لا أعتقد أنه يوجد جزائري واحد، خصوصا من تلك الطبقة الواسعة التي تصنف البطاطا لديهم في المرتبة الثانية على مائدتها بعد الخبز طبعا، لا يثمن المقترح الذي تقدم به وزير الفلاحة الجديد رشيد بن عيسى وتبنته الحكومة والقاضي بشراء 150 ألف طن من البطاطا مباشرة من الفلاحين بسعر 20 دينار جزائري، بهدف حفظ كرامة البطاطا وإنقاذ الفلاحين من إفلاس محقق و '' حرقة '' أبدية من الحقول. تدخل الحكومة الاستعجالي لوقف ''انتفاضة البطاطا ''الجزائرية التي لم ترض أن تداس كرامتها مجددا، من لدن بطاطا كندا الهجينة و '' الهجالة '' بعد أن تم تغيير وظيفتها الحقيقية في إطعام الإنسان إلى إطعام أحد المخلوقات الإلهية من الحيوانات الأشد '' ديوثة '' ، جاء في الوقت المناسب، وإلا ندمت طويلا، كما ندمت الحكومة التي قبلها عندما قررت وضع فائض الجزائر من مليارات الدولارات في البنوك الأمريكية في شكل سندات، وهي لم تحسب جيدا لتقلبات السوق، فكانت النتيجة خسارة فادحة لمئات الملايين من الدولارات، قيل إن قيمتها كانت ستبني مئات المساكن الاجتماعية. إن سيدة الموائد الجزائرية، التي دبرت وخططت لإحداث انتفاضة وثورة حقيقيتين، لم يكن يهمها مصيرها بقدر اهتمامها بإنقاذ كرامة الجزائري وحرمته، غير مبالية بعواقب وخيمة قد تبعدها لأزمنة عن أشد الناس قربا إليها وتعلقا بها، وتكويها أيضا بنار الفراق عن موائد البسطاء. البطاطا الجزائرية، انتقمت لنفسها وثأرت للجزائري، والأهم من ذلك أنها حملت رسالة من تربة مسقية بدماء ملايين الشهداء، تقول في ديباجاتها '' رغم أن بعض أحفاد الأمير عبد القادر وبن باديس وعميروش، تخلوا عن رسالة الشهداء، إلا أن الأرض الزكية، أبت أن تبقى محايدة وتحالفت مع البطاطا، فانتفضتا وأغرقتا السوق بتفاح الأرض، كعبرة لمن يعتبر '' . حري بنا أن ننوه بمقترح بن عيسى، الذي قد تواجهه عراقيل موضوعية، على شاكلة قدرات التخزين وعلب التبريد. خاصة عندما يقول إن الإجراء سيعمم على بقية المنتجات الفلاحية الأخرى واسعة الاستهلاك. فقد حان الوقت لترشيد الدعم وتوجيهه ورسم إستراتيجية فلاحية سوية بعيدا عن الخطابات الشعبوية والمخططات الظرفية. والشاهد في ذلك النكسة التي أصابت برنامج الدعم الفلاحي الذي استهلك زهاء مليار دولار.