واحد اثنين ثلاثة... ''ماتبكيش'' يا شحاتة عاشت العاصمة ليلة بيضاء عقب فوز ''الخضر'' على ''الفراعنة'' بثلاثية، فقد اكتظت كل شوارعها، بدون استثناء، بالأنصار، الذين أطلقوا العنان لفرحتهم إلى غاية الساعات الأولى من يوم الإثنين. ورصدت ''الحوار'' أجواء الفرحة عبر شوارع العاصمة، مباشرة بعد أن أعلن الحكم الجنوب إفريقي عن نهاية المباراة، حيث سدت كل المسالك الرئيسية، وكان الأمر أشبه بالتتويج بكأس إفريقيا. وكانت ساحة البريد المركزي وساحة الشهداء، قد زودتا بشاشتين عملاقتين، شدتا إليهما جمهورا غفيرا، وكان التجاوب مع الأهداف الثلاثة ل ''الخضر'' بشكل يعطيك الانطباع أنك داخل ملعب تشاكر، الذي احتضن المباراة. ''تمنينا لو فزنا بثلاثية نظيفة'' وأجمع الأنصار الذين تحدثت إليهم ''الحوار'' في غمرة الفرحة أن هذا الفوز قد أنساهم الكثير من همومهم، ووجهوا الشكر للاعبين الذين كانوا في ''القمة'' وأدوا مباراة ''بطولية'' بقهرهم لأبطال إفريقيا. ورغم الفوز العريض و''الرائع'' الذي افتكه زملاء بوقرة، أو ''ماجيك'' كما يلقب من طرف أنصار غلاسغو رانجرز، إلا أن أغلب الذين استطلعتهم ''الحوار'' أكدوا أنهم تمنوا لو أن بوقرة لم يقم بخطئه الفادح في مراقبة ''الثعلب'' أبو تريكة، الذي وقع الهدف الوحيد للفراعنة. ''تمنينا لو فزنا 3 ,0 حتى نسكت المصريين، الذين تمادوا في غرورهم، وأعلنونا وجبة سهلة، وأنهم سيأتون للفوز علينا، والعودة إلى القاهرة..'' هكذا علق أحد المناصرين، مضيفا: ''لم أفرح بهذه الطريقة أبدا، إنه إحساس رائع، وأتمنى أن نفوز يوم 20 جوان ضد زامبيا، حتى نواصل المسيرة بثبات إلى المونديال''. وتزينت أغلب شرفات العمارات بالأعلام الوطنية، وفي الشوارع التي ازدحمت بالسيارات ومن فيها، وملئت الأجواء بأبواقها وأضوائها بالأغاني التي ألفت خصيصا لهذه المناسبة. ومن جانبهم كان يقوم الشبان من حين لآخر بإشعال الألعاب النارية وهو ما أضفى أجواء خاصة. وفي خضم هذه الفرحة، التقت ''الحوار'' بأحد المناصرين الذي يتمتع بحس من الفكاهة والمرح، وهو في قمة سعادته، وأكد أن الفوز الذي أحرزه ''الخضر'' ألهمه جملة مضحكة، تختزل كل المباراة، وما دار حولها من ترديد المصريين أنهم قادمون إلى الجزائر للفوز، قائلا: ''واحد، زوج، ثلاثة، ما تبكيش يا شحاتة،'' وهو ما أثار ضحك جميع من سمع هذه الكلمات الطريفة. وأكد هذا المناصر أنه تعاطف كثيرا مع سعدان حينما أذرف الدموع، وهو يستحضر ما فعله ''أشباه'' الأنصار عقب الإقصاء من الدور الأول لمونديال مكسيكو .86 وقال هذا المناصر: ''سعدان كان على حق، فهو يدرك أن الخسارة ضد المصريين سيكون لها عواقب غير محمودة، والحمد لله أننا فزنا، وأنا واثق في قدرة سعدان على قيادة ''الخضر'' إلى مونديال جنوب إفريقيا.'' وختم هذا المناصر الطريف كلامه بكلمات مقفاة قائلا: ''غزال، مطمور وجبور، الجزائر يا مونآمور'' (الجزائر حبي)..