تصريح الأستاذ عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية، بأن الأحزاب الإسلامية لا يمكنها أن تتوحد لعدة اعتبارات ذكرها، دليل قوي آخر خاصة وأنه أتى من شخصية تاريخية في الحقل الإسلامي، على أن هذه الأحزاب تعيش أزمة مفاهيم، بما في ذلك خطابها السياسي، انغلاقها على نفسها، همها البحث عن منتَخِبين أكثر من بحثها عن مناضلين!!. الأحزاب الإسلامية في الجزائر قد أضعفت نفسها بنفسها، بسبب الانقسامات التي حدثت بينها، وبسبب الأنانية وحب الظهور والنرجسية والمصالح الآنية التي أبعدتها عن غايتها النبيلة.. فأصبح على رأسها قيادات لا يقنعون أثناء طرحهم لأفكارهم حتى أقرب المقربين إليهم، قيادات يُسيّرون أحزابهم مثلما تسير بعض العائلات مؤسساتها الاقتصادية أو الإعلامية، أحزاب شُكلت من أجل المنفعة الخاصة. وإذا واصلت هذه الأحزاب في العمل بنفس الوتيرة وبنفس التشكيلة، فستصبح عائقا كبيرا لإحداث التغيير المطلوب، لأنها بذلك تكون عامل تفرقة وإضعاف لهذا التيار المهم في الساحة السياسية في الجزائر. ما أتمناه هو أن تكون لمعظم قيادات هذه الأحزاب، بما في ذلك الأستاذ عبد الله نفسه، شجاعة رئيس حركة البناء السابق الشيخ بلمهدي كي يستقيلوا، يبتعدوا عن هذه الأحزاب، حتى يعطوا المجال للجيل الجديد من أجل لملمة أعضاء هذا الجسد، وإجراء العمليات الجراحية المناسبة لكي يصبح يعمل كجسد واحد ولغاية واحدة هي خدمة الأمة الجزائرية. إني أرغب في أن أرى الساحة السياسية في الجزائر، تتنافس فيها أربعة أو خمسة أحزاب أساسية على برامج قوية وأفكار ثرية ثمينة، من أجل الدفع إلى التغيير المنشود، ولا أعتقد أن هذا سيتحقق إن لم تبدأ الأحزاب الإسلامية بفعل ذلك، فقد نعتت نفسها دائما بالقدوة، وإن لم تفعل فسيكون فشلها متتاليا، إخفاقاتها كبيرة، ستتعثر أكثر، تندثر ويذهب ريحها بين المواطنين، وهنا يحق لنا أن نسأل ونبحث عن جواب: الأحزاب الإسلامية في الجزائر إلى أين؟!!.