خلال الأسبوع الفارط احتفينا ببقاء سنة واحدة إلى حين انعقاد قمة المناخ العالمية، قمة العمل المناخي ‘26'COP، التي تستضيفها المملكة المتحدة. ستكون تلك القمة لحظة مفصلية تتداعى فيها دول العالم للاتفاق على خطوات طموحة لوقف حالة الاحترار الكارثي في كوكبنا. تلك قضية تكتسي أهمية حيوية، ليس فقط في الوقت الذي نحاول إيجاد سبيل للتغلب على الجائحة العالمية الراهنة، بل أيضا في السنوات والعقود القادمة. وبينما يعالج العالم جائحة فيروس كورونا، فإن أخطار الاحترار العالمي تبدو أكثر وضوحا. ففي السنة الحالية شهدنا موجات حرارة لم يسبق لها مثيل في سيبيريا، وفياضات عارمة في أنحاء شرق أفريقيا، وحرائق غابات دمرت مساحات شاسعة في غرب الولاياتالمتحدة. وبينما تواصل مختلف الدول إدارة أثر تغير المناخ، فإنها ستكون أمام خيارات هامة في المستقبل: إما أن تستثمر في التعافي الاقتصادي الأكثر صداقة للبيئة، أو الاستمرار في الانبعاثات الكربونية الملوثة لعقود قادمة. وبحكم موقعي كرئيس جديد لقمة العمل المناخي 26، أشعر بالتفاؤل لما شهدته حتى الآن من مساندة حكومات وشركات لهدف الوصول إلى صفر الكربون بحلول سنة 2050. سواء كان ذلك إعلان الرئيس شي جينبنغ بأن الصين سوف تحقق تحييد أثر الكربون بحلول 2060، أو ولايات مثل ميتشغان في الولاياتالمتحدة التي تضع خططها لتحييد أثر الكربون بحلول 2050، أو أكثر من 1,000 شركة كبرى تعزز جهودها وتلتزم بتحقيق صفر الانبعاث الكربوني بحلول 2050. تبعا لمؤشر تعقّب العمل المناخي، يوجد حاليا 126 بلدا يتحملون مجتمعين المسؤولية عن نصف الانبعاثات الكربونية، وما يماثل ذلك من إعلانات بشأن تحييد الكربون أو تغير المناخ. وقد شرع قادة طموحون في العالم في مباشرة مبادرات إيجابية جيدة، لكن ما زال يوجد الكثير مما يتوجب عمله الآن. حيث إن معالجة تغير المناخ والتكيف معه، مثلما ندرك جميعنا الآن، مسألة لا تحتمل الانتظار.