كتاب: "وشاح الكتائب وزينة الجيش المحمّدي الغالب" لقدّور بن محمّد أرويلة، تحقيق: الأستاذ محمّد بن عبد الكريم، دار الوعي، الرويبة، الطبعة الأولى 1438 ه – 2017، من 166 صفحة، فكانت هذه القراءة: 1 . يتحدّث الكتاب عن كيفية تنظيم جيش الأمير عبد القادر رحمة الله عليه بالتفصيل من حيث الرتب، والمكافآت، والعقاب، والمسؤولية، والرخص، والأكل، واللّباس، والتعليم، والتدريب، والمرض، والتعويض. 1. عظمة هذا التحقيق في كون الأستاذ المحقّق محمّد بن عبد الكريم اعتمد على 6 نسخ. 2. يعترف المحقّق أنّ الأوربيين: "هم أوثق من تقصّى آثار الأمير ومن اتصل به". 3. صاحب المخطوط الذي عاصر احتلال الجزائر سنة 1830 كان يرى في الجزائريين الذين لم يخرجوا من الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي ب "الذميين" وأنّهم رضوا لأنفسهم الذلّة والمهانة وطالبهم بالخروج ومنهم مفتي العاصمة مصطفى الكبابطي. 4. قال المحقّق: "فقد ألّف الإفرنج من أجل الأمير عبد القادر زهاء مائة كتاب ويزيد، بينما نجد علماء العرب لم يذكروه في كتبهم إلاّ عرضا". 5. المحقّق محمّد بن عبد الكريم رحمة الله عليه، كان دقيقا في التحقيق مدافعا عن الأمير عبد القادر منصفا للغربيين والفرنسيين متأسّفا على العرب الذين لم يعرفوا قدر الأمير، مصوّبا لأخطاء الفرنسيين والغربيين، عالما باللّغة العربية شعرا ونثرا، ومصحّحا للأخطاء اللّغوية، يرجع لأئمة الحديث من أسيادنا البخاري ومسلم رضوان الله عليهم، لا يتدخل إلاّ بما يزين ويوضّح، ويحقّق الكتاب وهو يعتمد على 6 نسخ. 6. ذكر المحقّق أنّ هذا الكتاب ترجم إلى اللّغة الفرنسية سنة 1843 وللمرّة الأولى من طرف الترجمان الفرنسي "روسيتي". أقول: ما يعني أنّ الاستدمار الفرنسي كان مهتما كثيرا بالأمير بدليل ترجم له وهو عدوه يحاربه حينا ويجري معه المعاهدات حينا آخر، وربما – أقول ربما – استغلّت هذه الترجمة في معرفة بعض أسرار الأمير وتمّ القضاء عليه سنة 1847. 7. ما يدل على ثراء التحقيق أنّه ضمّ 30 صفحة ناهيك عن الهوامش التي ذكرها المحقّق وهو يشرح في المتن والتي تتعدى الصفحات. 8. من أراد أن يقرأ الكتاب ويستفيد منه استفادة عظيمة عليه أوّلا أن يقرأ مقدّمة الأستاذ المحقّق محمّد عبد الكريم عبر صفحات 7-30، وكذا الهوامش التي دعّم بها التحقيق. 9. ذكر المحقّق بالأمثلة أنّ عدّة كلمات تركية متداولة إبّان الحكم العثماني في الجزائر ذات أصل فارسي، وأفرد عبر صفحات 159-161 جدولا بعنوان: "فهرس الألفاظ العجمية والدخيلة على العربية"، لمن أراد أن يعود إليها. 10. الأستاذ المحقّق محمّد بن عبد الكريم متمكّن جدّا في اللّغة العربية وأسلوبه قوي ويحسن التفريق بين اللّغة العربية الفصحى واللغة الإقليمية كما يسميها ولأوّل مرّة أقف على هذا معنى "اللّغة الإقليمية" ويقصد العامية الجزائرية، وفعلا مصاب في مصطلح "الإقليمية" لأنّ العامية تختلف من منطقة لمنطقة ومن ولاية لولاية فهي تتبع الإقليم إذن. 11. جاء في خاتمة المخطوط في صفحة 60 وهو يصف الأمير عبد القادر بقوله: "ويهتدى بسيرته المحمدية، ويرتاض بأخلاقه العمرية، ويتخلّق بإقداماته العلوية". ما يدل على أنّ الأمير عبد القادر اتّصف بصفات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسيادنا عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم جميعا. 12. جاء القانون الخاص بجند الأمير عبد القادر بعد "غزوات عديدة" خاضها الأمير، ما يدل على أنّه قانون عملي وليس نظريا. 13. ذكر صاحب المخطوط خصال الأمير عبد القادر، في صفحتي 61-62 فقال: " من عظمة الأمير: لا يدخل بطنه الشريف ولا بيته الطاهر المنيف شيء من متاع بيت المال، قلّ أو جلّ. و من زهده أنّ الهدية التي يخص بها لا يعبأ بها، وإنّما يصرفها في بيت المال. ومن ورعه أنّ لا يأكل ولا يشرب ولا يلبس إلاّ ما خلص من الشبه، ومن عدله أنّه إذا جلس لفصل الخصومات يخفض جناحه وينصت للشاكي، وهو مبسوط الوجه، ويؤنس وحشه الشاكي إذا دهش من جلاله، ويحكم له أو عليه بالنص ولو كان قريبه، فلا يغضب، ولا يحب، ولا يكره، إلاّ لله. ومن أدبه وتواضعه أنّه تولى تعليم الخيّالة بنفسه، وتاب على يده خلق كثير، وفرّ إليه كثير من الطائفة الفرنساوية، وأسلموا على يديه، وحسن إسلامهم. ومن شجاعته أنّه يحمل على العدوّ بنفسه، ويردّ الهزيمة على العدوّ". 14. جاء في هامش صفحة 65، أنّ الأمير عبد القادر ختم صحيح البخاري 4 مرات وهو محاصر في تلمسان.