أوضح عمر مانع، مدير الثقافة لولاية النعامة لجريدة الحوار، أن قافلة النعامة الثقافية ستكون سفيرا حقيقيا لتراث وخصوصيات المنطقة و سنعرف بموروثنا الثقافي الذي يعتبر من أهم الثقافات في الجزائر. مذكرا ان القافلة الثقافية انطلقت شهر جوان الماضي لتستمر حتى نهاية شهر أوت القادم، كانت أولى وجهاتها ولاية تبسة حيث حطت فيها لمدة أسبوع قدمت فيه شتى العروض الغنائية والفنية لتنتقل بعدها إلى مدينة القالة والبويرة وتيبازة على أن تنهي جولتها بزيارة مدينة تندوف، ومن شأن هذه القوافل الثقافية، حسب نفس المصدر. تعزيز التبادل الثقافي بين الولايات، بناء على برنامج سطرته وزارة الثقافة، بغية إبراز خصوصيات الولايات الداخلية، وإعادة الإعتبار للنشاط الثقافي المحلي، وكذا ترقية النشاطات خاصة في ولايات الجنوب البعيدة عن الشمال. كما ترمي هذه المبادرة إلى ربط العلاقات الأخوية بين أبناء البلد الواحد والتعريف بالموروث الثقافي المحلي الذي يكاد يغمره النسيان. و حسب ذات المصدر، فإن ولاية النعامة تزخر بمخزون ثقافي ثري، يميزها عن باقي ولايات الوطن من الصخور المنقوشة والقصور العتيقة، التي يعود تاريخ تشييدها إلى زمن بعيد، والتي أضفت سحرا وجمالا على المنطقة، دون أن ننسى، يضيف عمر مانع، الخيمة التي تعبق بأصالة أهل الجنوب ورمزا من رموز الثقافة الصحراوية، إضافة إلى الكلمات الموزونة المتمثلة في روائع القصائد الشعرية، التي تزهو بألوان الجمال والزخرف اللفظي، التي قيلت بألسن أبناء المنطقة. كما تُعرف الولاية على حد تعبير مانع بفلكلور شعبي متجذر في المجتمع الصحراوي، وهي الفروسية والرقص ''لعلاوي'' اللذان ما زالا يحظيان بمكانة مرموقة في حفلات الأفراح، التي يقيمها قاطنو الولاية، مبديا أسفه لجهل أغلب الجزائريين لهذه الرقصة المشهورة، موضحا أن الهدف من تسطير هذا برنامج إتاحة الفرصة للتبادل الثقافي بين أبناء الولاية للتعبير عن طاقاتهم الفنية وقدراتهم الثقافية. وأشار إلى أن دوره على رأس مديرية الثقافة بهذه الولاية، يتمثل في إعطاء الدفع الحقيقي لعجلة التنمية الثقافية بها، وفتح المجال لتفجير الطاقات الإبداعية المبثوثة في أذهان شباب المنطقة ومد جسور التواصل بين مسؤولي القطاع والكوادر المبدعة التي تحتويها ولاية النعامة، داعيا إلى ضرورة الحفاظ والإعتناء بموروثنا الحضاري باعتباره يشكل نسيج الشخصية الجزائرية وصورة لهويتنا الوطنية. وقد استفادت ولاية النعامة حسب ذات المصدر بعدة منشآت ثقافية جديدة، من بينها 13 مشروعا خاصا بإنشاء مكتبة محلية موزعة على تراب الولاية، ومركزا ثقافيا بعين الصفراء، ومسرحا جهويا ومسرحا للهواء الطلق بالمشرية، وهذا كله سيدعم بلا شك وتيرة الثقافة في المنطقة ويخلق فرصا جديدة لشباب المنطقة. وعن آفاق الولاية ثقافيا، قال عمر مانع إن مصالحه سطرت برنامجا على المدى القريب والبعيد يطمح من خلاله لطبع إنتاج أدبي يتمحور موضوعه حول العرس التقليدي في ولاية النعامة ليجسد فيما بعد في فيلم مصور، وذلك للتعريف بتقاليد الزواج في المنطقة بالإضافة إلى تنظيم مهرجان مغاربي إن سنحت الظروف. وفي ختام حديثه للحوار أشاد السيد مدير الثقافة بالمجهودات المبذولة من طرف جميع الشركاء في الولاية، وعلى رأسهم والي الولاية، الذي لم يدخر أي جهد لتقديم الدعم المادي والمعنوي لكل مصالحه، مشيرا إلى حتمية تظافر جهود كل أبناء النعامة للرقي بولايتهم إلى مستوى الذي يليق بها، وقد سطر مدير الثقافة برنامجا ثريا من أجل تنشيط المحيط محليا ووطنيا، وذلك من خلال تنظيم العديد من التظاهرات الفنية والنشاطات الثقافية تجمع كل الفاعلين في الحقل الثقافي بالولاية.