المابعدية… وأجوبة المستقبل كورونا جسرا -عفوا نموذجا- بقلم الدكتور فاروق طيفور وقد سجل هذا المنظور مفهوم الرشد والعقلانية ، وكذلك أنتج هذا المنظور مجموعة مناظرات فكرية أهمها المناظرة بين المثاليين والواقعيين ، وبين الماركسيين وغيرهم .ومع تطور العلاقات الدولية ظهر منظور جديد هو منظور المجتمع العالمي و هو الأكثر إنتشاراً حتى اليوم ، وهو المسئول عن تقديم أهم النظريات والتي أهمها نظرية صنع القرار ، والنظريات السيكولوجية ، ونظرية الأزمات الدولية وقد استمر هذا المنظور حتى منتصف الثمانينات عندما ظهر المنظور العددي . و قد أُدخل المنظور العددي وحدات جديدة فى العلاقات الدولية و أنهى مفهوم وحدانية و رشادة الدولة ، و فى الفترة التالية للمنظور العددي ظهر منظور فكرى جديد عرف بمنظور ما بعد العلاقات الدولية أو المابعدية فى العلاقات الدولية ، وفى منتصف التسعينيات ظهرت مجموعة كبيرة من النظريات التي تعالج الأوضاع الجديدة فى العلاقات الدولية. هل للإمبراطورية الخفية الواقعة في قلب لندن من مخططات؟ وحتى لا نغرق في القراءة التخصصية للعلاقات الدولية فان نظرية السياسة العامة وبالرغم من أن الأدبيات تؤكد على حداثة الدراسات المتعلقة بها، والتي ترتبط بقيام ما يعرف في أدبيات علم السياسة بالثورة المابعدية أو ما بعد السلوكية “The Post-Behavioralism” في بداية العقد السادس من القرن العشرين، ولإنها تعتبر نظرية معاصرة لا تتجاوز في عمرها الزمني أربعة عقود من الزمن، حيث أنها ارتبطت بالمدرسة المابعدية التي ترسخ للبارادايم المابعدي “The Post-behavioralParadigm”، الذي يجسد تطور علم السياسة منذ بداية الستينيات الى القرن الواحد والعشرين . حيث ارتبط البارادايم أو المدرسة المابعدية عموما بوجود نظرية متكاملة وخاصة بالسياسة العامة، على اعتبار أن النظريات السالفة الذكر اهتمت بذلك إما من خلال التعويل على عملية صنع القرار، أو من خلال التعرض للنظام السياسي بشكل عام ،ونحن هنا عندما نتحدث عن ارتباط السياسة العامة بنظرية المابعدية إنما نريد أن نرسخ عند القارئ أن مصطلح المابعدية الذي أصبح اليوم يسوق إعلاميا وبحثيا له أصوله المنهجية التي ينبغي أن نحرص على تدقيق النظر فيها وننطلق من مراجعة الذات ونقدها وتقدير موقعنا في هذا الراهن المتغير، حتى نستطيع صناعة نموذجنا المستقبلي بعيدا عن الاستراتيجيات الأربعة(الاستخدام – الاستثمار – التوظيف – التوريط) التي تتعامل بها معنا حكومة العالم الخفية التي تحدث عنها الباحثة زينب عبد العزيز في عديد المقالات والوثائق حيث تقول بانها إمبراطورية صارمة العتاد، تقع في قلب مدينة لندن. قد لا يعلم عنها أو حتى عن وجودها الكثير من الناس رغم أنها هي المتحكمة في مصائرنا الدنيوية.