نقطة ضوء .يكتبه د.عطاءالله أحمد فشار "وعليكم ان تطووا صفحة الماضي وتنسوا ذاكرتكم " حين تستمع الي مثل هاته الكلمات من بعض الساسة الفرنسيين ادرك حقيقة الهجمة الشرسة التي واجهتها بلادنا الجزائر من قبل القوى الاستعمارية وعلي راسها فرنسا والتي كان الغزو التجارى احد اهم ركائزها حيث بدأ الاختراق الفرنسي المؤسس والممنهج لتحقيق الاستغلال التجارى منذ العهد العثماني من خلال دور فاعل للتجار والشركات التجارية الفرنسية واليهودية .هذا الغزو التجارى الممنهج الذي مهد للاحتلال الفرنسي للجزائر والذي يبدو اليوم في جزائر السيادة والاستقلال كان الحنين يشد البعض الي معاودة هذا الاختراق بآليات جديدةودعائم متجددة واذا اذكر هذا التفت الي كتاب غدا سيطلع النهار" وهو كتاب نشر للمرحوم فرحات عباس بعد وفاته وكان آخر ما كاب مختتما به حياته ومسيرته وهو بمثابة برنامج سياسي لجزائر الغد وقد تناول من خلاله خمسة محاور وهي:-بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية من خلال دستور يضمن حرية المواطنين وامنهم ومساواتهم جميعا امام القانون -ومحور من اجل جزائر جمهورية تحدث فيه عن جملة من العناصر الاساسية في التنمية -والمحور الثالث وتكلم فيه عن العلاقات الخارجية الجزائرية متحدثا فيه عن افريقيا والجامعة العربية والعالم الاسلامي وروسيا والعالم الاسلامي والصين واليابان وآسيا والامم المتحدة -ومحور رابع يتحدث فيه عن حقائق دائمة في ظل التطور مبرزا ان التعليم قبل اي اكراه مذكرا انه في السياسة يجب علي الخصوص إن نتنبأ بما يمكن ان يحدث بعدنا فالحاضر لاشي اذا لم يمهد للمستقبل -وفي المحور الخامس والاخير يتحدث عن الايمان بالماضي والأمل في المستقبل من خلال تعليم العلوم للاجيال فرحات عباس رحمه الله يبشرنا اذن بان النهار سيطلع غدا ومن هنا فان هؤلاء الساسة القرنسيون مخطئون كثيرا في وفاء هذا الشعب لذاكرته التاريخية الوطنية وان جرائم فرنسا ضد الانسانية بالجزائر لا يمكن ان تسقط بالتقادم وان هذا الجيل والاجيال التي تليه لا يمكن ان تطوى هاته الصفحة كما لا تنسي قانون فبراير الذي تم سنه من طرفكم في 2005والذي يمجد الاستعمار في شمال افريقيا .ان تفاحنا احلي والذ من تفاحكم لان تفاحكم ملطخ بجرائمكم وتفاحنا ينبت في ارض مسقية بدماء الشهداء ولذا فهو اغلي من تفاحكم .فلتعلموا ان المرحوم فرحات عباس ختم كتابه بعبارة "انجلي ليل الاستعمار ومات ،وماتت القرون الوسطي مع عنفها وانتهت الحروب الدينية وغدا سيطلع النهار.." ومن اراد ان يكون ديغولا ثانيا ففي بلده لا في بلدنا ولا مجال لفكرة الحقيقة والمصالحة مع فرنسا الاستعمارية .