أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عن تأجيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط الذي كان يرتقب عقده ببروكسل في السابع من شهر أفريل القادم إلى غاية ال 28 منه، وقد أوضح ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن تأجيل لقاء بروكسل يعود إلى رفض دول عربية وعلى رأسها الجزائر الجلوس إلى طاولة يوجد بها ممثل إسرائيل. بدأت تداعيات العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة تلقي بظلالها على الاتحاد من أجل المتوسط الذي بات يشهد مناخا مكهربا بين أعضائه خاصة بعد أن أعلنت بعض الدول أنها ستعيد النظر في مشاركتها فيه، ومن هذه التداعيات إعلان وزارة الخارجية الفرنسية،أمس، عن تأجيل عقد اللقاء الذي يجمع وزراء خارجية الدول المشاركة في الاتحاد من أجل المتوسط إلى غاية ال 28 من أفريل بعد أن كان مقررا في السابع من ذات الشهر، مع إمكانية تأجيله إلى تاريخ آخر لم يتم ذكره بعد. ومن جهته، أكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية في رده على أسئلة للصحفيين أن الظروف المعقدة التي تعرفها منطقة المتوسط خلّفت تداعيات سلبية على ديناميكية مشروع الإتحاد من أجل المتوسط، في إشارة واضحة إلى إفرازات الحرب التي شنتها إسرائيل على سكان قطاع غزة في فلسطينالمحتلة، نهاية العام الماضي والتي أدت بكثير من الدول العربية وعلى رأسها الجزائر إلى تجديد تحفظاتها تجاه الاتحاد من أجل المتوسط مباشرة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة. وبعد أن رفض الدبلوماسي الفرنسي ذكر أسماء الدول التي ترفض المشاركة في اجتماع تشارك فيه إسرائيل على خلفية المجازر التي ارتكبتها في غزة، اعترف من جهة أخرى، بوجود مناخ مكهرب داخل الاتحاد بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، معتبرا أن ذلك يعود إلى رفض دول عربية الجلوس إلى طاولة يوجد بها ممثل إسرائيل. وكان رئيس الدبلوماسية الجزائرية مراد مدلسي قد أكد في تصريحات سابقة حول هذا الشأن أنه من البديهي أن يكون للجزائر موقف من الاتحاد المتوسطي في ظل هذا العدوان، دون أن يوضح طبيعة هذا الموقف، وهو ما اعتبرته أطراف تلويحا بإعادة النظر في هذا المشروع، وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن مشاركة إسرائيل في مشروع ساركوزي كانت محط انتقاد من طرف الجزائر منذ البداية، غير أن هذا الموضوع قد طفا إلى السطح عقب العدوان الإسرائيلي على غزة. وعلى صعيد آخر، أعلنت رئاسة الاتحاد المغاربي شهر جانفي المنصرم عن شروع الدول الأعضاء الخمس في مراجعة مشاركتها في الاتحاد من أجل المتوسط، بسبب العدوان الإسرائيلي الذي تعرض له قطاع غزة.