أكد الدكتور أحمد قوراية، رئيس جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، على أن الشعب الجزائري، يبرهن مرة أخرى، مدى تماسكه، وتعاطفه، وتضامنه فيما بينه، وأظهر وعيه النفسي والاجتماعي من خلال المسيرات الشعبية السلمية وحراكه الحضاري الذي أبهر به العالم برمته. هذا، واعتبر قوارية، خلال المحاضرة التي ألقاها أمس بمقر حزبه بولاية بوربوعريريج، في إطار الاحتفاء بذكرى عيدي الاستقلال والشباب المصادف ل 5 جويلية من كل عام، أن الثورة الحضارية التي دخلت جمعتها العشرين، بمثابة بركان ثائر خرج من فوهته شرارة غضب عشرين سنة، من معاناة وحالة الاضطراب واللاستقرار النفسي التي كان يتخبط فيه الشعب الجزائري، أنتج وضعا اجتماعيا أشبه ببرميل من البارود ينتظر الشرارة لينفجر، لولا سياسة التعقل التي انتهجها هذا الشعب الذي أظهر وعيه الاجتماعي، ورقيه النفسي، وقرر الخروج إلى الشارع في مسيرات سلمية حضارية ليقول لا للنظام الذي استفحل فيه عشرين سنة من الظلم والاستبداد، وتكميم الأفواه وحبس الأنفاس، والخدش في جرح لا ينتج عنه إلا وجعا، مؤكدا أن الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب جاء بنكهة نشوة الانتصار على كل من يريد زعزعة استقرار قواعد الوطن. حشود شعبية جاءت من كل حدب وصوب، اختارت الشارع يقول قوراية للتعبير عن مطالبها المشروعة بطرق وأساليب راقية من أجل إحداثيات التغيير لإيجاد الدواء لاستئصال الداء من جذوره، وكان من نتائجها إعادة الاعتبار لشخصية الفرد الجزائري، والذي أصبح يفتخر بنفسه وبوطنيته وبانتمائه إلى بلد بحجم القارة اسمه الجزائر، بكل أنفة وشموخ وافتخار، وأعطى لنفسه الحق في القضاء على الفساد الذي عشش في مفاصيل الدولة، بمرافقة الجيش الشعبي الوطني سليل الجيش النوفمبري الذي أخذ على عاتقه مواصلة الحفاظ وذود على سلامة الجزائري، والسير بهذا الوطن نحو بر الأمان، والسمو برايته لترفرف في سماء العالم. ومن نواتج الحراك الشعبي السلمي، يضيف قوراية، في السياق نفسه أن الجزائري الذي كان متخندقا في قوقعته، يتوجس خيفة من المستقبل، انطلق إلى العلن وأسس لثورة التغيير الآمنة، أعطى من خلالها دروسا للعالم أجمع معاني السامية لمفاهيم السلم والأمن، تجربة خالدة يفتخر كل من ساهم في صنع مجدها، ثورة ستفضي حتما كما قال إلى تحول ديمقراطي تاريخي، لكسب الرهان والتحديات، انطلاقا من مرجعية مستخلصة من مبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة، وخلص قوراية إلى أن الشهيد سيبقى الطود الشامخ والخالد، وسنواصل استكمال فصول الملحمة التي أسس لها الثوار من مسينيسا ويوغورطة إلى مهندسي المقاومات الشعبية إلى صناع مجد الثورة التحريرية المظفرة. للإشارة فقد نشط ذات المحاضرة، ندوة تاريخية بمقر حزبه بولاية المسيلة. ن/ س