لا أحد يستطيع المساس بأغنية المالوف ابني كمال لن يخلفني..وهذا ما يحضر له كشف الفنان القدير حمدي بناني أنه اختار أن يعتزل الفن مؤقتا بعد سلسلة النشاطات التي قام بها خلال الفترة الأخيرة داخل وخارج الوطن الأمر الذي دفعه لأخذ قسط من الراحة. أحلام سلامي أوضح الفنان حمدي بناني في اتصال هاتفي مع “الحوار” أنه قرر توقيف نشاطاته الفنية مؤقتا بغرض الراحة بعد التعب الذي نال منه نتيجة برنامجه المكثف خاصة الذي قام به خارج الجزائر ويتعلق الأمر بمجموعة من الحفلات الفنية لفائدة الجالية الجزائرية والتي عرفت حسبه إقبالا كبيرا إلى درجة لم يجد عدد كبير من جمهوره مكانا له في القاعة، مضيفا أن هذا القرار سيمكنه من التحضير لمشاريعهم المستقبلية خاصة ما تعلق بشهر رمضان الكريم. ونفى ملك الكمان الأبيض تراجع أغنية المالوف، ودافع عن هذا الطابع الذي يندرج ضمن التراث الجزائري بشدة، وقال إن مكانته محفوظة ولن تتغير أبدا أمام موجة الأغاني السريعة التي اكتسحت الساحة خلال السنوات الأخيرة. وفي سياق حديثه عن أغنية المالوف، ذكر أنه لا يسعى إلى ترك مكانه لابنه كمال وإنما الأمر مختلف تماما، مشيرا إلى أن هذا الأخير بصدد التحضير لألبوم جديد يحمل مضمونه لمسة مغايرة له. واعتبر الفنان بناني التكريم الذي حصل عليه مؤخرا من قبل فرنسا إضافة لمسيرته الفنية وحافزا لمواصلة الغناء على غرار باقي التكريمات التي منحت له من بينها تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في وقت سابق، ووزارة الثقافة بالإضافة إلى تكريمات أخرى حصل عليها من دول أجنبية. ولد حمدي بناني بمدينة عنابة 1943 في شهر يناير اشتهر بأدائه لأغنية المالوف العنابي. لقب ب “الملاك الابيض” الذي يرافقه دائما الأبيض نسبة إلى كمانه. اهتم بالفن والغناء وعمره لم يتجاوز 16 سنة حتى اكتشف صوته خاله الفنان محمد الكورد. ذاع صيته بعد استقلال الجزائر، وكانت باكورة أعماله أغنيته “يا باهي الجمال” التي نال عليها جائزة الغناء الأولى في إحدى المسابقات الفنية. استمر النجاح بأغاني مثل «عدالة يا عدالة» و«محبوبتي» و«يا ليلي يا ليلي» و«جاني ما جاني» وغيرها، استطاع بناني من خلال نحو 30 أغنية ناجحة بوضع لمسته على أغنية المالوف. كما ساهم، بدعم من عميد المالوف بقسنطينة الحاج محمد الطاهر الفرقاني في نشر الثقافة الجزائرية عموما والمالوف خصوصا من خلال مشاركاته في المحافل الدولية.