يمتلئ قلبك فرحا بنعمة الإسلام وأنت تستمع لتلاوة الطالبة مريم قرومي الفائزة بالمرتبة الأولى في مسابقة أحسن مرتل للقرآن بجامعة "البليدة 2″، فنعمة الصوت الشجي أهّلتها لتنال الجوائز والتكريمات فازداد ارتباطها بالقرآن الذي تعتبره سرّ النجاح والسعادة. نشأت مريم "22 سنة" وسط عائلة تنحدر من بوفاريك، تعيش بالقرآن وللقرآن فعمها إمام وقارئ وعمتها قارئة هي الأخرى، ووالداها كانا سببا في التحاقها بالمسجد منذ كان عمرها خمس سنوات، تقول محدثة الشروق إنها أقبلت برغبة كبيرة على الحفظ إذ حباها الله نعمة الصوت العذب الرخيم، وشغفها بكلام الله جعلها تتابع لدى أكثر من معلم وتزداد شوقا لحفظه وترتيله، فكانت تحفظ ثمن حزب يوميا وأفضل وقت لديها بين صلاة المغرب والعشاء وتقوم بثبيت ما حفظته بمراجعته خمس مرات، أما الصعوبة فكانت في السور والآيات المتشابهات التي اختلطت عليها في البداية فركزت عليها، تقول مريم إنها كانت تكتبها وتقارن بينها إلى أن تتمكن من التفريق بينها، وكمن يأسف عن ضياع أمر مهم تقول محدثتنا إن انقطاعها لفترة وجيزة عن الحفظ "عار"، تسعى جاهدة للتكفير عنه وهي ماضية في مسيرتها، ترجو من الله أن يوفقها ل "الختمة" وحفظ النصف المتبقي من كتاب الله لما فيه من حلاوة وطلاوة. أما عن صوت مريم فهو "كرامة" من الله تعالى، تجعل من يستمع إليها، يحرص على الإنصات والتمعن في آيات الذكر الحكيم وهو الصوت الذي أهّلها للفوز بالمراتب الأولى في المسابقات التي شاركت فيها، كان آخرها مسابقة أحسن مرتل في دورتها الأولى بجامعة لونيسي عليّ، حيث كانت مريم الأولى من بين ستين طالبا تنافسوا على اللقب ومسابقة الفارس الجامعي بالشلف، وعن أحب أصوات المقرئين إلى قلبها تقول محدثتنا إن الشيخ رياض الجزائري من أعذب الأصوات الى جانب الشيخ عبد الباسط والحصري. وتردف الطالبة مريم التي تدرس تخصص الموارد البشرية أن حفظ القرآن لم يشغلها يوما عن دراستها بل فتح أمامها الأبواب للتفوق والنجاح في مشوارها التعليمي، وجعلها تحمل هموم الأمة بالرغم من صغر سنها، وتسعى لخدمة اليتيم والأرملة والمحتاج وتنضم للعمل الخيري والدعوة إلى الله والعمل للدار الآخرة واضعة نصب أعينها الآية "يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد" .