عبر العديد من رؤساء الجمعيات الوطنية للمعاقين المنخرطة في الاتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين، عن ارتياحهم الشديد لما تحقق لهم من مكاسب خلال العشرية الأخيرة، معلقين آمالا أخرى لبلوغ بقية مطالبهم واحتياجاتهم مستقبلا عن طريق نصوص تشريعية جديدة ذات طابع إلزامي تغنيهم عن طلب دعم المحسنين إذا ما كفلت تمتعهم الفعلي بحقوقهم المشروعة. تطرق رؤساء وممثلين عن جمعيات بمختلف أرجاء الوطن في لقاء خاص جمعهم أول أمس ب''الحوار''، على هامش لقاء وطني مع وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية بالخارج جمال ولد عباس، لعرض إنجازات الدولة لصالح شريحة المعاقين، إلى حصيلة وجدوا أنها معتبرة أحدثت نقلة نوعية في حياة المعاق الجزائري مهما كان نوع إعاقته مقارنة بوضعية الإهمال والتهميش التي كان يعرفها قبل .1999 التكنولوجيا المتطورة في التعليم أكبر إنجاز أكدت مجموعة واسعة ممن حضر اللقاء وتابع الشريط الوثائقي الذي حمل عنوان ''محطات من مسيرة قائد'' لمدة 26 دقيقة، تناول أهم وأكبر الإنجازات التي أولاها رئيس الجمهورية العناية خلال العهدتين السابقتين، تجاوز وضعية المعاق الجزائري من ناحية اهتمام وتكفل الدولة الجاد به الوضعية التي يعيشها باقي المعاقين في إفريقيا والوطن العربي. وراح البعض منهم وخاصة أولئك الذين يسجلون نسبة كبيرة من المنخرطين المتمدرسين، يعددون قائمة المكتسبات التي تحقق لهم خاصة بالنسبة للمكفوفين، فقد استقدمت وزارة التضامن الوطني السنة الماضية أحدث التكنولوجيات المتطورة في هذا المجال تمخض عنها إنجاز مكتبة براي رقمية سمحت للمكفوفين المتمدرسين بالتوجه إلى الشُّعب العلمية والتقنية بعدما كان تعليمهم مقتصرا على المواد الأدبية لصعوبة طبع المناهج التربوية الخاصة بهم بطريقة البراي التقليدية، وتدعيمها فيما بعد وخلال السنة نفسها بمكتبة سمعية جد متطورة تعمل بتقنية دايزي تعد الأولى من نوعها على المستويين الإفريقي والعربي، سمحت بالرفع من نسبة النجاح في الامتحانات المصيرية، فقد قدر عدد الناجحين من المكفوفين في شهادة البكالوريا السنة الماضية ب 108 شخص، أما الناجحون في شهادة التعليم المتوسط فقد تجاوز 500 تلميذ. كما ارتفعت نسبة النجاح لدى الصم والبكم بإدخال تقنية رقمية جديدة تعوض تقنية السوفاك تم الشروع في تطبيقها مؤخرا بولاية سطيف، تحرر التلميذ من قيود الآلة التقليدية وتنمحه ثقة أكبر بالنفس باستقطاب الإشارات الصوتية على بعد 200 متر، عن طريق شريحة صغيرة تركب على أذن التلميذ فيتمكن من فهم ما يقوله الأستاذ بكل سهولة، وهو ما يعول عليه أولياء الصم والبكم في الرفع من حظوظ أبنائهم في النجاح الدراسي. قانون ماي 2002 منحنا القوة ذكّر هؤلاء المعاقون، وعلى رأسهم نبيل رزاق رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين، بالمكاسب القانونية التي تكفل لهم المساواة الاجتماعية والتمتع بنفس القدر من المواطنة مع الأصحاء، حيث قال ''إن المادة 4 من القانون رقم 02-09 المؤرخ في 8 ماي 2002 والمتعلق بحماية الأشخاص المعاقين وترقيتهم، تعد أكبر مكسب للمعاقين وتعطيهم القوة للمواصلة في مسيرة نضالهم لمكافحة التهميش، حيث تنص في فقرتها الأولى على ''يعتبر تجسيد الأهداف المنصوص عليها في المادة 3 التزاما وطنيا''، حيث جاءت لتكرس تطبيق ما ورد في المواد التي سبقتها من نفس القانون والمتعلقة بأهداف حماية الأشخاص المعاقين وترقيتهم وكذا طرقه. وأشاد المتحدث بفحوى الفصل الرابع م القانون المتعلق بالإدماج والاندماج الاجتماعيين، والذي اتبع في الفصل الخامس بمجموعة من المواد تنص في مجملها على الحياة الاجتماعية للمعوقين ورفاهيتهم.