تعزز كل من قطاعي الثقافة والسياحة بولاية النعامة بصدور أول دليل ثقافي للمنطقة يعد بمثابة نافذة حول الفنون الشعبية العريقة من شعر وطبخ وغناء ورقص، إلى جانب العمران والصناعات التقليدية الفنية التي حافظ عليها أهل المنطقة منذ القدم كما علم لدى المعنيين. ويستعرض الدليل، حسب مسؤول مكتب التوجيه والترويج السياحي بمديرية السياحة بالولاية، مختلف المواقع والمعالم وبعض العادات مثل الأفراح والأعراس، إضافة إلى وسائل النقل وهياكل الاستقبال التي تتوفر عليها الولاية. ويعد أداة كفيلة بإثارة رغبة التوجه لزيارة العديد من المناظر الخلابة والمعالم الأثرية والمواقع والكنوز الثقافية الموجودة بالمنطقة. وحسب مسؤول قسم المحافظة على التراث المادي واللامادي بمديرية الثقافة، فإن الدليل الذي يعد مرجعا مهما للسياح والباحثين يتناول وبأسلوب شيق وصور أخاذة أنماط الفولكلور المحلي والغناء والرقص المعروف بالمنطقة على غرار الحيدوس والمايا والركزة والقناوة والعلاوي وعدة صور تعبيرية تميز التراث الثقافي للمنطقة. وأشار المشرفون على إعداد هذا الإصدار إلى أنه ثمرة جهود أخصائيين في التراث والثقافة والفنون الفولكلورية استندت إلى دراسات جامعية أجريت حول الآثار القديمة والموروث الثقافي للمنطقة. وأوضح نفس المصدر أن الدليل يهدف أيضا إلى إظهار الآثار القديمة التي يمكن اكتشافها بتراب الولاية وإبراز عمليات الصيانة التي شملتها. كما يتيح للباحثين خصوصا والسياح عموما الاطلاع على مطبوع فني مدعم بالصور والشروحات والتواريخ، وهو وثيقة علمية وتاريخية تتشكل من 58 صفحة تعزز جانب الترويج للكنوز والإمكانيات التراثية والفولكور الثري لمنطقة النعامة وضواحيها. ويبرز الدليل في جزء هام منه المعالم الأثرية المتمثلة في نحو500 محطة للنقوش والرسومات الصخرية للإنسان البدائي القديم ونمط البناء التقليدي والهندسةالمعمارية العتيقة لمباني الجوامع والكتاتيب وبقايا الزوايا والقباب والقصور التي شيدت بالمنطقة منذ عدة قرون خلت وأبرز الصناعات اليدوية والتحف الفنية التقليدية التي تشتهر بها مناطق قبائل البادية وواحات جبال الأطلس الغربي، فضلا عن مناطق تواجد الحفريات وبقايا الحيوانات المتحجرة كموقع رويس الجير الذي اكتشف به هيكل الديناصور والغابات المتحجرة وغيرها.