قال والي بومرداس، مداني عبد الرحمن فواتيح، إن " الحديث عن الاستثمار في ولاية بومرداس، يدفعنا للحديث عن التسيير المحدود وغير الممنهج الذي سجلناها عندما جئنا للولاية، لذا كان لزاما عليها تبني إستراتيجية قوية والعمل على ملف العقار، ومراقبة وتسليط العقوبات على المتقاعسين والمستثمرين غير الجديين"، مشيرا في لقائه مع "الحوار" إلى أن "الملف الأكثر أهمية بالنسبة لي هو ملف مخلّفات زلزال 2003 و ال12 ألف شاليه الموزع على مستوى 28 بلدية، وصراحة أنا أؤمن بأن رفع التحدي لإسكان قاطني الشاليه يكون بجهود الجميع، لذا نحن نسعى اليوم إلى تسريع ورشات إنجاز السكنات الاجتماعية لإعادة إسكان هذه العائلات". وردّ فواتيح على من يقولون إن الوالي خدمته الصدفة للبروز كالرجل المناسب في المكان المناسب، "من يقول إنّ هذه السكنات كانت موجودة والصدفة من ساعدتنا على الالتزام بوعدنا لحل أزمة السكن وتوزيع السكنات، فهل باستطاعتهم القول إن الانطلاق -عما قريب- في أشغال إنجاز أزيد من 6000 وحدة سكنية، الذي كان من المفروض أن تنطلق منذ سنوات وليد الصدفة، لذا أكرر قولي وأؤكد أن الصدفة لا تصنع الرجال ولا تحقق أحلام المواطنين ولا تحل أزمة السكن ولا تبعث التنمية، بل المسؤول الحاذق المتخندق مع مواطنيه ومشاكله هو من يحقق الأحلام وينجز السكنات ويحتوي الانشغالات". وحول الوساطة والبروتوكولات المعهودة في استقبال المواطنين لدى الولاة والمسؤولين الكبار، قال فواتيح "أنا ابن الشعب لذا أتجنب البروتوكولات في التواصل مع المواطنين، ولا أرغب في وضع الحواجز والعراقيل التي من شأنها أن تزيد الأمر تعقيدا وتعجزنا عن حل مشاكل المواطنين، وأعتقد أن تواصلي مع المواطنين شخصيا دون وسيط عمل جواري محض، وهذا ما يبحث عنه المواطن"، مضيفا "لا ألوّن علاقتي بالمواطن، لأن هذا المواطن يكره التلوين، بل يحب الصراحة حتى لو كانت مرّة، ويحبها أكثر لو كانت حلوة، فلم أحرم هذا المواطن من هذه الصراحة والتلقائية في التعامل". وأكد والي بومرداس، بأنه ومنذ مجيئه للولاية، وهو في ورشة عمل كبيرة يحاول من خلالها إيجاد الحلول لكثير من مشاكل السكان الراهنة وتلك التي خلفتها العشرية السوداء وما أفرزته الوضعية الاقتصادية العالمية بعد التهاوي الكبير في أسعار النفط والجيوإستراتيجية الأمنية حول الأقاليم، حيث دفعت السلطات – بحسبه- إلى التفكير في البديل المتمثل في قطاع الفلاحة والسياحة، فهاذين البديلين من شأنهما حل الأزمة الاقتصادية محليا.
