أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، بأن التسعيرات الجديدة الخاصة باستصدار الوثائق الإلكترونية لا زالت في مرحلة دراسة ونقاش ولم يتم تفعيلها بعد. وأبرز بدوي خلال ندوة صحفية عقدها أمس رفقة وزير الفلاحة عبد القادر بوعزقي، على هامش اللقاء الوطني حول الوقاية من حرائق الغابات، بأنه لا حرج من دراسة ومناقشة الأسعار التي تتطلبها عملية استصدر الوثائق البيومترية والإلكترونية، مشيرا بأن الحكومة تسعى لمرافقة المواطن الجزائري للوصول إلى مستوى من الرقمنة تليق به وتسهل عليه حياته اليومية. وأضاف بدوي بأن الانتقال نحو الرقمنة والعصرنة يتطلب ثمنا، مبرزا بأنه تم القيام بدارسة مقارنة مع مختلف بلدان العالم قبل تقديم التقرير النهائي للحكومة، رافضا اعتبار التسعيرات المقترحة مبالغ فيها، حيث ضرب مثالا ببطاقة التعريف البيومترية في فرنسا والتي تتطلب 33 أورو. وشدد الوزير على أن مشروع قانون المالية التكميلي لا يزال محل دراسة ونقاش، وكانت الوزارة الأولى قد ردت على ما اعتبرته تغذية المضاربة ومعلومات كاذبة أحيانا بشأن التسعيرات الجديدة لاستصدار الوثائق الإلكترونية في المشروع التمهيدي لقانون المالية التكميلي لسنة 2018. في سياق مغاير، كشف نورالدين بدوي أن العديد من الحرائق التي عرفها البلد الصائفة الماضية تم بفعل فاعل، أين تجرد بعض الجشعين من إنسانيتهم وقاموا بإضرام النيران من أجل استغلال مخلفاته للربح السريع، متناسين الجرم الكبير الذي ألحقوه ببيئتنا، وقد تم إحالة العديد منهم على العدالة. وأوضح بدوي في كلمته خلال الملتقى الوطني حول الوقاية ومكافحة حرائق الغابات أن الجزائر شهدت في السنة الماضية على غرار العديد من دول العالم رقما قياسيا من حرائق الغابات بلغ 2998 حريق، في 38 ولاية عبر الوطن، تسببت في تسجيل 3 وفيات، إضافة إلى خسائر مادية معتبرة وكذا خسارة العديد من الغطاء الغابي. معتبرا أن مسألة الوقاية من حرائق الغابات تتطلب مشاركة الجميع وليست مسؤولية السلطات المختصة لوحدها، وبالتالي يتوجب تضافر جهود الجميع في سبيل إنجاح استراتيجية البلد في مكافحة الكوارث الكبرى وعلى رأسها الحرائق. وفي ذات الإطار أفاد بدوي أن جهاز مكافحة حرائق الغابات التابع للحماية المدنية سيتدعم ب 15 رتلا متنقلا جديدا يضاف إلى ال 22 الموجودة، كما سيتم فتح وحدات جديدة للحماية المدنية في مختلف ولايات الوطن بغرض تعزيز قدرات هذا الجهاز في مجال مكافحة الحرائق، كاشفا أن "جهاز مكافحة الحرائق سيتعزز بوضع حيز الخدمة أنظمة معلوماتية تتعلق بالوقاية من الكوارث الطبيعية، ومنها حرائق الغابات، عبر استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال ونحن- يقول بدوي- بصدد تطوير هذه الأنظمة لتكون عملية ابتداء من السداسي الثاني من هذه السنة، كما سنعمل على إقحام الجماعات الإقليمية في المجال أكثر فأكثر من خلال منحها صلاحيات أكثر في مجال الوقاية من الكوارث الطبيعية وتسييرها من خلال تكريس ذلك في قانون الجماعات الإقليمية الجديد. وفيما يخص استعمال الوسائل الجوية، أفاد الوزير أنه "تم القيام بتجارب ميدانية، وسوف يتم استعمال هذه الوسائل بداية من حملة مكافحة حرائق الغابات لهذه السنة". من جانبه قال وزير الفلاحة، عبد القادر بوعزقي، إنه تم تخصيص هذه السنة 44 شاحنة صهريجية خفيفة لإخماد الحرائق، بالإضافة إلى تنصيب 5 أعمدة متحركة للتدخل، مشيرا إلى أنّ الدولة ورغم الظروف التي تمر بها الجزائر خصصت غلافا ماليا لاقتناء مستلزمات إخماد الحرائق، مشيرا إلى اقتناء 44 شاحنة صهريجية و5 أعمدة متحركة للتدخل ستغطي 5 مناطق شمالية، بالإضافة إلى اقتناء 4600 بدلة مقاومة للحرائق، مشددا في السياق على أنّ حرائق الغابات أصبحت مشكلة تعرفها الجزائر خاصة في فصل الصيف. عبد الرّؤوف.ح