رؤساء البلديات، والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بالتعجيل في ترحيل قاطني البيوت القصديرية، لافتين إلى مواقع تواجدهم عطلت مشاريعهم التنموية، ما يستدعي التعجيل بترحيلهم. * "كمال حمزة" رئيس بلدية دالي ابراهيم ل"حوار": 90 عائلة تقطن ببيوت القصدير أوضح رئيس بلدية دالي ابراهيم "كمال حمزة"، أن البلدية تضم أربع مواقع للبيوت القصديرية، على غرار أحياء "الدبلوماسي"، " عين الله"، " غابة ديكار"، " سطاوالي الصغرى". وبالأرقام، أفاد رئيس البلدية أن عددهم لا يتجاوز 90 عائلة، كلها تنتظر على أحر من الجمر ترحيلها إلى سكنات لائقة، لافتا إلى أن تاريخ الترحيل لا يعلمه، باعتبار الأمر بات بيد مصالح الولاية. ويطالب رئيس بلدية دالي ابراهيم، والي العاصمة، بالتعجيل في ترحيلهم للقضاء على بيوت الصفيح.
"مصطفى فرابي" رئيس بلدية بابا حسن ل"الحوار": نناشد والي العاصمة ترحيل سكان الصفيح كشف "مصطفى فرابي"، رئيس بلدية بابا حسن، أن هذه الأخيرة ما تزال تشهد أربع مواقع لسكان البيوت الفوضوية، على غرار "حي الكاريار"، و"حي بالقرب من مقبرة بابا حسن" ، و"حي موجود بحي اللوز"، و"حي موجود بحي 05 جويلية" ، وملفاتهم جاهزة وهي موجودة على مستوى مصالح الولاية، لكن لم تصل للبلدية أي معلومة حول موعد ترحيلهم، وفي هذا السياق نناشد والي العاصمة "عبد القادر زوخ" بترحيلهم.
"محمد بورابة" رئيس بلدية بني مسوس ل"الحوار": 200 بيت قصديري يحيط بالبلدية أكد "محمد بورابة"، رئيس بلدية بني مسوس، أن البلدية تضم 200 عائلة متوزعة على سبع مواقع صغيرة للبيوت القصديرية، حيث توجد 54 عائلة في حي "الساحل"، و22 عائلة في حي "أول ماي"، و7 عائلات في حي "عين فران"، و114 عائلة في حي "سيدي يوسف"، و17 عائلة في حي "غميدلي"، و3 عائلات في حي "سميعة"، و16 عائلة في حي "بن حدادي السعيد"، إضافة إلى 20 عائلة في حي "المقلع"، وهذه العائلات، كما قال، تقطن في خيمات منذ سنة 1992 لجأوا إلى بلدية بني مسوس ونصّبوا الخيمات بعد انهيار عمارتهم في الجزائر الوسطى، فضلا عن 9 عائلات تقطن كذلك في خيمات بالملعب البلدي، جاءت إلى بلدية بني مسوس بعد حملة باب الوادي سنة 2001، مطالبا الوالي عبد القادر زوخ، الالتفات إلى حالهم المزري وشملهم في عمليات الترحيل الضخمة التي شرع فيها في جوان 2014.
"محمد زيقم" رئيس بلدية بئر مراد رايس ل "الحوار": 700 عائلة موزعة على 22 موقعا للقصدير أوضح رئيس بلدية بئر مراد رايس، "محمد زيقم"، ل"الحوار"، بأن البلدية تضم 700 عائلة موزعة على 22 موقعا قصديريا، مبرزا أن هذه البيوت القصديرية حاصرت البلدية وعرقلت العديد من المشاريع التنموية. ودعا رئيس البلدية، والي العاصمة، إلى شملهم ضمن المشروع الضخم لرئيس الجمهورية للقضاء على البيوت القصديرية. وبدوره، طالب رئيس بلدية الدويرة، "جيلالي رماني"، المسؤول الأول على العاصمة، بترحيل سكان الصفيح ببلديته، مبرزا أن هذه الأخيرة ما تزال تحتضن موقعين من الأحياء القصديرية، وهما كل من حي عين "الدزاير"، الذي يضم حوالي 200 عائلة، وحي "أم سديرة" الذي يضم حوالي 300 عائلة. وكشف رئيس البلدية، أن ملفات سكان القصدير حوّلت إلى مصالح الولاية وهي قيد الدراسة لفرزها وضبط القائمة الاسمية النهائية للعائلات التي ستستفيد من عملية الترحيل. * "عز الدين نهاري" نائب ببلدية باش جراح ل "الحوار": لا نعلم متى يرحل قاطنو "بومعزة" وهل "القرية السوداء" ضمن المرحيلن وقال عز الدين نهاري، النائب المكلف بالشؤون الاجتماعية لبلدية باش جراح، في اتصال هاتفي ب "الحوار"، أن بلدية باش جراح لم تردها أي معلومات من الولاية حول موعد ترحيل سكان البيوت القصديرية، مشيرا إلى أن عدد قاطني القصدير لا يتجاوز ال97 عائلة، وكل ملفاتهم مستوفاة الشروط، كما ذكر " وينتظرون فقط إعلان مصالح الولاية عن تاريخ ترحيلهم". و حول وضع قاطني البيت القصديري" القرية السوداء"، قال نهاري" نجهل ما إذا كان سكان هذا البيت القصديري" القرية السوداء"، ضمن المشروع الكبير المتعلق بالقضاء على البيوت القصديرية في العاصمة أم لا، لأن عملية الترحيل أصبحت من صلاحية الولاية". تحقيق: صبرينة كبسي