* الاستثمار الفلاحي والسياحي يحل الأزمة الاقتصادية وفي اعتقاد فواتيح، فإن "الاستثمار الفلاحي والسياحي قادر على رفع التحدي اقتصاديا، وعلى مواجهة تهاوي أسعار البترول"، مشيرا إلى أن الإستثمار يخلق ثروة و قيمة مضافة للاقتصاد الوطني". وتابع بالقول "الحديث عن الإستثمار في بومرداس يدفعنا للحديث عن التسيير المحدود و غير الممنهج الذي سجلناها عندما جئنا للولاية، لذا كان لزاما عليها تبني إستراتيجية قوية والعمل على ملف العقار، ومراقبة وتسليط العقوبات على المتقاعسين والمستثمرين غير الجديين. وأشير هنا إلى أن الملف الأكثر أهمية بالنسبة لي هو ملف مخلفات زلزال 2003 و ال 12 ألف شاليه الموزع على مستوى 28 بلدية، وصراحة أنا أؤمن بأن رفع التحدي لإسكان قاطني الشاليه يكون بجهود الجميع، لذا نحن نسعى اليوم إلى تسريع ورشات إنجاز السكنات الاجتماعية لإعادة إسكان هذه العائلات". وعن مصير الأراضي المسترجعة بعد ترحيل سكان الشاليهات، كشف فواتيح أن الأراضي المسترجعة من الشاليهات ستستغل في إنجاز السكنات أو للاستثمار الجواري المحلي، فيما ردّ على من يقول إن الصدفة خدمته وجعلته يبرز كالرجل المناسب في المكان المناسب في كل من أدرار وميلة وأخير بومرداس، ردّ قائلا: "إذا تكلمنا عن الصدفة فأستطيع القول "رب صدفة خير من ألف ميعاد"، لكن لا أظن أن التسيير المحلي تحكمه الصدفة، أو بالأحرى لا أظن أن الصدفة قادرة على حل مشاكل السكان، فمثلا لو كنت تحدثت عن دواء استطاع أن يزيل آلام مريض، هذا لا علاقة له بالصدفة وإنما له علاقة بالطبيب المعالج الذي استطاع أن يشخص المرض وأن يختار الدواء الصحيح، وعليه فالطبيب هو الحاذق والماهر"، ليضيف " أؤكد لكم، نحن لا نعير أهمية لما يقال عنا، وأي انتقاد لشخصنا أو تقزيم لمجهوداتنا أو تهويل لما يقع من أحداث في الولاية لا يحرك ساكننا، لأننا واثقون بأن ما نقوم به وما نبذله من مجهودات لحل مشاكل سكان بومرداس تحد حقيقي وبشهادة الجميع، لا سيما بشأن ملف السكن"، مردفا" أكرر لكم أن إعادة إسكان 12 ألف تقطن بالشاليهات هو عين التحدي في تقديراتنا، ونعتقد أن القضاء على الشاليهات بولاية بومرداس يكون هذه السنة، أي سنة 2018، حيث ستصبح بومرداس من دون شاليهات، لذلك نحن واقفون على قدم وساق لتسريع وتيرة إنجاز السكنات عبر كامل بلديات الولاية".
* سنطلق أشغال إنجاز 6000 سكن وخلص بالقول "من يقول إن هذه السكنات كانت موجودة، والصدفة من ساعدتنا على الالتزام بوعدنا لحل أزمة السكن وتوزيع السكنات، فهل باستطاعتهم القول إنّ الانطلاق -عما قريب- في أشغال إنجاز أزيد من 6000 وحدة سكنية، الذي كان من المفروض أن تنطلق منذ سنوات وليد الصدفة، لذا أكرر قولي وأؤكد أن الصدفة لا تصنع الرجال ولا تحقق أحلام المواطنين ولا تحل أزمة السكن ولا تبعث التنمية، بل المسؤول الحاذق المتخندق مع مواطنيه ومشاكله هو من يحقق الأحلام وينجز السكنات ويحتوي الانشغالات".
وفي حديثه عن ملف المواطنين الذين يريدون العودة إلى ديارهم بعدما هجروها خلال العشرية السوداء، قال فواتيح" هذا تحدي آخر لمصالحنا، ونحن سنبذل قصارى جهودنا لمساعدة المواطنين على العودة إلى مناطقهم الأصلية واستصلاح أراضيهم، وأؤكد بأنه بعد استتباب الأمن سيعود عما قريب كل من هجر منطقته، خاصة الذين يملكون أراض فلاحية و زراعية، وهنا أفتح قوسا للحديث عن الدور المهم الذي قامت به قوات الأمن والجيش الوطني الشعبي لاستتباب الأمن في المنطقة على مستوى كامل ولاية بومرداس، فاليوم نعيش في أمن وأمان ونحاول استغلال الأمن في إعادة بعث الاقتصاد السياحي والصناعي والفلاحي". وعاد فواتيح للحديث عن ورشات أشغال إنجاز السكان، موضحا بأن ما سيسهّل عليه – بحسبه- ويساعده على ترحيل السكان "هو الإسراع في إنجاز السكنات، لذا تراني دائما موجودا على مستوى ورشات الأشغال، حيث أعاين وأتفقد وتيرة العمل و الأشغال في عدة نقاط حتى أضع رزنامة وأجندة مواتية لترحيل السكان وحل أزمة السكن"، كاشفا بأنه " استنفر كل طاقم الولاية والقائمين على ورشات أشغال السكنات وجعلتهم يعملون تحت ضغط كبير حتى نستلم هذه السكنات في أقرب وقت. كما سخر كل الإمكانات وكلف لجانا تقف على أشغال التهيئة الخارجية للسكنات وإيصالها بقنوات الصرف الصحي والمياه والغاز والكهرباء"، مبرزا أن مصالحه لا تمنح سكنات غير مكتملة تنقصها الضروريات الحياتية، وحتى لا أقع في مشاكل الماضي نفسها.
