تحويل تسع مفرغات إلى منتزهات وأماكن تسلية أرضية معلوماتية حول النفايات القابلة للرسكلة السوق الإفريقية واعدة لتثمين ورسكلة النفايات أصحاب المؤسسات الناشئة سيجدون كل الدعم يكشف المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات، محمد كريم وامان، في هذا الحوار، الإستراتيجية الجديدة التي ستعتمدها الوكالة، في إطار تجسيد المقاربة الاقتصادية في المجال البيئي، والمساهمة في خلق الثروة ومناصب الشغل، من خلال تثمين النفايات ورسكلتها، والتوجه نحو الاستثمار في السوق الإفريقية. حوار/ سعيد باتول ما إستراتيجية الوكالة لإدراج قطاع البيئة ضمن المقاربة الاقتصادية؟ كما هو معلوم، فالوكالة الوطنية للنفايات هو عبارة عن هيئة عمومية تحت وصاية وزارة البيئة، حيث تتمثل مهامها الأساسية بمرافقة الجماعات المحلية لترقية تسيير النفايات المنزلية، من خلال توفير كافة المعطيات والمعلومات حول تسيير النفايات على كافة المستويات في كل وقت. كما تقوم نفس المؤسسة بالتوعية والتحسيس، حول ضرورة الاهتمام بالبيئة وأهمية الحفاظ عليها، واحترام أوقات الرمي والفرز الانتقائي والرسكلة. وتدخل الجزائر مرحلة جديدة تستدعي وضع تصور ونظرة جديدتين لتسيير المرفق العام، في هذا الشأن، فنحن كوكالة ملزمون بضرورة الانخراط في هذه الإستراتيجية الجديدة في تسيير النفايات التي تنظر إلى هذه المادة الحيوية من زاوية اقتصادية، تساهم في توفير المادة الأولية التي تقلص تكاليف الاستيراد. ولا يتم ذلك سوى بتعزيز تثمين النفايات واسترجاعها بهدف توجيهها لمجال الرسكلة، من أجل أن تتحول إلى مواد أولية تستغل في مجالات عدة، سيساهم في خلق الثروة واستحداث مناصب الشغل. كما ستعمل الوكالة على المرافقة وتقديم كافة الدعم للمؤسسات الراغبة في الاستثمار في المجال البيئي، تكون مؤسسات ذات تكنولوجية عالية ، كما تعمل الوكالة على تحسيس الشباب من أجل الانخراط في مجال تسيير النفايات، في إطار توجه الدولة نحو التوعية ومرافقة الأطراف نحو العمل الجواري، حيث سنعمد في المخطط الجديد على فتح مكاتب جوارية في كل ولايات الجنوب وفروع في ولايات الشمال، من اجل التقريب أمام كافة الفاعلين لتقديم المرافقة والدعم اللازم، لفائدة العاملين في مجال تسيير النفايات. السلطات العليا تركز كثيرا على رقمنة القطاعات، ماذا عن قطاعكم؟ تعمل الوكالة الوطنية للنفايات على مرافقة الجماعات المحلية تقنيا في مجال الجماعات المحلية، حيث تتكفل هذه الهيئة بإعداد المنظومة الوطنية للمعلوماتية لتسيير النفايات، ووضعها أمام كافة الفاعلين، حيث تحمل في طياتها مؤشرات دقيقة، تمكن أي شخص من الولوج إليها والحصول على المعلومات اللازمة، خاصة منهم المستثمرين في مجال رسكلة النفايات. كما نعمل على توجيه المستثمرين في المجال البيئي نحو السوق الإفريقية، من خلال تهيئة الأرضية اللازمة، لتسهيل الاستثمار في هذه الدول، حيث سنعمل على ترقية الأنشطة ذات الصلة. البعض عن يحدث تثمين النفايات كثروة مستدامة كيف ذلك؟ كمية الاسترجاع وتثمين النفايات في الجزائر حاليا بلغت 9.7 بالمائة ، أي 13 مليون طن سنويا من النفايات القابلة للرسكلة يتم استرجاعها، ونعمل من خلال البرنامج الجديد على تطوير ميكانيزمات اللازمة للرقي، وبالتالي تسطير كافة بالسياسات القائمة حسب الرقم الجديد، فمن بين المواد المثمنة ، نجد 15 بالمائة بلاستيك 9 بالمائة كارتون ، 32 بالمائة مواد قابلة للرسكلة مادية و54 منت المواد عبارة عن مواد عضوية يمكن رسكلتها لإنتاج أسمدة واستغلالها في المجال الفلاحي، ونعمل على تقليص النفايات القابلة للتخليص النهائي إلى 3 بالمائة، ما يسمح بتثمين مخلفات المواطنين من جهة ، وتقليص فاتورة المواد الأولية. كما أؤكد أن تثمين رسكلة النفايات توفران مناصب شغل عديدة فضلا عن خلق الثروة في الاقتصاد الوطني، ففي حالة استغلال 5 بالمائة من استرجاع قارورات البلاستيك توفر لوحدها 7000 منصب شغل ، وعليه يتم التحضير على مستوى الوزارة من أجل إعداد قانون يصنف مسترجعي النفايات ضمن الحرف التي تسمح للعامل فيها بامتلاك بطاقة حرفي، والتي تسمح له بالاستفادة من الامتيازات الممنوحة للحرفيين . كثر الحديث عن إشراك أصحاب المؤسسات الناشئة في النشاطات الاقتصادية؟ نحن مستعدون لتقديم كافة الدعم والمرافقة للشباب المبتكر والمبدع الراغب في الاستثمار في المجال البيئي، من خلال وضع حلول رقمية وتكنولوجية ، كما نعمل على المرافقة التقنية. وعلى مستوى المناطق الصحراوية، فإن خصوصية هذه المناطق س سواء من ناحية المساحة الشاسعة أو الكثافة السكانية ، تستدعي وضع مقاربة خاصة خاصة، تتمثل في إنشاء مناطق لفرز النفايات تماشيا مع خصوصيات أبناء المنطقة وتأطير الشباب في الجنوب. بعض المواطنين يشتكون انتشار الروائح الكريهة بمراكز الردم التقني؟ في حقيقة الأمر، هناك استراتيجية لردم كافة النفايات العضوية مباشرة بعد التخلص منها، وللقضاء نهائيا على مشكل لا يمكن لأي إستراتيجية أن تنجح دون مشاركة المواطن، ففي مجال النفايات، يعتبر الفرز الانتقائي على مستوى المصدر الركيزة الأساسية، لإنجاح أي إستراتيجية، ويساهم بالضرورة في تقليص هذا المشكل، وعليه أوجه نداء لكافة المواطنين إلى الانخراط في الإستراتيجية البيئية الجديدة الرامية إلى تعزيز الفرز الانتقائي، حتى نساهم جميعا في التخلص نهائيا من هذه المشاكل. وأحيطكم علما أن الوزارة بصدد وضع برنامج كبير لتسير النفايات بالعاصمة بالنظر للخصوصية التي تمتاز بها هذه الأخيرة، حيث ستبنى على تحويل المعالجة المدمجة وفق مقاربة جديدة مبنية على الفرز والتثمين الحراري. على رؤساء البلديات التخلي على سياسة "الارتجالية" في اتخاذ القرارات، المتعلقة بتسيير النفايات، فكل خطوة لرفع وتسيير النفايات المنزلية لابد أن تبنى وفق دراسة تحدد استراتيجية العمل والأهداف واليات المرافقة وتقييم نجاح أية مبادرة، ولا يتأتى ذلك سوى بانخراط المواطن وفعاليات المجتمع المدني فالمخططات وحدها لا تكفي بل لابد من إدراج التسيير التشاركي لنجاح أية إستراتيجية، فمن غير المعقول أن يحدد رئيس البلدية احتياجات البلدية من الحاويات مثلا دون إعداد أي مخطط أو دراسة. فعلى رؤساء البلديات وضع مخططات تنشر لمدة شهر بغرض المناقشة والإثراء ، وتكون هذه الإجراءات وفق دراسات وحسابات علمية دقيقة يشرف عليها مختصون ، من أجل الوصول إلى بلورة نظام تسيير فعالي على المستوى المحلي والجواري. بعد تحويل أكبر مفرغة بالجزائر إلى منتزه ..هل هناك مشاريع مماثلة؟ نعمل على تأهيل العديد من المرافق، بعدما القضاء على المفرغات العشوائية ، في إطار البرنامج ا شامل ، حيث سنعمل على تهيئتها وتحويلها إلى منتزهات ومناطق للترفيه، على غرار ما حصل بمنتزه واد السمار، الذي سيتم فتحه قريبا، وقد تم وضع لجنة عمل مشتركة بين وزرة البيئة وولاية الجزائر للتحضير لفتحه. وبخصوص المنشات الجديدة، حيث بعد التخلص من النقاط السوداء، تم الشروع في تهيئة هذه المناطق وتجهيزها لفتحها أمام المواطنين، وتتوزع عبر ولايات وهرانالمديةبرج بوعريريج ، ميلة وبجاية ومستغانم، وسيتم تعزيز هذه الولايات بمناطق جديدة للتنزه. لا يمكن فصل جانب التحسيس عن قطاع البيئة ، ما برنامجكم في المجال؟ لدينا برنامج كبير ومتكامل، نعمل من خلاله على تربية النشء و تعزيز التربية البيئية في الأوساط الشبانية، يتضمن برامج جوارية وأخرى تلفزيونية، حيث يتم التحضير لبرامج تلفزيوني حول النفايات. كما سيتم في الأسابيع المقبلة، إطلاق قافلة ستجول مختلف ولايات الجنوب في إطار التحسيس حول الطرق العصرية والعلمية التي يتم اعتمادها في تسيير النفايات المنزلية. كما سطرت الوكالة عدة مشاريع لوضع حيز الخدمة عددا من مراكز الردم التقني ومرافقتها في مجال معالجة النفايات، مع العمل على القضاء على المفرغات العشوائية وتحويلها إلى منتزهات، بالتنسيق مع السلطات المحلية.