لم تستبعد واشنطن أي خيار للتعامل مع إيران نافية سعيها لعقد صفقة مع روسيا تربط الدرع الصاروخية الأميركية بحل الأزمة المتصلة بالبرنامج النووي الإيراني، في حين أعربت موسكو -التي رفضت هذه المقايضة- عن أملها في أن تترجم واشنطن إشاراتها الإيجابية إلى مواقف عملية. أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن الرئيس باراك أوباما لم يستبعد الخيار العسكري من الوسائل المتاحة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي لكنه ما زال ملتزما بمحاولة الحوار مع طهران، وأضاف المتحدث أن الرئيس أوباما كان واضحا في سعيه للحوار في الوقت المناسب مع ''الأصدقاء والأعداء لمناقشة السبل الكفيلة بالحد من خطر انتشار الأسلحة النووية''.، وفي نفس السياق ذكرت مصادر إعلامية أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك طالب أمام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في القدسالمحتلة، بتشديد العقوبات المفروضة على إيران بالتوازي مع فتح قنوات الحوار معها بشأن برنامجها النووي، ووفقا لهذه المصادر شدد باراك على أن تل أبيب لا تستبعد من ناحيتها اللجوء إلى الخيار العسكري مع إيران التي اتهمها الوزير الإسرائيلي بمحاولة كسب الوقت لتحقيق طموحاتها النووية، داعيا إلى ضم روسيا والصين والهند إلى مجموعة الدول التي تعمل على منع إيران من تحقيق أهدافها. وفي شأن متصل أكد الرئيس الأميركي أوباما نيته التعاون مع روسيا في حل الأزمة القائمة مع إيران لكنه نفى ما تردد من أنباء عن عرض أميركي لروسيا يقضي بإبطاء نشر الدرع الصاروخية في بولندا وجمهورية التشيك مقابل ضمان الدعم الروسي لواشنطن في تعاطيها مع البرنامج النووي الإيراني. وجاءت تصريحات الرئيس أوباما عقب استقباله رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في معرض رده على تقارير إعلامية قالت إن الرئيس أوباما بعث إلى نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف رسالة أعرب فيها عن استعداده للتراجع عن نشر نظام دفاع صاروخي في أوروبا الشرقية مقابل مساعدة روسيا في منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومنظومات صاروخية بعيدة المدى، و أوضح أوباما أن الرسالة التي وجهها إلى ميدفيديف لا تختلف عن تصريحاته العلنية السابقة التي أكد فيها أن الدرع الصاروخية الأميركية موجهة إلى إيران لا إلى روسيا، وأنه أبلغ الرئيس الروسي بأن منع إيران من امتلاك سلاح نووي سيقلل من الحاجة لإقامة هذه الدرع، وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قد ذكر أن بلاده تريد إعادة فتح الحوار مع موسكو بشأن إيران، لافتا إلى وجود خيارين أولهما العمل معا لإقناع إيران بالتوقف عن تطوير برنامجها للصواريخ الذاتية الدفع، أو جعل روسيا ''شريكا كاملا'' في منظومة الدرع الصاروخية.