تعيش العائلات القاطنة بحي "القرية السوداء" التابع لبلدية باش جراح على الأعصاب خشية إقصائهم من عمليات الترحيل الضخمة في إطار القضاء على البيوت القصديرية بالعاصمة، متسائلين عن ما إذا كانوا مبرمجين ضمن عمليات الترحيل الكبرى التي شرعت فيها الولاية، خاصة أنه لم تصلهم أي معلومة عن موعد ترحيلهم إلى سكنات لائقة. لا يزال العديد من سكان البيوت القصديرية ل"القرية السوداء" يعيشون مخاوف إقصائهم من هذا المشروع الرئاسي الضخم، في إطار القضاء على البيوت القصديرية، خاصة وأن حالهم المزري لا يختلف عن العائلات المرحلة في العمليات السابقة –حسبهم – بل وأكثر. وحسب أحد المواطنين الذين تحدث إلى "الحوار"، فإنهم يعيشون أوضاعا مزرية جدا في بيوت مشيّدة بالقصدير والخشب تفتقد إلى أدنى شروط المعيشة، مبرزين أن بيوتهم خلال الشتاء تتحول إلى برّادات في فصل الشتاء وإلى أفران في فصل الصيف. ويصف السكان وضعهم في هذه البيوت القصديرية بالكارثي، سيما وأنها حرمت من كل المشاريع التنموية على غرار مشاريع تهيئة وتعبيد الطرقات والأرصفة وحملات التنظيف من النفايات المنتشرة في كل ركن، ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحي والغاز والماء. وحسب بعض سكان "القرية السوداء"، فإن المسؤولين على دراية بوضعيتهم المأسوية والكارثية، غير أنهم لا يحركون ساكنا، لافتين إلى أن عدم وجود لجنة خاصة بسكان حي "القرية السوداء" حال دون نقل انشغالاتهم ودون تحرك رئيس البلدية الذي، بحسبهم، لم يزرهم ولم يطمئنهم حول ما إذا كانوا ضمن المرحّلين من البيوت القصديرية في إطار مشروع رئيس الجمهورية للقضاء على البيوت القصديرية بالعاصمة. إلى ذلك، يكرر سكان البيوت القصديرية لحي القرية ببلدية باش جراح مطلبهم بضرورة حمل المسؤولين لوضعهم الكارثي بهذه البيوت على محمل الجد و ترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل أن يخرجوا عن صمتهم.
* نائب الرئيس المكلّف بالشؤون الاجتماعية "عز الدين نهاري" ل"الحوار": "الترحيل بيد زوخ وليس بيدنا" من جهته ردّ نائب الرئيس المكلف بالشؤون الاجتماعية ببلدية باش جراح "عز الدين نهاري"، في مكالمة هاتفية مع "الحوار"، على استفسارات قاطني البيت القصديري" القرية السوداء"، وقال إنه " يجهل ما إذا كان سكان هذا البيت القصديري ضمن المشروع الكبير للقضاء على البيوت القصديرية في العاصمة أم لا"، مضيفا" بعدما أصبحت عملية الترحيل من صلاحية الولاية لم نعد على دارية من سيرحّل ومن لن يستفيد من العملية"، وعليه "مصالح بلدية باش جراح لا علم لها بملف الترحيل وإعادة الإسكان إلا إذا أبلغتنا الولاية في هذه الحالة سنبلّغ السكان"، لافتا إلى أن مصالح الولاية لديها أولوياتها في الترحيل، وهي من تحدد مَنْ سيرحّلون ومتى.