باتنة الأولى وطنيا في إنتاج التفاح واللحوم البيضاء ووقعنا 500 رخصة حفر آبار للفلاحين حاوره: بخوش عمر المهدي في حوار حصري ومطول رفقة والي ولاية باتنة، السيد عبد الخالق صيودة، تحدث فيه وبلهجة الواثق عن مشكل النظافة الذي أصبح في الولاية يعتبر من الماضي، مشيدا بالدور الكبير الذي لعبه المواطن والإدارة على حد سواء لأجل أن تكون باتنة في الصورة الجديدة، كما تطرق للإصلاحات الإدارية، وتطوير اللوائح والنظم التي يسير عليها العمل الإداري والتنظيمي في الولاية.
خلال ما يزيد عن سنة منذ توليكم رأس الجهاز التنفيذي لولاية باتنة، قدمتم وأسهمتم في تحقيق جزئي للتنمية الفلاحية، كيف ترون الفلاحة اليوم في ولاية باتنة؟ في الحقيقة يعتبر القطاع الفلاحي العصب الحساس في اقتصاديات بلدان العالم والدول المتقدمة. وتطبيقا لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، ولاية باتنة استفادت من برنامج طموح من أجل النهوض بهذا القطاع، لتحقيق أقصى ما يمكن من الإنتاج الفلاحي، لتوفر الولاية على قدرات إنتاجية كبيرة في شعبة الأشجار المثمرة، على غرار المشمش والزيتون والتفاح، حيث أنه وبفضل دعم الدولة وإرادة المنتجين والفلاحين لكسب رهان التصدير إلى الخارج، وبعد تحقيق الاكتفاء الذاتي بإنتاج أكثر من 900 ألف قنطار من منتوج التفاح، باتنة تحتل اليوم المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج الفواكه خاصة التفاح، في حين بلغت المساحة الإجمالية المخصصة لها حوالي 4500 هكتار، وهناك جهود معتبرة لتوسيعها، كما عرفت شعبة الحبوب نهضة خاصة بعد الإمكانيات التي سخرتها الدولة والمتمثلة في دراسة وإنجاز محيط فلاحي كبير يتجاوز 6000 هكتار يقع بالشمرة وتيمقاد والمعذر. إضافة إلى تربية المواشي وإنتاج الحليب واللحوم، لاسيما اللحوم البيضاء التي تحتل ولايتنا أيضا المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج اللحم الأبيض وكذلك البيض، وهذا بفضل الإستراتيجية التي تعتمدها الدولة والتي شجعت الفلاحين للعمل في هذا المجال. عاصمة الأوراس وبعد زيارة معالي وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لها في المرة الأخيرة، استفاد هذا القطاع من 85 مليار سنتيم، كبرنامج ربط بالكهرباء الفلاحية تشمل جميع المحيطات الفلاحية عبر 21 دائرة، على شبكة طولية تقدر ب320كم، كما تم رفع التجميد عن رخص حفر الآبار الإرتوازية، لنتجاوز اليوم عدد 500 قرار، وهو الأمر الذي جاء لمرافقة فلاحي المنطقة وخلق ديناميكية وتعزيز الأنشطة الفلاحية المعروفة بالولاية. عندما نتحدث عن الغلاف المالي المعتبر المخصص للولاية بعد زيارة معالي وزير الداخلية والجماعات المحلية للتكفل بمختلف الحاجات التنموية للسّاكنة والاستجابة لمطالبها، ماهو نصيب قطاع الطاقة والأشغال العمومية من هذا الغلاف؟ تنفيذا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، وتبعا للقرارات الأخيرة التي أصدرها معالي وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السيد نور الدين بدوي، خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى ولاية باتنة، والتي يأتي في مقدمتها الغلاف المالي المعتبر الذي خصص للولاية للتكفل بمختلف الحاجات التنموية للسّاكنة والاستجابة لمطالبها، لاسيما في مجال الغاز الطبيعي، الكهرباء والكهرباء الفلاحية، استفادت ولاية باتنة من 190 مليار سنتيم، ستسمح بربط أزيد من 10000 عائلة بالغاز الطبيعي، بعد دراسة أزيد من 46 موقعا موزعين عبر بلديات الولاية، بينما استفادت من 70 مليار سنتيم، ستسمح بتوصيل حوالي 5000 عائلة بالكهرباء، بعد دراسة أزيد من 40 موقعا. أما فيما مجال فتح الطرقات لفك العزلة على المواطنين، تمَّ تسجيل عمليتين مهمتين في مجال