على بعد أقل من شهرين على الانتخابات المبكرة التي ستشهدها تركيا، يبدو المشهد ملبدا بالاحتمالات، وفي حين يرى مراقبون أن كفة الرئيس رجب طيب أردوغان لا تزال الأرجح للفوز فيها، تخلط احتمالات ترشح رفيق دربه الرئيس الأسبق عبد الله غل أوراق التحالفات وما ستسفر عنه الانتخابات. **المشهد الانتخابي: يتنافس في الانتخابات معسكران: الأول: يتشكل من حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أردوغان، وحليفه حزب الحركة القومية برئاسة دولت باهشتلي. الثاني: معسكر المعارضة ويمثله أربعة أحزاب رئيسية، وهناك مساع لتشكيل ائتلاف معارض رغم تناقض المدارس الفكرية للأحزاب وهي: –حزب الشعب الجمهوري (علماني). –حزب الشعوب الديمقراطي (كردي). -حزب الخير أو (الصالح)، الأحدث على الساحة السياسية (محافظ أقرب للتوجه العلماني). –حزب السعادة (إسلامي) وهو حزب صغير لم ينجح بدخول البرلمان لعدم تحقيقه النسبة اللازمة لذلك **المرشحون: – الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان. – رئيسة حزب الخير أميرال أفشنار أعلنت نيتها منافسة أردوغان. – الرئيس السابق عبد الله غل، الذي مثل احتمال ترشحه تطورا مفاجئا قد يقلب موازين القوى في الانتخابات المقبلة، كونه حليف سابق لأردوغان ومن مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم. – لم يعلن حزب الشعب الجمهوري مرشحا له، وهناك نقاش ساخن داخل الحزب حاليا، بين الداعين للتحالف مع غل أو دعم مرشح قد يملك حظوظا قوية مثل أفشنار، وبين المحافظين والكماليين (نسبة لمؤسس تركيا مصطفى كمال الدين أتاتورك) الداعين إلى إعلان مرشح مستقل للحزب. **هل سيترشح غل؟ أثارت لقاءات غل مع أحزاب السعادة وحزب الخير ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، والحديث عن لقاءات أخرى في معسكر المعارضة، تكهنات بنيته الترشح لمواجهة أردوغان. ورفع من حجم هذه الاحتمالات صمت غل عن التعليق على الأخبار عن نيته الترشح سواء كمستقل، أو عن ائتلاف أحزاب المعارضة، إضافة إلى أنه من معارضي التعديلات الدستورية التي نجح أردوغان بتمريرها في استفتاء أقيم العام الماضي وحول تركيا من النظام البرلماني للرئاسي، ويتوقع أن يتضح موقفه خلال أيام. **أردوغان وباهشتلي وغل: استخدم أردوغان لغة ناعمة في تعليقه أمس الثلاثاء على احتمالية ترشح غل، حيث اعتبر أنه لا مشكلة في ترشح غل لمواجهته، وهو تصريح حمل رسائل اعتبرت دافئة حيث يحرص أردوغان دوما على وصف غل ب "أخي". المصدر : الجزيرة نت