أظهرت نتائج دراسة أجرتها جامعة هاسلت البلجيكية، حول إدماج الأجانب في المجتمع، وخاصة من المغاربة والأتراك، أن ما يقرب من 50 ٪ من المغاربة في بلجيكا يعانون من العنصرية، وأن كل واحد منهم، قد تعرض خلال العام الماضي ولو لمرة واحدة على الأقل لحادث يدل على وجود العنصرية، بينما وصلت النسبة لدى الأتراك إلى 44٪ تقريبا . وشملت الدراسة 1000 شخص من الأتراك، والمغاربة، والبلجيكيين وخاصة في المنطقة الفلامنية من البلاد، وأظهرت الدراسة أن البلجيكيين أيضا تعرضوا لحوادث تظهر العنصرية، وأن 30٪ ممن شملتهم الدراسة، عانوا من حوادث ذات صلة بهذا الصدد، ويعيش في بلجيكا مئات الآلاف من المغاربة والأتراك، ووصل الفوج الأول منهم في أواخر الخمسينات إلى بلجيكا ودول أوروبية أخرى للعمل في مجال إعادة أعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية، واستقر الجيل الأول منهم في البلاد، وسمحت لهم السلطات باستقدام زوجاتهم وأبنائهم، وسمحت لهم بشراء المنازل، وأصبح هناك أجيال مختلفة من المهاجرين الأجانب وخاصة العرب والمسلمين والأفارقة. ويشكل المغاربة العدد الأكبر منهم ووصل عدد منهم إلى مناصب قيادية في مجالات مختلفة ومنهم من وصل إلى مرتبة الوزير مثل الوزيرة المغربية الأصل، فضيلة لعنان، المكلفة بملف الإعلام السمعي والبصري في حكومة بروكسل العاصمة، وهناك أعضاء في المجالس التشريعية المحلية والفيدرالية من أصول مغربية. إلا أن هناك شكاوى عديدة من الجاليات الأجنبية وخاصة العربية والإسلامية منها، بسبب العنصرية في مجالات مختلفة وخاصة في سوق العمل، وفى التعليم، والسكن، وغير ذلك، وكذلك تنامي شعبية اليمين المتشدد المعروف بمواقفه من الأجانب، وخاصة في المدن التي يعيش فيها أعداد كبيرة من الأجانب من العرب والمسلمين والأفارقة. كما كشفت التقارير تصاعد أعمال العنف ضد المسلمين في هولندا بناء على استنتاج هيئة رصد العنصرية والتطرف، ودراسة قامت بها كل من جامعة لايدن ومؤسسة آن فرانك الهولنديتين. حيث صنفت الهيئة في تقريرها حزب الحرية بزعامة النائب خيرت فيلدرز، من الأحزاب اليمينية المتطرفة، ويرى الباحثون أن مبادئ خيرت فيلدرز، والخطوط العامة لحزبه تنطبق مع صورة اليمين المتطرف، كما يعرفها العديد من العلماء، وتتخذ مثل هذه الأحزاب موقفا معاديا للمسلمين وللمهاجرين غير الغربيين. وأشارت نتائج استطلاع نشرت في بروكسل إلى تنامي إحساس المهاجرين بالتمييز الممارس ضدهم، مشيرة إلى أن 78٪ من القادمين من شمال أفريقيا والمقيمين في بلجيكا أكدوا أن التمييز على أساس الأصل العرقي يعد أمراً شائعاً في هذا البلد، وأظهر الاستطلاع بالمقابل أن المهاجرين من أصل تركى يعانون أيضاً من التمييز على أساس انتمائهم العرقي، فهناك 69٪ منهم اعترف بهذا الشعور وأقر بأنه أمر شائع في البلاد. كما أكدت الدراسة أن المهاجرين من أصل تركي يشعرون أيضاً بأن هناك تمييزاً عرقياً واضحاً يمارس ضدهم في باقي البلدان الأوروبية التي يتواجدون فيها بأعداد كبيرة.