* في أجندتنا تنظيم 3 ترحيلات كل شهر وقال في هذا المقام " هدفنا إجلاء الشاليهات، والتعجيل في ترحيل السكان هو لاسترجاع الأراضي وتحويلها إلى مادة خصبة للاستثمار تعود بالفائدة على الولاية والسكان"، ليكرر قوله "نعم رفعنا التحدي وسنتمكن من الالتزام بوعودنا التي قطعناها للقضاء على أزمة السكن بما فيها القضاء على الشاليهات ببومرداس هذه السنة، فقد وضعنا رزنامة بتواريخها، وذلك بمعدل 3 ترحيلات شهريا"، مفيدا " سنبدأ عملية الترحيل من خميس الخشنة، وننتقل إلى بودواو، بعدها بلدية بغلية، ثم نضع رزنامة جديدة تضم بلديات أخرى وستنشر في وقتها المناسب، وأطمئن مواطني ولاية بومرداس بأني ملتزم بما أقول بتنظيم ثلاثو ترحيلات كل شهر حتى أقضي على أزمة السكن من جذورها في بومرداس".
وعن مشكل الغاز المنعدم على مستوى بعض المداشر ببومرداس، طمأن فواتيح السكان بإيصال كل السكنات بهذه المادة الضرورية، ولفت إلى أنه لما جاء إلى بومرداس وجلس على الكرسي، كان أول ملف فتحه هو ملف السكن والغاز. وقال فواتيح حول إيصال السكان بالغاز " أنا من مبادئي في تسيير ملفاتي الاعتماد على الإستباقي والإستشراف، لذا أول ما فعلته لما جئت إلى بومرداس قمت بتنصيب لجنة مختصة تسهر على التحضيرات للموسم الشتوي، وأول ملف شرعت في دراسته وطلبت من اللجنة الاهتمام به هو ملف إدخال الغاز الطبيعي إلى كل مداشر الولاية، وبالمقابل التسريع في تسوية ملف إنجاز قنوات نقل وتوزيع الغاز الطبيعي، إلى جانب إجراءات أخرى تدخل في خانة التضامن، وأمور أخرى تدخل في الجانب الاجتماعي".
وفي اعتقاد فواتيح، فإن "ما يساعده على معرفة مشاكل السكان والوقوف عليها وقفة جدية تلك الخرجات التفقدية والموضوعاتية، حيث أن الخرجات التفقدية تخص البلديات، بينما الموضوعاتية تخص مواضيع ذات علاقة بالصالح العام وتحمل موضوع ما كالغاز والسكن والمياه"، مضيفا "كنا قد أشرنا إلى خرجتين موضوعيتين خلال الأشهر السابقة تمكنا بعدهامن ربط أكثر من 4000 عائلة و ربط أكثر من 3000 عائلة بالغاز الطبيعي، هذا يعني أن أكثر من 7000 عائلة أوصلت بالغاز الطبيعي خلال الموسم الفارط"، وطبعا كما كشف " العملية ستتواصل حتى نمكن الجميع من استغلال هذه المادة الحيوية "، ليفلت إلى أن "الجميل في كل هذا هو أننا نريد أن نجسد خطوة بخطوة الشعار نفسه الذي كنا قد حملناه دائما، وهو رفع الغبن بكل أشكاله عن المواطن، لأن غياب الغاز عن بيوت السكان في منطقة وأي ولاية شكل من أشكال الغبن، لذا أكرر وأطمئن السكان بأن عملية إيصال السكنات بالغاز مستمرة، وسنرفع من نسبة تحدينا للقضاء على مشكل غياب الغاز عن السكنات إلى 60 بالمائة مع نهاية السنة". وعن ظاهرة نهب الرمال التي تعرفها ولاية بومرداس، ردّ فواتيح" نهب الرمال لا تعرفه ولايتنا فقط بل تعرفه كل ولايات الوطن، كما أن سرقة الرمال في ولاية بومرداس تعود لسنوات وليست وليدة الأمس"، وأضاف والي بومرداس "ما يمكنني القول بشأن سرقة الرمال، أننا تمكنا من القضاء على هذه الظاهرة وعملية محاربة سارقي الرمال متواصلة، وأعتقد أن محاربة ظاهرة نهب الرمال أمر هين مقارنة بما يجب أن نبذله لحل أولى أولويات مشاكل السكان على غرار أزمة السكن".
