رغم تكثيف الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي، الدنمركي اندريس فوغ راسموسن، من أنشطته وفي كافة الاتجاهات، فإن كافة المؤشرات توحي بوجود انهاك فعلي انتاب عمل المنظمة العسكرية الغربية، رغم الإمكانيات البشرية والمادية والدعائية غير العادية المتوفرة لها، ميدانيا قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 14 آخرون بجروح في كابول في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة امام مدخل المقر العام لقوات الحلف الأطلسي في افغانستان على ما اعلنت وزارة الدفاع قبل خمسة ايام من الانتخابات الرئاسية. ومنذ استلامه لمنصبه، يوم الثالث من الشهر الجاري، خلفا للهولندي يابديهوب شفير قام راسموسان بزيارة ميدانية أحيطت بدعاية كبيرة لأفغانستان ثم نهار الخميس الى اقليم كوسوفا.ويواجه الحلف في الحالتين اشكاليات ذات طايع ميداني وسياسي واضح''...'' كما ان راسموسان الذي يعاني سياسيا من تداعيات المشادة الخطيرة التي تسبب فيها إبان توليه رئاسة الحكومة الدنمركية، ودعمه للرسوم الساخرة ضد النبي محمد عليه السلام ، قد أدلى بالتصريح تلو الآخر لوسائل الإعلام المختلفة لطمأنة الرأي العام الغربي بشأن مصداقية دعمه لمفهوم الحريات الغربية وللرأي العام الإسلامي بشأن انفتاحه وتسامحه وحتى مودته للأتراك ! كما قام الأمين العام الجديد، وخلال أقل من أسبوع من توليه لمنصبه بتعيين مجموعة من الخبراء تترأسهم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبريت لإعادة هيكلة الحلف وصياغة مفهومه الإستراتيجي المقبل والذي يراد منه نفخ الروح في المنظمة العسكرية المنهكة.ولكن التحرك الحاسم لراسموسان سيتمثل دون شك في طبيعة المحادثات التي سيجريها قبل ذلك في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما، والذي ربما سيضغط هذه المرة على السياسي الدنمركي للقيام بإصلاحات عاجلة وتحركات قد لا تتوافق مع ما رسمه لنفسه وللأوروبيين حتى الآن.ويعد راسموسان أحد كبار مؤيدي الإدارة الأمريكية السابقة بزعامة جورج بوش في أوروبا ووقف مع المحافظين الجدد دون تحقق في حربهم غير الشرعية على العراق عام 2003 وزج ببلاده ميدانيا في تلك الحرب التي تسببت في انقسامات داخل العائلة الأوروبية ضلت آثارها قائمة لفترة طويلة. ميدانيا قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 14 آخرون بجروح في كابول في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة امام مدخل المقر العام لقوات الحلف الأطلسي في افغانستان على ما اعلنت وزارة الدفاع قبل خمسة ايام من الانتخابات الرئاسية.وأعلن متحدث لحركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، موضحا أنه استهدف السفارة الأمريكية، ولكن التفجير وقع أمام مقر لقوات حلف الأطلسي. وادى الهجوم الى انهيار حاجز اسمنتي كبير يحمي القاعدة العسكرية وتناثر زجاج المساكن المجاورة في الحي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد ظاهر عظيمي ''انه اعتداء انتحاري بالسيارة المفخخة امام مقر القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن التابعة للحلف الأطلسي ''إيساف''. وتوعدت طالبان بتعطيل الانتخابات التي تجري في 20 اوت.وتزايدت اعمال العنف بشكل مطرد في شتى انحاء البلاد منذ شن هجمات عسكرية رئيسية في الجنوب الشهر الماضي.