_ بقاط :" لجنة التحقيقات لم تقدم الإضافة لحد الآن" -مرابط : التحري يحتاج تنسيقا منتظما -خياطي : الكل يتساءل عن صمت هذه اللجنة انتقد عدد من الأخصائيين بطئ عمل لجنة التحقيقات الوبائية في ظل الارتفاع المسجل في الحالات خصوصا في الأسابيع الأخيرة ،وأكد هؤلاء أن التحري والتحرك السريع ميدانيا مطلوب من اجل محاصرة الحالات المؤكدة ومنع تفشي المناطق وتحولها إلى مناطق موبوءة ،مع ذلك لم يحمل هؤلاء المسؤولية في تفشي واستفحال الوباء إلى هذه اللجنة،مطالبين بضرورة التحلي بالمزيد من اليقظة والصرامة و تطبيق الإجراءات الوقائية بشكل صارم لمنع ارتفاع عدد الحالات أكثر. وفي السياق،انتقد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا بركاني محمد بقاط أداء لجنة التحقيقات الوبائية ،مؤكدا أنها لم تقدم أي تقرير منذ تنصيبها.وأوضح بقاط،أمس في تصريحات ل " الحوار"، بخصوص الارتفاع المقلق لعدد الإصابات في الآونة الآخيرة أن :" هذا الارتفاع لا يخص الجزائر وحدها لكنه عالمي مس عدد كبير من الدول،مما يؤكد أن الفيروس ما زال حاضر وبقوة وسقوط كل الفرضيات التي تتحدث عن زواله بارتفاع درجة الحرارة او غيرها من العوامل ".وأضاف قائلا :"الخروج عن الحجر الصحي وأخذ بعض الحريات في كثير من دول العالم على غرار فرنسا وغيرها ،جعل عدد الإصابات تعاود الارتفاع وتسجل أرقام تجعل الجميع يراجع حساباته ويتخذ الإجراءات المناسبة".وتابع عضو اللجنة العلمية:" هناك خلل،صحيح عدد من السلطات المحلية اتخذت تدابير وقائية،لكن أين دور لجنة التحقيقات الوبائية؟الأمر يتطلب تحقيقات وبائية دقيقة خصوصا في المدن النشطة لاكتشاف الحالات المؤكدة وحصر البؤر، بالإضافة إلى تقارير الوضعية الوبائية للبؤر وتطورها في الأحياء ، كان عليها أن تقدم نتائج ، ومنه فإن عملها يشهد تأخيرا". وتحدث بقاط عن المواعيد القادمة وضرورة اتخاذ الاحتياطات الضرورية بشكل صارم،حيث أكد قائلا :"أمامنا تحديات عديدة بدءا بعيد الأضحى الذي انصح المواطنين بالالتزام الصارم بكل الشروط الوقائية فيه وكذا الدخول الجامعي الشهر القادم،يعقبه الدخول الاجتماعي،ما يضطرنا إلى مزيد من اليقظة والحذر لتفادي ارتفاع الإصابات".أما عن اكتشاف دول للقاح مضاد للفيروس،يشرح بقاط أن :"مسار اللقاح طويل يجتاز عديد المراحل على غرار المنظمة العالمية للصحة التي يتوجب أن تأخذ ضمانات بأن اللقاح لن تكون له مضاعفات أو أي آثار جانبية،إلى غاية تجسيد ذلك نحتاج إلى التعايش مع الفيروس طول هذه المدة".وحسب رئيس نقابة الصحة العمومية الياس مرابط فإن انتشار العدوى واستمراره راجع لعدم كسر أسبابها وتطبيق طرق الوقاية منها.وأوضح مرابط في حديثه مع"الحوار": " نلاحظ كل يوم تهاون واستهتار المواطن في الشوارع والإدارات والمؤسسات بعدم احترام الإجراءات الوقائية من احترام للتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة وغسل الأيدي بانتظام،وما أنتج ارتفاعا مقلقا في عدد الإصابات".وفي التعليق عن دور لجنة التحقيقات في تقصي البؤر الوبائية وتقديم الحلول العملية لمحاصرتها، قال الدكتور مرابط:"بالحديث عن هذه اللجنة،فلم نر لها لحد الآن تنسيقا او تواصلا مع المؤسسات الصحية، المتعارف أنها من الحلقات الأساسية التي تتعامل مع المرض بشكل مستمر وعمالها يتواصلون مع كافة أطراف المجتمع ويحملون أكبر شحنة من الفيروس، ومنه فنحن لم نر أي شيء عملي لحد الآن".وشدد مرابط أن :" مثل هذه الوضعية التي نعيشها تتطلب تحريات أكثر دقة على مستوى الأحياء والبلديات بشكل سريع ، مع توفير كافة الإمكانيات الضرورية من موارد بشرية وبتعداد كافة يسمح بتغطية كافة المناطق التي يظهر فيها الوباء". الوضع استفحل في بعض المناطق وتجاوز مرحلة التحري ويؤكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي أن الكل يتساءل عن لجنة التحقيقات الوبائية ودورها في الميدان لحد الآن،مؤكدا أن الوضع قد استفحل في بعض المناطق وتجاوز مرحلة التحري . وحسب خياطي وفي حديثه للحوار فإن :"سكوت هذه اللجنة ولحد الآن يدعوا للتساؤل،في الوقت أن الأمر يتطلب التحرك بسرعة من اجل التصدي لتفشي هذا الوباء،علينا الاقتداء بالتجارب السابقة التي اعتمدت على محورين هامين التحري الوبائي والكشوفات السريعة المكثفة ".وكشف ذات المتحدث أن :"التحري الوبائي كان ناجعة عند اكتشاف أول حالة وبائية في الجزائر وعبورها لعديد المراحل قبل ترحيلها ومنع انتشار العدوى،كل هذا قبل ان يتم حمل الوباء من المغتربين الفرنسيين آنذاك في ولاية البليدة". عبد الرؤوف.ح