قال شيخ الزاوية القادرية بورقلة، حساني حسن، إنه شرع في حملة جمع توقيعات تشمل كل شيوخ الزوايا عبر الوطن للاستغاثة برئيس الجمهورية من اجل حماية الكتاتيب والمدارس القرآنية من العبث الذي تتعرض له من وزارتي الشؤون الدينية والتربية، وتعتبر هذه أول خطوة عملية تقوم بها الزوايا في مسألة تأميم وزارة التربية الوطنية للمدارس القرآنية وإدماجها مع التعليم التحضيري. وأكد الشيخ في تصريح ل "الحوار" أن المدارس القرآنية كانت تحتاج إلى رعاية خاصة من وزارة الشؤون الدينية، وكنا ننتظر إعادة بعثها من جديد وإذا بوزارة محمد عيسى تتخلى عن أهم روافد الإسلام في الجزائر وتسلمه على طبق من ذهب إلى جهة وزارية أخرى لا نعلم أغراضها ولا أهدافها، في محاولة لمساواتها بدور الحضانة والتخلي عن الحصير المقدس لصالح طرق وأساليب تربية لا علاقة لها بالكتاتيب. ووجه الشيخ حسن نداء إلى رئيس الجمهورية لإنقاذ المدارس القرآنية ودعم فقط الزوايا التي لديها أقسام لتحفيظ القرآن، مؤكدا فيما يتعلق بتخلي وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى عن الكتاتيب لصالح بن غبريط، بأن شيوخ الزوايا لن يسكتوا، ومن سكت منهم لا يدرك خطورة الوضع، مشيرا إلى انه شخصيا سيجمع توقيعات كل مشايخ الزوايا لدعوة الرئيس لوقف هذه المهزلة الدينية والأخلاقية، متّهما عيسى بالتقصير والانشغال بالطوائف الدينية على غرار "الأحمدية" بدل الانشغال بعثرة قطاعه على باقي القطاعات الوزارية. هذا وسيطلب شيوخ الزوايا لقاء رئيس الجمهورية لوضعه في صورة ما يحدث للكتاتيب والزوايا عموما، وهذا بعد جمع أكبر عدد من التوقيعات الذي يتزامن مع الجدل القائم حول المدارس القرآنية "الكتاتيب" ومحاولات طمس آثار أحد أهم صمامات الأمان للمرجعية الدينية الجزائرية.
* قسوم: تحرك الزاوية القادرية سيحسب لها وسندعو للشيوخ بالتوفيق من جهته، قال رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق قسوم، بأن ما أقدمت عليه الزاوية القادرية من خطوة تجاه حماية المدارس القرآنية سيحسب لها، مؤكدا أن الجمعية تدعو كل جهة تعمل لصالح الحفاظ وحماية المدارس القرآنية بالسلام، كما تدعو بالتوفيق لكل من يعمل من أجل صيانة هذه المدارس كل حسب أسلوبه، شاكرا بالمناسبة كل المخلصين على مواقفهم الشجاعة في هذه المسألة. وأكد الشيخ قسوم بأن جمعية العلماء المسلمين سترد على الزاوية القادرية في حينها إذا ما تم الاتصال بها حول مسألة جمع التوقيعات هذه، رافضا إبداء أي موقف رسمي يسبق رد وزارتي الشؤون الدينية والتربية الذي يوضّح حقيقة محاولة إدماج المدارس القرآنية في الأقسام التحضيرية، مبرزا أن الجمعية ما زالت في صدد جمع الأجوبة الدقيقة والرسمية حتى تتحرك بصفة واضحة. وأوضح الشيخ قسوم فيما يخص غلق 3 مدارس قرآنية على مدار الشهرين الماضيين بثلاث ولايات بالجزائر، بأن الجمعية تفاجأت بهذا الإجراء الذي تجهل الجهة المسؤولية عنه، في إشارة منه إلى وزارة التربية الوطنية، وزارة الشؤون الدينية، والسلطات المحلية، مؤكدا أن الجمعية تنتظر توضيحات جادة حول هذه المسألة أيضا. نسرين مومن