- سالم الشريف: “مرحبا بمناصرة جنديا وليس قياديا" - «البناء".. حزب بمنظور جماعة الإخوان قال مصطفى بلمهدي، رئيس حركة البناء الوطني، التي عقدت مؤتمرها التأسيسي البارحة بزرالدة، أنه “لا ضامن ولا حامي لي من الانقلاب عليّ إلا الله تعالى، في الحركة الجديدة" التي انشقت عن حمس ثم عن التغيير. بالمقابل طمأن القيادي والمؤسس نصر الدين سالم شريف، بالقول:«هذه المرة، بلمهدي الثابت ونحن المتغيرون، ملتفون حوله مهما بدر منه". كما أكدت قيادات أخرى من “البناء" ل«الجزائر نيوز" أن حركتهم هذه “المحطة السياسية الأخيرة للاستقرار والعمل". أبدى قياديون في حركة البناء الوطني حساسية كبيرة بسبب وصفهم من خلال أسئلة الصحفيين بالمنشقين عن “حمس" ثم “التغيير"، إذ تساءل نصر الدين سالم شريف، وهو مناضل سابق في “حمس و«التغيير"، على هامش جلسة افتتاح المؤتمر التأسيسي، قائلا:«لماذا تربطوننا بهذين الحزبين؟"، وأردف: “إننا في الساحة لا نهدف للانتقام من أحد أو لسحب البساط من أحد، بل جئنا لهدف مسطر معلن وواضح"، مؤكدا أن حركة البناء الوطني لا علاقة لها من قريب أو بعيد، بمساعي صلح تقودها حركة مجتمع السلم للملمة شتاتها الموزع رسميا اليوم بين أربعة أحزاب سياسية، في انتظار ما ستنتهي إليه نتائج المؤتمر الخامس. وأوضح سالم شريف للصحافة أن “عبد المجيد مناصرة مرحبا به لكن جنديا وليس قياديا، وهذا ليس انتقاصا فكلنا جنود.. أنا جندي وبلمهدي جندي وتبوؤ القيادة في الحركة تمر عبر الجندية". وزاد مصطفى بلمهدي أنه “لا يوجد صلح مع أي كان"، مضيفا في احتمال تعرضه لانقلاب جديد أو انشقاق كما فعل هو ذلك من قبل، في “حمس" وفعلت جماعته في التغيير: “لا ضامن لي من الانقلاب إلا الله". لكن بالمقابل عبّرت قيادات أخرى في البناء والتغيير لدى اقتراب “الجزائر نيوز" منها لمعرفة أهداف الحركة الجديدة، عن رغبتها في جعل محطة البناء الوطني محطة نهائية للاستقرار السياسي ومباشرة العمل الميداني من خلال البناء الوطني، وأن جعل مصطفى بلمهدي على رأس المولود السياسي الجديد “إنما هو اعتراف بالخبرة النضالية وتوقير للتجربة والرفقة التي حظي بها مع الرّاحلين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني، مع الإيمان أن الخبرة لمّا تتزاوج مع سواعد الشباب بإمكانها بناء مشروع مجتمع حقيقي". ولوحظ خلال المؤتمر التأسيسي أن حركة البناء الوطني تجنبت كل التأويلات بعدم دعوتها لوجوه أجنبية من الإخوان، سواء من التنظيم العالمي أو من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، مثلما دأب مناضلوها على ذلك تحت مظلة حمس والتغيير، سابقا. ولكن النزعة الإخوانية بقيت موجودة، بل متغلغلة بين ثنايا خطاب مصطفى بلمهدي الذي صعد المنصة، واستعمل هو وسالم شريف مصطلحات شائعة بين الإخوان ك«التربية العميقة للمجتمع"، “التربية الفردية"، “الفكرة والرسالة والمشروع". وأسرّ مصدر إخواني بالجزائر أن أصل مشروع “حركة البناء الوطني" نابع من “إعادة بناء الفكرة الإخوانية عن طريق الجماعة" التي تهدمت بتفكك “حمس". وحسب مصدرنا فإن “بناء مشروع إخواني بفكرة الجماعة لم يكن ممكنا خلال التشاور مع التنظيم الدولي بسبب القوانين الجزائرية التي تتيح ذلك فقط وفق حزب سياسي يشارك في المناسبات السياسية، لهذا جاء المشروع في شكل حزب لكن بذهنية الجماعة"، ويتأكد هذا أكثر عندما أعلن نصر الدين سالم شريف أن المؤتمرين الذين حضروا بالأمس “هم من رؤساء الشُعب والمربّين"، وهي تسميات غير موجودة إلا في منهج الإخوان، يقول مصدرنا. كما لوحظ في القاعة شعاران لا ثالث لهما، الأول قاله نحناح “الجزائر حرّرها الجميع ويبنيها الجميع"، والثاني “بناؤنا قيمنا وإصلاحنا أخلاقنا وتنميتنا أمننا". بلمهدي: سنعيد البناء بإحياء الضمير أما كلمة بلمهدي الذي شرع المناضلون في دعوته بلقب “فضيلة الشيخ"، فجاءت في مضمونها لا تختلف كثيرا عما حمله مناضلو حركة البناء الوطني عندما كانوا في التغيير وقبلها في “حمس"، سواء من حيث تشخيص الحالة أو وصف الحلول. وقال بلمهدي: “الجزائر انتهت إلى استقرار رسمي وتيه اجتماعي بعد 50 سنة من الاستقلال عُرفت مراحلها بدستور لكل رئيس، وإن الإنجازات رغم الامكانيات المادية والبشرية لم ترق لمستوى طموح الشعب، بل أدت الأزمات إلى هزال هوية الأمة وتراجع الجزائر دوليا وإقليميا ولم تتحقق العزة"، ومردّ ذلك كما جاء في كلمته “النظم الهجينة وعدم الاحتكام للعمل النوفمبري والغرق في الإصلاحات والإصلاحات المضادة، فانهارت ثقة الشعب". أما الحلول فرآها بلمهدي “في الرهان على الإصلاح العميق والعاجل، لأنه لايزال ممكنا بإحياء الضمير وتربية عميقة للمجتمع وإصلاح النظرة للمسؤولية، وأخلقة الفعل السياسي بقيم الإسلام بالوطنية والصدقية لبناء جدار صلب نتجاوز به الارتباط بتيار أو جهة ما، إذ نحتاج إلى الانتقال بالمشروع الإسلامي من الشكوك إلى بناء التجربة الرائدة". وكان سالم الشريف الذي ترأس الجلسة الافتتاحية، قد عدد الشخصيات المرجعية التي يستند عليها المشروع كمنهل فكري، ذاكرا عبد اللطيف سلطاني وعبد الحميد بن باديس والراحل محفوظ نحناح وحسن البنا. تنظيميا، قال قيادي من “البناء" أن الحركة سيكون هرمها القيادي الرئيس بنائبين وأمين عام بنائب.