أجمع نقابيون تربويون ل"الحوار" على استحالة استدراك الدروس الضائعة، مؤكدين أن تأخير موعد البكالوريا لم يكن حلا مجديا لتجاوز ما خلفه إضراب الأساتذة، خاصة في ولايتي بجاية والبليدة التي ضيع فيها التلاميذ فصلا دراسيا كاملا، مشيرين إلى أن عودة الإضراب مجددا بعد العطلة وتصريحات الوزيرة المستفزة لن تساهم في حل المشكل وتقديم دروس ذات نوعية للتلاميذ بل ستكون العملية حشوا للدروس لن تفيد التلميذ إطلاقا. وفي هذا السياق قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للأطوار الثلاثة "كنابست"، مسعود بوديبة، إنه من المستحيل استدراك الدروس الضائعة، مشيرا إلى أن قرار الوزيرة هو ضرب للمعايير البيداغوجية التي على أساسها بنيت المدرسة، وأضاف بوديبة في تصريح ل "الحوار"، أن المطالبة باستدراك الدروس في الفصل الثالث بعد العطلة الربيعية وطمأنة أولياء التلاميذ بأن العملية التربوية تسير على ما يرام ضرب من الخيال واستصغار لعقول الجزائريين، مؤكدا أن الدروس لا تتم بهذه الطريقة، كما أنه من الصعب جدا إعادة تلاميذ الصفوف النهائية وتثبيتهم في الأقسام خلال الفترة القادمة.
* لا يمكن إعادة التلاميذ إلى الأقسام في هذه الفترة من جهته أكد الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية "ساتاف"، بوعلام عمورة، على استحالة استدراك الدروس الضائعة، وكشف عمورة أن ولايتي بجاية والبليدة ضيع فيها التلاميذ فصلا دراسيا كاملا وهو ما يشير إلى صعوبة استدراك دروس ثلاثة أشهر كاملة في شهر واحد، موضحا أنه من غير الممكن تقديم درس جانفي في شهر أفريل خاصة وأن الدروس متسلسلة ولا يمكن لدرس أن يتجاوز أو يتأخر عن الدرس المرتبط به. وأضاف عمورة في تصريح ل "الحوار"، أن المشكل ليس في استدراك الدروس فقط بل في كيفية إقناع التلاميذ بالتوجه إلى الثانويات، مع استفحال ظاهرة مغادرة التلاميذ للمدارس في الفصل الثالث نحو الدروس الخصوصية الخارجية، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة زادت كثيرا في السنوات الأخيرة، وهو ما سيفشل عملية الاستدراك، وأضاف بوعلام عمورة، أنه وفي حالة وجود اتفاق بين الأساتذة والتلاميذ على بذل الجهد لاستدراك بعض الدروس إلا أن العملية لن نجني منها أي فائدة وستكون عبارة عن حشو للدروس. وعن تأخير موعد البكالوريا للمرة الثانية قال عمورة إن الأمر يدل على اعتماد الوزارة على سياسة الترقيع التي لن تخدم العملية التربوية، متسائلا عن قدرة الوزارة على استكمال الموسم الدراسي بنجاح وهي التي لم تستطع أن تلتزم بموعد نهائي وقار لامتحان شهادة البكالوريا.
* يجب استغلال يومي السبت والثلاثاء من جهته قال رئيس المجلس الوطني لنقابة أساتذة التعليم الثانوي"سنابست" مزيان مريان إن محاولة استدراك الدروس ممكنة خاصة بعد تأجيل موعد البكالوريا عن طريق الاستعانة بالمفتشين والأساتذة لضبط تواريخ محددة لذلك واستغلال يومي السبت والثلاثاء لإعادة التلاميذ إلى الأقسام وتقديم الدروس الضائعة، مطالبا المفتشين والأساتذة بالجلوس معا لاختيار الخطة المناسبة لاستقطاب التلاميذ وإقناعهم بضرورة تلقي الدروس الضائعة خاصة وأن العملية تتطلب الكفاءة والتجربة وعلى الوزارة أن تتحرك لضبط عملية تسرب تلاميذ الأقسام النهائية نحو المدارس الخصوصية والتي انتشرت في السنوات الأخيرة يقول المتحدث في تصريحه ل "الحوار". سهام حواس