الأشغال العمومية؛ ويتعلق الأمر بمشروع إنجاز الطريق الرابط بين معافة وبوزينة على مسافة 24 كلم وبغلاف مالي قدره 169 مليون دج، ومشروع إنجاز الطريق الرابط بين لارباع وتازولت على مسافة 23 كلم وبغلاف مالي قدره141 مليون دج، وسنشرف على إعطاء إشارة الانطلاق وتنصيب كل هذه الورشات خلال الأيام القليلة المقبلة. وجدير بالذكر أن هذه المشاريع تستهدف تحسين الظروف المعيشية لتمكين المواطنين خصوصا الفلاحين من العودة إلى أراضيهم وإعادة بعث النشاط الفلاحي فيها في ظل استتباب الأمن والسكينة في هذه المناطق. سيدي الوالي، ماذ عن تقييمكم للدخول الاجتماعي بالولاية لهذا العام؟ جميع المصالح كانت مجندة من أجل ضمان دخول اجتماعي هادئ وناجح، من خلال إعطاء تعليمات صارمة لجميع الهيئات التنفيذية ذات العلاقة بالدخول الاجتماعي، قصد تدارك النقائص وتوفير مختلف الشروط اللازمة لالتحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة. ونؤكد من هذا المنبر أن التحضيرات لا تكون في مدة قصيرة، بل هي نتيجة عمل دائم وسنوي، حيث تابعنا المشاريع طيلة العام، والحمد لله. عملية الدخول المدرسي تمت في ظروف جيدة، لاسيما فيما تعلق بتوفير الهياكل الجديدة من أجل التخفيف من الاكتظاظ على مستوى الأقسام؛ حيث تم استلام ثانويتين، ثلاث متوسطات، خمسة مجمعات مدرسية، نصف داخليتين، فضلا عن تهيئة وفتح العديد من الملاعب والمطاعم المدرسية، هذه الأخيرة التي توفر وجبات ساخنة للتلاميذ، أين تم تهيئة وتجهيز حوالي 100 مطعم مدرسي وبناء 28 أخرى جديدة. أما فيما يتعلق بالبرنامج القطاعي فباتنة استفادت من 15 ثانوية، 20 متوسطة، 41 مدرسة ابتدائية على مستوى تراب الولاية؛ كما عملنا على توفير النقل المدرسي عبر 61 بلدية، ووجهنا تعليمات بضرورة المتابعة الدائمة والرقابة الشديدة على الهياكل التربوية خصوصا الجديدة منها، وذلك بإيفاد لجنة تقييم في نهاية كل سنة لمعاينة وضعية هذه المؤسسات، وضرورة غرس الثقافة المدنية و روح المسؤولية في تلاميذنا من أجل الحفاظ على هذه المكتسبات وعدم إلحاق الضرر بها. أما الدخول الجامعي، وخلال زيارة وزير التعليم العالي والبحث العلمي للولاية خلال شهر أوت الماضي، تم تدشين 1500 مقعد بيداغوجي بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة باتنة-1 “الحاج لخضر”، والذي بلغت تكلفته المالية 41 مليار سنتيم، وبجامعة باتنة-2 “الشهيد مصطفى بن بولعيد”، تم تدشين كل من كلية الطب 2000 مقعد بيداغوجي، قدرت تكلفته ب 77 مليار سنتيم، وتدشين المركب الرياضي. رافقتم معالي وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة في زيارتها الأخيرة لولاية باتنة، وقلتم في أول الحوار أن باتنة تعتبر من أكبر ولايات الوطن، هل فيه تغطية كاملة للجانب الاتصالي؟ بالفعل، كانت ولاية باتنة تعرف نقصا نوعا ما، خاصة ما تعلق بالجانب الاتصالي، ولكن بعد زيارة معالي وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، كان هناك برنامج كامل قدم لمعالي الوزيرة، والحمد لله باتنة اليوم وبعد توقيع اتفاقية بين بريد الجزائر واتصالات الجزائر من أجل إعادة تهيئة شبكة الألياف البصرية لكل مكاتب البريد دون استثناء، أغلبية مكاتب البريد موصلة، والحمد لله تم فك العزلة عن المناطق النائية، كما تكثيف الشبكة بالمناطق الحضرية لأن شبكة الألياف لا تسمح فقط بتسهيل حركة العمل والمبادلات التجارية والمالية، بل أيضا تسهل عملية التربية والمعلومات بتشجيع الشباب لدخول الاقتصاد الرقمي. نغتنم فرصة الحديث لرأس الجهاز التنفيذي بولاية باتنة، أين وصلتم في مجال عصرنة الوثائق خاصة وأن وزارة الداخلية تلح على ضرورة الإسراع في إصدار مختلف الوثائق البيومترية الشخصية وتسليمها للمواطن؟ سؤال وجيه أشكركم عليه، الأشواط التي قطعتها الإدارة في ولاية باتنة وفي مجال عصرنة ورقمنة الإدارة، أصبحت رائدة ومجهودات الدولة أصبحت واضحة كالشمس، هناك ثورة رقمية عرفتها الإدارة الجزائرية خاصة الإدارة المحلية أين أصبح المواطن اليوم يتحصل على البطاقة التعريفية وجواز السفر البيومتري بسهولة، لدرجة أن المدة لا تتجاوز 4 أيام كحد أقصى، هذه ثورة رقمية فعلا، والحمد لله اليوم هناك تخفيف للوثائق عبر مختلف الشبابيك وفي مختلف الإدارات، وذلك نتيجة الشبكة المعلوماتية التي توفرها الدولة. في شق الإستثمار، سيدي الوالي، هل ترون أن ولاية باتنة مستعدة لدخول عالم الاستثمارات المتعددة؟ في الحقيقة ولاية باتنة أصبحت اليوم في شق الاستثمار رائدة، ففيها ثورة استثمارية غير مسبوقة، هناك ثورة في الإدارة لمرافقة وتوفير كامل المناخ للمستثمرين، وتوفير العقار الصناعي المتواجد حاليا في الولاية، وطبعا بفضل برنامج فخامة رئيس الجمهورية، وكذا الإعتمادات المالية التي سجلها معالي وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، في ولاية باتنة خلال زيارته الأخيرة، هناك قطب صناعي ضخم في عين ياقوت، هناك 06 مناطق نشاطات مسجلة والأشغال على قدم وساق لاستلامها، وهناك تلك التي بدأنا في توطين الإستثمارات بها لاسيما المعذر وعين ياقوت وبريكة، وقد استفدنا مؤخرا، من ثلاث مناطق نشاطات بعد زيارة معالي وزير الداخلية في كل من سقانة، الجزار وزانة البيضاء، هذه المشاريع ستغطي كل احتياجات المستثمرين، ويلاحظ الزائر للولاية أنه فعلا فيه نشاط استثماري مهم. كما لاننسى زيارة وزير الصناعة الأخيرة التي استلمنا ودشنا فيها عدة مصانع، لاسيما الصناعة الميكانكية، تخلق أكثر من 1000 منصب شغل، وهذا بفضل مرافقة المستثمرين في إطار الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الدولة. لاحظنا خلال خرجاتكم الميدانية حرصكم الدائم على إعطاء تعليمات تتعلق بالحفاظ على البيئة ونظافة المحيط، ماذا حققتهم في هذا الجانب؟ تعتبر ولاية باتنة من بين أكبر الولايات في الجزائر من ناحية السكان والمساحة، تفوق قسنطينة وكل الولايات الأخرى، لنا مليون و700 ألف ساكن، موزعين عبر 61 بلدية و21 دائرة وأزيد من 200 تجمع سكاني، كان لنا شرف زيارتها والحديث مع سكانها، وجانب النظافة كان يأخذ جانبا كبيرا من الحديث، باعتبارها محور ومهمة أساسية من المهام التي جاء بها القانون البلدي والذي يلح على نظافة المحيط، وفرنا كل الإمكانيات المادية، البشرية والمالية، ومضينا قدما في هذا الجانب، رفعنا التحدي. في بداية الأمر كان البعض يعتقد أنها مجرد حملة لا غير، ولكن وبعامل الوقت أصبح تقليدا وعادة ألفها العام والخاص وليس الإدارة فحسب، وأصبحت النظافة ثقافة لدى الجميع، كما أن حضور مصالح الدولة في الميدان جعل المواطن يرافقنا، وبذلك استطعنا الوصول لهذه النتيجة. باتنة عاصمة للنظافة أخي الكريم وبشهادة جميع زوارها، من الداخل والخارج، وزراء وسفراء ومواطنين عاديين، الكل يتحدث عن ثورة النظافة والمحيط، نعم أخي الكريم هناك متابعة ميدانية وفي كل الأوقات لعملية سقي المساحات الخضراء، سقي الأشجار، متابعة عملية الإنارة العمومية وإصلاحها، وبهذه المناسبة أحيي أعوان الدولة الذين ضحوا بعطلتهم الأسبوعية، وتقريبا كل سبت هناك عملية تطوعية لأجل تنظيف الولاية. شكرا وألف شكر لجنود الخفاء الذين جعلوا من عاصمة الأوراس عاصمة للنظافة، وشكرا لأنك أعطيتني الفرصة لتحية كل هؤلاء وأكثر عبر جريدتكم المحترمة، ورغم كل هذا نحن مطالبون بالمزيد. كلمة أخيرة. أولا، أشكر “الحوار” التي تتابعنا دائما وتسهر على نقل اهتمامات المواطن إلينا، وكذا شرح ما تقوم به الدولة ومصالح ولاية باتنة لأجل أن تكون هذه الولاية مثالية.