يكتبها : كريم بن عيسى معالي الوزير، يطيب لي الحديث لكم في رسالة فحواها و محتواها يتعلق بشأن مواطنين جزائريين إختاروا العيش بغربة عن الوطن ، و لكن غربتهم و إبتعادهم عن الموطن الأم يزيد كلما كانت معاناتهم قاسية و مضنية و لكم في هذا الأمر شواهد عديدة لا تخفى عليكم و أنتم الرجل الأول على جهاز الخارجية الجزائرية و تصلكم أخبارهم و أنباء عنهم . معالي الوزير و نحن في الألفية الثالثة بسبعة عشر سنة بعدها لا يزال يعاني الفرد الجزائري بالخارج من تهميش الإدارات و تظلمها إذ كيف يفسر القائمون على سفاراتنا و قنصلياتنا عدم دراسة ملفاتهم في أجل قصير ، و هناك منهم من يطلب لقاء سفير جزائري أو قنصل لا يلتقيه إلا بواسطة أشخاص مقربين أو طرق ملتوية في بعض الأحيان ، نعلم أن حكمتكم معالي الوزير عالية في هذا الشأن و لكن نطلب منكم عدم السماح لأشخاص إنتدبتموهم لخدمة الجالية الجزائرية بالمهجر بأن يكونوا بمسافة بعيدة عنهم ، معالي الوزير كيف يفسر لكم السفراء و القناصلة عملهم رفقة من إختار الغربة و نحن لا نزال نسمع عن مواطن يطلب لقاء سفير لأجل الإستنجاد بممثل دولته الكبرى من ظلم دولة أخرى تحكمه بقانونها و دستورها ، كيف يمكن لأي سفير أن يقدم حصيلة عمل خالية من معالجات للملفات كما يحدث في مختلف سفارات العالم الموجودة في الجزائر ، إني يا معالي الوزير أطلب لقاء سفير دولة أجنبية موجود داخل الوطن أهون عندي من لقاء سفير جزائري بالخارج أو قنصل ، ناهيك عن الوثائق التي يطلبها الجالية للتجديد فقد لا تجد الحل إلا بعد 6 أشهر أو ما يزيد عن ذلك . و في موضوع اخر هل يعلم معالي الوزير أن بعض الجزائريين المهاجرين ماتوا و دفنوا في الخارج دون علم السفارات و دون حضور أهاليهم أصلا ما يدعونا للتساؤل إذا لا تعلم السلطات الجزائرية بموت أحد الرعايا بالخارج فمن يجب له أن يعلم ، و من يخبر من بموت جزائري على أرض أجنبية . إن دور السفارات و القنصليات للأسف مقتصر فقط على تنظيم الإنتخابات و تسهيل العملية للمنتخبين و الناخبين و كذا الإحصاء العام للأشخاص الموجودين بالخارج و تنظيم حفلات و أعراس و تقديم التعازي و التبريكات للدول المستضيفة لا أكثر ولا أقل و لكن خدمة المواطن يبدو أننا نجد أنفسنا محاطين بنفس العقليات و الذهنيات الجزائرية في الداخل و الخارج ، نحن لا نتهم الجميع فنعلم يقينا أن هناك من يغار على الألوان الوطنية و يهتم بشؤون الجزائريين بالخارج و يدرس الملفات و لكنهم قليلون إلى درجة أنهم لا يظهرون في الصورة أمام سواد أعظم لا يهتم إلا بحضور الصالونات و الحفلات و الأعراس و الجنائز ، و من هنا نطلب من معالي وزير الخارجية أن يقوم بدورية نحو بعض السفارات للوقوف شخصيا على مدى العمل البطيئ الذي تقوم به سفاراتنا بالخارج فمن حق المواطن الجزائري هناك أن يسمع بزياراتكم الفجائية للإطمئنان على مصالحهم الإدارية هذا و نعلم مدى العمل الكبير الذي يقدمه معاليكم للخارجية الجزائرية سمعة و رفعا للعلم و لكن توجب علينا و للأمانة إيصال نداء حق لكم …