اعترف وزير النقل عمار تو بأن قطاع النقل قد تعرض إلى الإهمال، خاصة في مجالات السكك الحديدية والنقل الجوي والبحري نتيجة الفهم الخاطئ لاقتصاد السوق، إلا انه أكد أن البرنامجين الخماسيين الماضي والقادم قد جاءا ليحييا هذه القطاعات ويعطيانها المكانة التي تستحقها، مشيرا في الإطار ذاته إلى رفع خطوط السكك الحديدية في غضون 2014 إلى عشرة آلاف كلم، وفتح خط بحري جديد هذا العام بين الجزائر وبرشلونة، إضافة إلى دخول ميترو الجزائر حيز التشغيل قبل نهاية هذه السنة . وحرص الوزير تو الذي نزل أمس ضيفا على حصة ''تحولات'' للقناة الإذاعية الأولى، على تبيين أهمية المشاريع التي جاء بها كل من البرنامج الخماسي الماضي والقادم ،للقضاء على الإهمال الذي طال عدة وحدات حيوية في مجال النقل، نتيجة الفهم الخاطئ لاقتصاد السوق من طرف البعض، مضيفا أن النقل بالسكك الحديدية كان بين أهم القطاعات التي مسها هذا الإهمال، إلا انه أورد في الإطار ذاته جملة من المشاريع التي من شانها أن تجعل الجزائر تتوفر على شبكة خطوط للسكك الحديدية تصل إلى 10 كلم في عام ,2014 وهي الشبكة التي ستمكن الجزائر بان تصبح القلب النابض في المنطقة العربية والمغاربية والإفريقية. وأوضح الوزير أن مجال السكك الحديدية قد تم إحياءه من جديد، كونه يعرف اليوم انطلاق مشاريع جديدة هي قيد التجسيد أو أخرى قيد الدراسة، مشيرا إلى عزم مصالحه على كهربة كل الخطوط الموجودة حاليا، والمقدرة بثلاثة آلاف كلم، ومنبها على أن هذا لا يعني التخلي عن الخطوط الحديدية، حيث أشار إلى انجاز 6 آلاف كلم جديدة ليصبح طولها الإجمالي 9 آلاف كلم، وتغطي هذه الخطوط حتى المناطق الجنوبية. كما أبرز في الإطار ذاته مشاريع الأوتوراي التي تمس تسع خطوط على المستوى الوطني، مؤكدا في الوقت ذاته أن سعر التنقل عن طريق الأوتوراي هي ذاتها الخاصة بالقطار العادي، وكاشفا على انجاز مركز وطني لمراقبة سير القطارات. ولدى تطرقه إلى النقل الجوي، بيّن المسؤول الأول على قطاع النقل أن هذا النوع من النقل قد عرف هو الآخر الإهمال جراء النظرة الخاطئة للبعض، مبينا أن الخطوط الجوية الجزائرية قد تقلص أسطولها إلى 31 طائر ة، وان القضاء على المشاكل التي يعرفها النقل الجوي لن تكون إلا باقتناء طائرات جديدة تمكن من فتح خطوط جديدة سواء كانت داخلية أو خارجية . وبخصوص النقل البحري ، قال الوزير إن إعادة الاعتبار لهذا النوع من النقل لن يكون إلا بإحياء الأسطول البحري الجزائري، عن طريق الشراكة مع الخواص مع إبقاء الأغلبية لرأس المال العمومي الوطني، إضافة إلى فتح المجال للقطاع الخاص، معلنا عن فتح خط بحري هذا العام بين الجزائر وبرشلونة . وقال عمار تو إن أصعب المسؤوليات التي يواجهها في وزارته هو النقل الحضري، نظرا لارتفاع حجم الحظيرة الوطنية للمركبات، وكذا التنقل الكبير للمواطنين بين المدن، ولذلك فتعتزم الوزارة توسيع مؤسسات النقل الحضري على كامل ولايات الوطن، وكذا انجاز 35 محطة ولاية، إضافة إلى مشاريع التلفريك والترامواي، والميترو، الذي سيدخل حيز العمل هذا العام إن لم يحدث أي طارئ، مبينا أن ذلك يدخل في إطار التقليل من حوادث المرور. هذه الأخيرة التي جعلت الوزارة تفكر في إدخال تعديلات على قانون ,2001 إضافة إلى إجرائها لدراسة من شأنها أن تحدد عدد ضحايا إرهاب الطرقات بكل منطقة، ومشددا على أن الحل في الإنقاص من حوادث السير يكمن في انجاز الطرق المزدوجة. وفي السياق ذاته، ذكر الوزير بشروع مصالحه في انجاز بطاقية وطنية خاصة برخص السياقة، وأخرى خاصة بالبطاقات الرمادية، إضافة إلى ثالثة متعلقة بالمخالفات، والمندرجة كلها في خانة استحداث رخصة السياقة بالتنقيط.