قال المحامي والحقوقي فاروق قسنطيني إن لائحة البرلمان الأوروبي تمثل هجوما أبويا، خاصة أنها لم تكن الأولى من نوعها، لكن الجزائر تعي جيدا كيف تتعامل مع هذه الاستفزازات. وحين نزوله ضيفا على برنامج "الحوار مباشر"، قال قسنطيني إنه نملك العديد من العوامل التي استند عليها البرلمان الأوروبي لاستفزاز الجزائر، حيث أفاد "المشاكل القائمة على مقربة من الحدود، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية كلها مؤشرات وظفها البرلمان الأوروبي، واعتبر من خلالها أن الجزائر في حالة ضعف، لكن وزارة الخارجية ومسؤولي الدولة ردوا بكل قوة على هذه الاستفزازات"، وأضاف' ‘ما فاجأنا هو الطريقة العنيفة والعلنية الذي انتهجها البرلمان الأوروبي بعيدا عن البروتوكول المعمول به دوليا". البرلمان الأوروبي لا يملك الشرعية في التدخل وأكد المتحدث أن البرلمان الأوروبي لا يملك أي شرعية أو أهلية للحديث عن الجزائر، خاصة في حقوق الإنسان، وقال "لو كان همهم حقوق الإنسان كما يزعمون لطبقوها في بلدانهم، معتبرين أنه من السهل التطرق للشأن الداخلي الجزائري"، ليضيف "نحن لا نتحدث من فراغ، فالدستور الأخير دعم وعزز حقوق الإنسان بدرجة كبيرة، في حين أن دساتيرهم لم ترق لمستوى الدستور الجزائري". وتطرق المحامي والناشط الحقوقي إلى وضعية حقوق الإنسان في الجزائر، حيث أفاد "في الجزائر صحيح أن وضعية حقوق الإنسان متواضعة في السنوات الأخيرة، على غرار أغلب دول العالم في هذا المجال، نعم توجد أخطاء نعترف بها في المجال، لكن معالجتها تتم بصفة متواليا"، منتقدا في ذات الصدد الطريقة التي يتعامل بها البرلمان الأوروبي، مؤكدا أنه يقوم بانتقاء القضايا التي يتحدث عنها، ضاربا معاناة الشعوب وتصرفات المحتلين كالصحراء الغربية عرض الحائط، والفضيحة التي تحدث علنيا باستغلال الشعب الضعيف من قبل المخزن، ويقوموا بعدها بإعطاء دروس للجزائر في مجال حقوق الإنسان. البرلمان الأوروبي أداة بيد فرنسا كما عرج قسنطيني أيضا للطريقة التي يتعامل بها البرلمان الأوروبي مع القضايا، والضغط الذي تمارسه فرنسا استعانة بهذه الهيئة، حيث قال "البرلمان الأوروبي في حد ذاته تستغله بلدان كفرنسا التي لها مشاكل منذ زمان مع الجزائر، وفرنسا تحرض وتقوم بتأجيج الوضع"، مبرزا أن تصريح ماكرون هو تدخل علني في شؤون الجزائر، فنحن دولة ذات سيادة ولا يوجد أي أساس يبرر حديثه عن الجزائر. مصادر البرلمان الأوروبي بعيدة عن المصداقية وانتقد المتحدث طريقة عمل البرلمان الأوروبي واستعانة بمصادر مطعون في مصداقيتها، حيث قال "اللائحة جاءت عن طريق معلومات خاطئة استعانة بمراسلين يزودون البرلمان الأوروبي بمعلومات مغلوطة، وعندما قام سفير البرلمان الأوروبي بدعوتي قلت له إن المعلومات التي تصلكم خاطئة، وعليكم التزود بالمعلومة من المصادر الرسمية بعيدا عن ناس غير مؤهلين"، في إشارة إلى أن المصادر التي يستعين بها البرلمان الأوروبي عارية تماما من الصحة والمصداقية، وأضاف "الأمور مبالغ فيها، نعم توجد لدينا مشاكل، لكن لا يجب تضخيمها واللعب بسيادة البلد وأمنه، يجب الحديث بعقلانية واحترام، مصادركم خاطئة ونحن أدرى بالمقاييس والإيجابيات التي هي أقوى من النقائص". قلنا منذ البداية إننا ضد الحبس الاحتياطي كما عرج قسنطيني، في حديثه، على التركيز المبالغ فيه على