بحث مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف اقتراحا تقدمت به إحدى لجان المجمع يقضى بإصدار توصية لجميع الدول الإسلامية بمنع استقبال بابا الفاتيكان بندكيت السادس عشر، إلا بعد أن يعتذر صراحة وبشكل رسمى للمسلمين عن إهانته للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم. وقالت مصادر داخل المجمع، إن البابا لم يعتذر رسميا حتى في زيارته الأخيرة للأردن، مطلع الشهر الحالى، والتي لاقت اعتراضا شديدا من الاتجاهات الإسلامية بالأردن، كما انتقدها يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقتها. وكانت صحيفة ''واشنطن تايمز'' الأمريكية أشادت في عدد سابق لها بعدم اعتذار بابا الفاتيكان للمسلمين عن تصريحات سابقة اعتبرت مسيئة للإسلام، واصفة هذا التصرف بالشجاع في نصرته لدينه المسيحي. وقالت الصحيفة المعروفة بتوجهاتها اليمينية ''إنه إذا كان الاعتذار واجبا فإننا ما زلنا ننتظر أي اعتذار من العالم الإسلامي عن هجمات 11 سبتمبر2001 ''، زاعمة أن المسلمين الذين يعيشون في الغرب يتمتعون بحريات يحرمون منها مرارا في أوطانهم. وأضافت ''من يعترض على الرأي القائل بانتشار الإسلام بحد السيف ليسوا على خلاف مع البابا بل مع التاريخ، مشيرة إلى أن ما يعرف الآن ببلاد المسلمين كانت بلادا للمسيحيين واليهود وأتباع الديانة الزرادشتية''. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان تصريحات بابا الفاتيكان في الكلمة التي ألقاها عام 2006 بجامعة ريجنيسبيرج الألمانية والتي وصف فيها الإسلام بأنه دين ''بغيض وهمجي ولم ينتشر إلا بحد السيف''. واختتمت ادعاءاتها قائلة ''إنه محض سخف التشديد على أن الإسلام لم ينتشر قط بحد السيف، تماما مثلما أنه من الخطأ التاريخي القول إن المسيحيين واليهود لم يشهروا سيفا البتة''. وكان المسلمون قد فوجئوا في سبتمبر عام 2006 بعاصفة حقد هوجاء تهب على الإسلام عقيدة ورسولا، أثارها هذه المرة بابا الفاتيكان الألماني الأصل، في خطاب له في إحدى جامعات ألمانيا بحضور مئات الكهنة والرهبان الكاثوليك من شتى أنحاء العالم الكاثوليكي، وفي خطابه تعمد البابا اقتباس حوار دار في القرن الرابع عشر بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني وفيلسوف فارسي حول دور نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم..واقتطف البابا من هذا الحوار ما قاله الإمبراطور للفيلسوف : ''أرني ما هو الجديد الذي جاء به محمد؟ إنك لن تجد إلا الأشياء الشريرة وغير الإنسانية، ومثالا تبشيره بالدين الذي جاء به بحد السيف والإكراه''. وفجرت تصريحات البابا غضبا عارما بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وندد العديد من علماء المسلمين بتلك التصريحات وقالوا إنها تفضح ما يكنه البابا من حقد وكراهية على نبي البشرية ورسولها بعد أن وصفه جهلاً وظلماً وسفهاً بأنه نشر الإسلام بالسيف والعنف، وإن كان قد ساق كلامه اقتباسا غير أنه ساقه مقرئا له دون إنكار، وهذه المواقف تعكس النزعة الصليبية القديمة الجديدة المتجددة في نفوس الصليبيين الجدد. ورفض البابا الاعتذار للمسلمين على إهانته للرسول الكريم مكتفيا فقط بالإعراب عن أسفه لتأذي مشاعر المسلمين بسبب كلماته.