مريم قرومي، أحسن مرتلة للقرآن الكريم بجامعة البليدة، تحفظ نصف كتاب الله، خاضت مسابقة "فارس القرآن الجامعي" بجامعة الشلف وتعتبرها من أفضل التجارب في مسيرتها، تحب الاستماع للشيخ رياض الجزائري، و الشيخ عبد الباسط رحمه الله.. وفي هذا اللقاء الذي جمعها ب"الحوار" أسدت مريم بنصائح قيمة للراغبين في حفظ كتاب الله، عساه يكون حجة لنا لا علينا، وأنيسا لنا في قبورنا، وأن يكون شفيعا لنا يوم القيامة. *كيف بدأت رحلتك في حفظ كتاب الله؟ كنت أبلغ 5 سنوات من العمر عندما انطلقت رحلتي مع القرآن الكريم، فكلامه الطيب كان كل يوم يزيدني شوقا لحفظه وترتيله، ولم أتأخر لحظة في التعلم ممن صادفتهم من أساتذة وشيوخ، والحمد لله الذي وهبني نعمة الصوت، وأدعو الله أن يرزقني وإياكم النية الصادقة والإخلاص في ترتيل وتطبيق القرآن، فذاك الأهم، وأن يسخرني لخدمة كتابه الكربم. *كم تحفظين من القرآن؟، وهل تداومين على مراجعته؟ أحفظ ما يزيد عن 30 حزبا، وأداوم على مراجعة القرآن، وأحرص على مراجعة 5 أحزاب يوميا، وفترة ما بعد صلاة الفجر، وما بين صلاتي المغرب والعشاء هي أفضل الأوقات لدي لمراجعة وحفظ القرآن. *ماذا عن يومياتك خلال الشهر الفضيل وبرنامج قراءة القرآن الكريم؟ شهر رمضان يحفزني أكثر لحفظ القرآن الكريم ومراجعته، حيث أفضل الاعتكاف في المسجد خلال النهار للحفظ، بينما أراجع ما حفظته بعد صلاة التراويح، وأستغل العشر الأواخر لمضاعفة قراءة القرآن والذكر والاستغفار والصلاة. وأسعى جاهدة لمواصلة الحفظ والمراجعة دون الاستغناء عن واجباتي الأخرى. *ماهو برنامجك في الحفظ؟، وما هي الصعوبات التي واجهتك؟ في صغري كنت أحفظ سورة كاملة يوميا، لكن لم أحقق نتائج مرضية، لذلك لجأت إلى حفظ ثمن واحد في اليوم حفظا جيدا، فوجود سور وآيات متشابهات صعّب علي الأمر في بداياتي، لكن مع الوقت عرفت كيف أتجاوز هذه العقبة، حيث كنت أكتب السور أو الآيات المتشابهة مع بعض، ثم أحدد أوجه الاختلاف والتشابه بينهما بتركيز كبير. *ما الفرق الذي صنعه حفظ القرآن الكريم في حياتك؟ هجري للقرآن الكريم ليوم واحد تجعلني عاجزة عن الدراسة والقيام بواجباتي، ذلك لأنني تعودت على ترطيب لساني به، فحلاوة آياته ترفع هرمون السعادة والنجاح لدي. *من هو مثلك الأعلى في التلاوة؟ أحب الاستماع لشيخنا رياض الجزائري، دون أن أنسى شيخنا عبد الباسط،رحمه الله، والشيخ محمد عمران، والشيخ كامل يوسف البهتيمي، والشيخ مصطفى إسماعيل من ناحية الصوت، أما من ناحية الأحكام أحب الاستماع للشيخ محمود خليل الحصري، رحمه الله، الشيخ محمد مقاتلي الإبراهيمي، والشيخ ياسين الجزائري، وهذا لا يعني أني لا أستمع لبقية المقرئين، لكن أتأثر أكثر بمن ذكرتهم لك. *كيف شجعك المحيط الأسري؟ والدي الكريمان هما سبب التحاقي بالمسجد في بداياتي، وفضلهما كبير علي، وطبعا لا أنسى أصدقائي وشيوخي وأساتذتي سيد أحمد بمسجد "الكوثر" بالبليدة، ومرية قطاي بمسجد "علي بن أبي طالب" ببوفاريك، وأمينة سلامة بمسجد "سي ناصر" ببوفاريك، فبارك الله في جهودهم. *ماذا يعني لك فوزك بمسابقة أحسن مرتل للقرآن الكريم بجامعة البليدة 02؟ مسابقة أحسن مرتل للقرآن الكريم بجامعة البليدة 02 كانت من أجمل المحطات القرآنية في حياتي، لقد دلتني صديقتي فريال وحفزتني للمشاركة فيها، وتأهلت ضمن العشرة الأوائل إلى المرحلة الثانية من ضمن أزيد من ستين مشاركا في المرحلة الأولى، وبتوفيق من الله عز وجل وتشجيع الوالدين والأصدقاء فزت بالمرتبة الأولى في مسابقة أحسن مرتل بالجامعة، المسابقة التي عرفت تنافسا شديدا. *هل من مشاركات أخرى في مسابقات لحفظ وترتيل القرآن؟ مشاركتي في مسابقة "فارس القرآن الجامعي الوطنية" التي نظمتها جامعة الشلف، تشكل نقلة نوعية في مسيرتي، لقد عشت أحلى أيامي هناك، الأجواء كانت رائعة، تأهلت إلى المرحلة النهائية وحصلت على مرتبة مشرفة، والحمد لله، وما لفت انتباهي في المسابقة أكثر، لجنة التحكيم بشيوخها المتمكنين، فجزيل الشكر لهم وللمنظمين على هذه المبادرة الطيبة. *كلمة أخيرة.. أود أن أختم حواري معكم برسالة أوجهها لمن يهجرون كتاب الله، أقول لهم: "لا تهجروه"، فالقرآن خير ما أنزل من كتاب وذكر، هو الذي يفتح الأبواب، وييسر الطريق، ويهدي للتي هي أحسن، فحاولوا أن تضحوا من أجله وأعطوه الأولوية في حياتكم، ونسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وجلاء أحزاننا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل به لوجهه الكريم، وأن يحسن نوايانا الطيبة، وإن شاء الله يكون حجة لنا لا علينا، وأنيسا لنا في قبورنا، وأن يكون شفيعا لنا يوم القيامة، وبارك الله فيكم وفي مجهوداتكم. حاورها: سمير تملولت