رسالة الوزير الأول نور الدين بدوي إلى المنتخب رئيسا للجمهورية عبد المجيد تبون: إنه لمن دواعي السرور والإبتهاج أن أتوجه إلى فخامتكم بهذا الكتاب، بعد انتخابكم رئيسا للجمهورية، لأضمنه كل مشاعر الغبطة والسعادة بهذا اليوم التاريخي المشهود الذي يعد لبنة جديدة في صرح بناء الديمقراطية في بلادنا. فهنيئا أولا للجزائر الحبيبة التي عرفت كعادتها كيف تنتصر وتتجاوز هذه الأزمة بفضل الله تعالى ومشيئته وبفضل المخلصين الغيورين على هذا الوطن العزيز، وعلى رأسهم مؤسسة جيشنا الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني. وهنيئا ثانيا للشعب الجزائري الأبي الذي عرف كيف يفرض منطقه ويثبت مدى وعيه وسلوكه الحضاري وإرادته القوية لتخطي الصعاب وكيف يغير مجرى التاريخ بسلمية قل نظيرها وبسلوك متميز أدهش الأعداء قبل الأصدقاء. ثم هنيئا لكم السيد الرئيس، على فوزكم الباهر في هذه الإنتخابات التي تعد نقطة تحول فاصلة في تاريخ بلادنا المعاصر بين جيل نوفمبر الذي جاهد وضحى من أجل استعادة سيادة بلادنا على أرضها الطيبة، وجيل كبر وترعرع وزاول تعليمه في عهد الاستقلال المستعاد وساهم في معركة البناء والتشييد. وإنه لأمر يبعث على الفخر والإعتزاز أن تكونوا أول من حباهم الله لحمل مشعل قيادة البلاد لمواصلة مسيرتها في ظل الوفاء للشهداء ولتضحيات شعبنا على مر العقود بعد جيل خاض ملحمة استعادة الحرية والسيادة وجيل ترعرع وزاول تعليمه في أحضان هذا الوطن وهو ينعم بالحرية والاستقلال. لقد شُرفتم بحمل الأمانة التي أنتم واعون بجسامة مسؤوليتها وثقل حملها، وتدركون مدى الثقة التي وضعها الشعب في شخصكم لقيادة بلادنا نحو غد أفضل يحقق فيه طموحاته وتطلعاته إلى عيش كريم. وإذ أجدد لكم أخلص عبارات التهاني وأصدق التمنيات بهذه المناسبة، فإنني أدعو المولى العلي القدير، أن يمتعكم بموفور الصحة والسعادة وأن يوفقكم إلى ما فيه خير بلادنا وعزتها ورفعتها ويمدكم بعونه وسداده، فتحققوا لشعبنا طموحاته المشروعة وكل ما يصبو إليه من رقي وازدهار في ظل الاستقرار والنمو المستدام.