* بورزامة: الحكومة الجديدة يجب أن تكون تكنوقراطية * ماروك: تبون أمام اختبار كبير في تشكيل الحكومة بعد أدائه لليمين الدستورية وتنصيبه بصفة رسمية رئيسا للجمهورية، تتجه الأنظار إلى الحكومة التي سيشكلها الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون خاصة وأنه تعهد بمنح الفرصة للكفاءات الشابة لتحمل مسؤولية بناء الجزائر الجديدة، فيما تشكل هذه الخطوة أول تحدٍ من حيث مدى تجاوب الشارع بالدرجة الأولى وكذا الطبقة السياسية مع تركيبة الحكومة الجديدة. بدرالدين. م وفي أول خرجة إعلامية له بعد الإعلان عن النتائج، كشف الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون عن ملامح التركيبة الحكومية، حيث تعهد بتشبيب الحكومة كأول قرار ارتجالي يطبق في الدولة الجزائرية الحديثة منذ الاستقلال، إذ وعد بوجود مفاجآت في الحكومة المقبلة من خلال فتح أبواب السلطة على مصراعيها للشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 26 و27 سنة من كلا الجنسين، قائلا”أعدكم أنه ستكون مفاجأة بوضع وزراء شباب لا تتجاوز أعمارهم ثلاثين سنة في مناصب وزارية”. وفي ظل الظروف الراهنة ستكون مهمة الرئيس عبد المجيد تبون صعبة جدا في عملية التغيير الحكومي المرتقب بتشبيب أسلاك الدولة من وزراء وولاة ورؤساء دوائر بالعديد من الشباب وإعطائهم المسؤولية في تسييرها من أجل تحقيق حكومة الكفاءات التي تكون توافقية ومقبولة بما يساهم في إنجاح برنامجه الرئاسي والذي يتماشى مع المطالب الشعبية والتحديات الاقتصادية المقبلة، لاسيما وأنه يعتزم أيضا على تعديل الدستور وقانون الانتخابات مما يحتم عليه تأمين هذا الطريق عبر خيارات مدروسة بشكل جيد. حيث يشكل هذا الرهان صداعا كبيرا له نظرا للصعوبة الكبيرة التي تنتظره في إيجاد تلك الكفاءات القادرة على تحمل المسؤولية وإخراج البلاد من الأزمة التي تتخبط بها إلى بر الأمان، وكذا مدى تجاوب الشعب والطبقة السياسية مع التغيير الذي سيقوم به، بما أنها أول ورقة تثبت حسن النية في التعامل مع الحراك الشعبي وتحقيق مشروع الجزائر الجديدة، وهذا ما اعترف به في أولى خطاباته قائلا “أصعب مهمة هي تعيين الحكومة لأنها تمر عبر مجهر الإعلام والشعب كونها النقطة المحددة لمصداقية التغيير”. من الأفضل أن يكون طاقم الحكومة متنوعا جامعا في السياق قال المحلل السياسي مصطفى بورزامة في تصريح خص به يومية “الحوار” إن التركيبة الحكومية الجديدة يجب أن تكون تكنوقراطية بعيدة عن الانتماء السياسي الذي قد يعرقل مسار العمل الحكومي في تحقيق مطالب الشعب الجزائري، ومن الأفضل أن يكون طاقم الحكومة متنوعا جامعا للعديد من النخب الشابة التي تتوفر فيهم الشجاعة لمقابلة الشعب الجزائري والعمل على إقناعهم وتحقيق مطالبهم. وأضاف الأستاذ في كلية الإعلام والاتصال أن تلك الكفاءات الشابة التي ستعين على رأس الوزارات على غرار الوزير الأول يجب أن تكون لديها خلفيات اقتصادية واجتماعية وسياسية بما أن التحدي الاقتصادي مهم جدا في إعادة بناء دولة الجزائر الجديدة خاصة بعد الركود الذي عرفه مؤخرا، مضيفا أن الوزراء الجدد من الأحسن أن يكون سنهم من 35 سنة فما فوق الذين يملكون 10 أو 15 سنة تجربة لأنهم سيكونون حاملين لرؤية وتفكير مدروس. يجب أن تتمتع التركيبة الحكومية بعنصر الشباب ومن جانبه قال المحلل السياسي لزهر ماروك في تصريحه ل “الحوار”، إن الرئيس عبد المجيد تبون أمام اختبار كبير في تشكيل الحكومة الجديدة التي بحاجة إلى وجوه جديدة من الشباب والكفاءات التي تكون ذات مستوى عالٍ، حيث يجب أن تتمتع التركيبة الحكومية بعنصر الشباب والتجربة والخبرات القوية، مضيفا أن الوزراء الجدد يجب أن يكونوا ذو كفاءات وخبرة كما يتمتعون بتصور القطاع وإيجاد الحلول اللازمة لأن مهمة تسيير أي قطاع عملية معقدة جدا. وزراء يترقبون التغيير الحكومي وفي ذات السياق يتواجد العديد من وزراء الحكومة في حالة ترقب للتغيير الذي سيجريه الرئيس عبد المجيد تبون، إذ أن عددا كبيرا منهم يستشعرون قرار رحيلهم قريبا، ولا يملكون حظوظا في الحكومة الجديدة خاصة أن العديد من الأسماء محسوبة على النظام السابق، كما أنها جاءت بشكل ظرفي فقط في عباءة حكومة تصريف الأعمال، إلا أنهم يبحثون عن سبل البقاء ومواصلة المهام الموكلة إليهم مع الرئيس الجديد ومساعدته في تحقيق مطالب كل الشعب الجزائري التي يسعى إلى تجسيدها في المرحلة المقبلة. وللإشارة أن كل من رئيس الدولة السابق عبد القادر بن صالح وكذا قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، كانوا قد أثنوا على الجهود المبذولة من طرف حكومة نورالدين بدوي، كما ثمنوا ما قامت به خلال الفترة الحرجة التي كانت تمر بها البلاد. بدرالدين. م