* سنصنع الإبداع الثقافي في بومرداس وأما عن المبادرات الثقافية لتشجيع المثقفين وحمل همهم مثلما كان قد فعل في ولاية ميلة، أين استحدث جائزة للمبدعين المثقفين، ففي رأي فواتيح فإن" العمل بالمبادرة نفسها في ولاية أخرى ليس من عاداته"، موضحا في هذا السياق "أنا أحبذ التجديد، لذلك أقول دائما إنه لكل ولاية وصفة، وما كان صالحا لولاية ميلة قد لا يكون صالحا لولاية بومرداس، وليس بالضرورة أن نكرر الأفكارنفسها هنا وهناك، لكن أقول لسكان بومرداس انتظروا أفكارا جديدة وإبداعات جديدة ستكون في مستوى هذه الولاية، لأننا نريد بمثل هذه المبادرات أن نصنع الإبداع والتميز، وصناعة الإبداع الفني والثقافي على مستوى الولاية سيتحقق إذا انخرط فيه المواطن والمثقف".
* أنا ابن الشعب لذا أتجنب البروتوكولات في التواصل مع المواطنين وحول الوساطة والبروتوكولات في استقبال المواطنين المعهودة لدى الولاة والمسؤولين الكبار، قال فواتيح "أنا ابن الشعب، لذا أتجنب البروتوكولات في التواصل مع المواطنين، ولا أرغب في وضع الحواجز والعراقيل التي من شأنها أن تزيد الأمر تعقيدا وتعجزنا عن حل مشاكل المواطنين، وأعتقد أن تواصلي مع المواطنين شخصيا دون وسيط عمل جواري، وهذا ما يبحث عنه المواطن"، مضيفا "لا ألوّن علاقتي بالمواطن لأن هذا المواطن يكره التلوين، بل يحب الصراحة حتى لو كانت مرّة، ويحبها أكثر لو كانت حلوة، فلم أحرم هذا المواطن من هذه الصراحة والتلقائية في التعامل".
* الإعلام شريك مهم للمسؤولين و"الحوار" احترفت المهنة بتفوق ووجه رسالة لمن ينتقد تعامله مع المواطنين قائلا فيها " قد لا يروق للبعض تواصلي المباشر مع المواطنين وإبعادي لكل البروتوكولات والوسائط والحواجز، ولكنني أؤمن بشيء واحد بأني ابن الشعب، وبأني أمثل الجمهورية والدولة و قوانينها، لذا يجب علي كوالٍ أن أعطي صورة حسنة للإطار الذي يؤمن بمصداقية منصبه ودوره ومواطنيه، الذين ينتظرون منه كلمة صدق تشفي غليل غضبهم وتخفف عنهم لأن كلنا قطعة من هذا البلد، وأقولها يكفيني فخرا أني جزائري وهذا وحده يغنيني عن تلك البروتوكولات والوسائط في التعامل مع المواطنين". فيما وجه رسالة للإعلام، قائلا فيها "أنا منطقيٌّ وثابت في مواقفي، ما قلته عن الإعلام والصحافة لا يتغير، كنت دائما أطلب من الصحافة أن تكون موضوعية غير تأويلية وغير تهويلية ولا تقزيمية، كما أؤكد أن العمل التنموي لا يمكن أن يكون كاملا إلا بمرافقة العنصر المهم، وهو الإعلام الهادف والموضوعي، وهذا لا علاقة له بالمساندة أو المعارضة، فأنا أريد رؤية انتقاد بناء موضوعي حتى يمكنني التقويم في العمل، مثلما أراه في جريدة "الحوار"، فأنا دائما أقول بأنها شريك واكب العمل التنموي على مستوى ولايات كثيرة، لذا يستأهل منا كل التحية على هذا العمل الاحترافي". وعن فحوى الرسالة التي وجهها لمواطني بومرداس، قال فواتيح " أقول لمواطني بومرداس أني على رأس الولاية منذ 6 أشهر فقط، والحمل ثقيل والإرث كذلك، ومع أني لا أؤمن بالمستحيل، ولكن العمل الجماعي – لا محالة- سيصنع الازدهار وسيحقق أحلامكم". عمر المهدي بخوش