بقلم: د.عطاءالله أحمد فشار لقد واجهت الجزائر أعتى قوة صليبية غاشمة استهدفت كيان الأمة الحضاري ومقوماتها واستهدفت هويتها وأصالتها وانتماءها وذلك من خلال مشروع استعماري بشع انطلاقا بالغزو ثم الاحتلال فالاستيطان وكان من أبشع أنواع الاستيطان في التاريخ المعاصر معتمدا على سياسة الاستئصال والإبادة والإبعاد والتهجير والقتل واستعمال كل الأسلحة الفتاكة والمحرمة، معززا كل ذلك بإصدار مجموعة من القوانين الاستعمارية لتعزيز سياسته ودعم إستراتيجيته وهو ما أبان عن الوجه البشع والقبيح للاستعمار الفرنسي للجزائر ومن جملة ما أصدره من قوانين: 1 – قانون الحالة المدنية: فى 23مارس1882 وفيه تم إذلال الجزائريين من خلال منحهم ألقابا كانت غالبا مذلة ومهينة لربطها بالعاهات والحيوانات. 2 – قانون الأهالي(الأنديجينا): وهو من القوانين التي جعلت من الجزائري في مرتبة دنيا من المواطنة وجعلت منه مجرد خادم للمستوطنين محدود الحرية مسلوب الإرادة مراقبا مكبلا وكان ذلك من أسباب هجرة الجزائريين وترك أراضيهم. 3 – قانون التجنيس: أو ما يعرف بقانون "كريميو "وهو وزير العدل اليهودي في حكومة الدفاع الوطني، وقد أصدر قرار التجنيس الجماعي لليهود الجزائريين وذلك في 24 أكتوبر 1870 وهو يهدف إلى جعل اليهود الجزائريين مواطنين فرنسيين لهم نفس الحقوق وجرهم لإستراتيجيته الاستعمارية. 4 – قانون التجنيد الإجباري: والذي صدر في 1912 وهدف إلى إقحام الجزائريين في الدخول فى حرب بالوكالة عن فرنسا مثل ماحصل في الحروب العالمية وغيرها. 5 – قانون حظر اللغة العربية: ففي 23 مارس 1938 أعلنت الإدارة الفرنسية عن حظر استعمال وتعليم اللغة العربية مجسدة السياسة التعليمية الفرنسية المنتهجة في الجزائر من خلال تأسيس مدارس خاصة ولا يسمح بالدخول فيها إلا لمن رضيت عنه. إن هاته الوحشية الاستعمارية التي انتهجتها فرنسا الاستعمارية من خلال ترسانة من القوانين التي تخدم هدفها وتحقق غاياتها بالموازاة مع سياسة الإبادة والقتل والتشريد والاعتقال والحرق والتدمير كما حصل فى انتفاضة 8 ماي 1945 لهي تعبير عن الكراهية للشعب الجزائري ولازالت فرنسا إلى اليوم ترفض الاعتذار والتعويض بل حتى مجرد الاعتراف بأفعالها بل إنها أصدرت في 2005 ما يعرف بقانون العار وهو القانون المسمى بقانون تمجيد التاريخ الفرنسي فى شمال إفريقيا. رحم الله شهداء الجزائر