نشطاء الرأي من قبل البرلمان الأوروبي، وقال "يريدون الضغط على القاضي معنويا من خلال الحديث عن نشطاء الرأي، نحن قلنا وكررنا إننا ضد الحبس الاحتياطي عن قناعة، ليس ضغطا من الاتحاد الأوروبي". وأبرز المتحدث أيضا "الوزارة من حقها الاستعانة بالدعوى العمومية، لكن الحبس الاحتياطي ليس لديه أي معنى". البرلمان الأوروبي الأذن الصماء وواصل ضيف "الحوار" انتقاده للسياسة التي يتعامل بها البرلمان الأوروبي، حيث أفاد "البرلمان الأوروبي لا يرى ما يحدث من فرنسا والصين والولايات المتحدة التي قتلت مواطنا على المباشر، لأن أفكارهم الأبوية تشير إلى أن الجزائر ضعيفة، متناسين أنها دولة قوية ذات سيادة، لم يتحدثوا عن القضية الفلسطينية والصحراء الغربية لتخوفهم من البلدان المحتلة، نحن نستطيع الدفاع عن بلدنا لأننا واقعيون مع أنفسنا وندري حقا ما يجري". فرنسا لا تستطيع قطع علاقاتها مع الجزائر كما تطرق قسنطيني في معرض حديثه عن الضغط الفرنسي الذي يمارس في البرلمان الأوروبي وإمكانية قطع الجزائر لعلاقتها مع فرنسا، وقال "فرنسا لها فوائد اقتصادية مع الجزائر، ومهما حصل لن تتأثر علاقة الجزائربفرنسا، ولن تصل لدرجة قطع العلاقات، لأن فرنسا حريصة على فوائدها كما تعي أين يجب أن تتوقف"، مشيدا ببيان وزارة الخارجية الذي رد بقوة على البرلمان الأوروبي، واصفا إياه بالقوي شديد اللهجة، تمكنت الجزائر من خلاله وضع النقاط على الحروف. الرئيس حريص على إرساء معالم الديمقراطية وتحدث فاروق قسنطيني في برنامج "الحوار مباشر" أيضا، عن تصريح رئيس الجمهورية فيما يتعلق بحقوق الإنسان، حيث قال "تصريح الرئيس تجلى في الواقع لأن الديمقراطية تعززت بالكثير، ودليل هذا تنظيم الانتخابات والديمقراطية تندلع منها، رغم التصويت القليل للمواطنين"، مستحسنا العمل الذي قامت به السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات في تنظيم الاستفتاء الأخير حول مشروع تعديل الدستور. موقف الجزائر من القضية الصحراوية "نبيل" ووصف قسنطيني موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية بالنبيل، مؤكدا أن الدولة الجزائرية منذ الأزل تدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، وقال "الجزائر لا تملك أي فائدة مباشرة من القضية، لكن الطرف الآخر –المخزن- يقوم بتصرفات استعمارية قمعية لأخذ الأرض الصحراوية، نفس الشيء الذي مارسته فرنسا في الجزائر إبان الاستعمار، ورغم تطور الأمور ستنال الصحراء الغربية استقلالها"، مبرزا أن التوقيت الذي اختاره المغرب منطلق من اعتباره أن الجزائر في حالة فشل، نظرا لهجمة الكوفيد وتغيير السلطة من خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، زد على ذلك مرض الرئيس، لذا ظن المخزن أن بلدنا يعيش حالة فوضى، محاولا اغتنام الفرصة، متناسيا أن هذا التحليل خاطئ و لا يمت بأي صلة للواقع" . الدول التي فتحت قنصليات في العيون لم تستصغ رفض الجزائر للتطبيع كما تحدث المحامي والناشط الحقوقي عن الدول التي فتحت قنصليات في العيون المحتلة، مشيرا إلى أن خطوة كهذه نابعة من الفوائد و المصالح، وأكد قسنطيني أن هذا السلوك أيضا جاء نكاية في الجزائر بعد موقفها المنتقد للهرولة نحو التطبيع، وقال "هم فاشلون في تصرفاتهم التي لا تخدم القضية الفلسطينية، ونحن سنبقى مع فلسطين لآخر رمق".