وجّه أمس عدد من التجار الصينيين رسالة تأسف واعتذار للشعب الجزائري على خلفية حادث العراك الدامي الذي وقع الإثنين المنصرم بين عشرات من مواطني بلدية باب الزوار وعشرات من التجار الصينيين. كما طالب العمال بعدم استئناف أي شجار حفاظا على علاقة الصداقة التي تربط البلدين والشعبين على مدار سنوات طويلة. ومما ورد في رسالة العمال الصينيين المنشورة على صفحات وكالة الأنباء الصينية الرسمية ''شينخوا''، تأسف شديد على ما حدث الإثنين المنصرم، حيث جاء فيها : ''لقد تلقينا خبر الشجار الذي وقع بين تجار صينيين ومواطنين جزائريين يوم ال 3 من شهر أوت الجاري بباب الزوار بأسف وحسرة ونحن نعتقد أن علاقة الصداقة التي تعود لزمن طويل بين الشعبين لا تزال قائمة ولا يمكن لهذا الخلاف أن يبددها''، ليذكر العمال في ذات الرسالة ''كان الخصام على خلفية ركن سيارة أحد العمال الصينيين أمام محل تاجر جزائري وتحول إلى معركة دامية بين جزائريين وصينيين''. وتحدث التجار في نفس الرسالة عن عمق الصداقة بين الشعبين '' إن تاريخ الصداقة بين الشعبين الصيني والجزائري طويلة ووطيدة ومثلما ساندت الصين الجزائر في الحقبة الاستعمارية ودعمتها خلال الثورة التحريرية فإن الصين لا تنسى دعم الجزائر لها وبأنها تمكنت من استعادة مقعدها الشرعي في الأممالمتحدة، بفضل الجزائر''. وذكر العمال بالعلاقة الاقتصادية التي تجمع البلدين الصين في مجال التشغيل ومشاريع البناء والتنقيب ''ملفتين إلى أنهم رغم اختلاف اللغة وعدم إتقان غالبيتهم للغة العربية والفرنسية إلا أنه تقبلوا العيش هناك واعتبروا الجزائر بلدهم الثاني. وفي هذا السياق اعترف ذات العمال في رسالتهم أن العدد القليل من الصينيين ''الذين لا يتقنون اللغتين العربية الفرنسية، لا يستطيعون التواصل مع الأصدقاء ولا محالة يسيئون التصرف ويتجاوزون التقاليد والأعراف المحلية''. وأن هذا لا يعني أن مسؤولية عليهم، مكررين في الرسالة نفسها بأن ما وقع لا يمكن أن يفسد علاقة الصداقة بين الصين والجزائر ولا يمكن أن تنقطع على خلفية هذه التصرفات اللامسؤولة وخلص العمال إلى دعوة الجزائريين إلى نسيان ما وقع من بعض مواطنيهم وباعتبار ما حدث درسا للجميع حتى يبقى التعاون النافع يربط الشعبين الجزائري والصيني، كما ناشد العمال الطرفين إلى توقيف هذا العراك، مقتنعين أن الشعبين سيبذلان قصارى جهودهما لمستقبل واعد تربطه صداقة وطيدة على مر الأجيال.