''أنت تقتل نفسك ومن حولك .. دون أن تشعر''. هذه الصيحة التحذيرية كثيرا ما طالعتنا في وسائل إعلام متنوعة، البعض منا يستمع إليها باهتمام، والبعض الآخر لا يطيق ذرعا ويقوم بتغيير المحطة التلفزيونية أو الإذاعية، أو على الأقل إلقاء الصحيفة في سلة المهملات.. الهدف الأساسي من هذه الصيحة هو ''المدخن'' .. ذلك الشخص السلبي الذي لا يهتم بصحته ولا بصحة من حوله ويتسبب في حدوث أضرار عديدة لكل من يحيط به. ورغم النداءات التي تؤكد علي أهمية حظر التدخين في الأماكن العامة، إلا أن هذا النداء لم يفلح مع الجميع، خاصة الدول العربية. إلا أن بعض الدول الأوربوية والولاياتالمتحدة، نفذت بشدة قرارات حظر التدخين في الأماكن العامة، حيث أدي هذا القرار إلى أثر فاق التوقع على حالات الإصابة بالنوبة القلبية، حسب بعض الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع. وأفادت الدراسات أن حالات الإصابة بالنوبة القلبية قد انخفضت بنسبة الثلث في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وتفوق هذه النتائج ما كان متوقعا كما تتجاوز بدرجة كبيرة بيانات وزارة الصحة البريطانية التي تحدثت عن انخفاض قدره 10 ، ولكن البيانات المبنية على عدة دراسات شملت ملايين البشر توصلت إلى أن النسبة بلغت 26 %. وتطال حالات الإصابة بالنوبة القلبية 275 ألف شخص سنويا في بريطانيا، وتنجم عنها 146 ألف حالة وفاة. ويعتقد أن استنشاق الدخان من قبل غير المدخنين يؤثر على قابلية دمهم للتجلط ويزيد خطر الاضطرابات في دقات القلب. وتوصل فريق الباحثين الذي أجرى دراسات حول هذا الموضوع إلى أن عدد الإصابات بالذبحة الصدرية انخفض بنسبة 17 % بعد سنة واحدة من فرض حظر التدخين في الأماكن العامة، واستمر في الانخفاض إلى أن وصل الى 36 % بعد مضي ثلاث سنوات. وأظهرت الدراسة بأن أضرار التدخين لا تقتصر فقط على أمراض الجهاز التنفسي، فقد أظهرت دراسة حديثة أن التدخين في متوسط العمر يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنحو 70 % وأشارت الدراسة التي أعدها باحثون أمريكيون، إلى أن المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 46 و70 سنة معرّضون 70 % أكثر للإصابة بالخرف ممن هم في عمرهم ولا يدخنون. وأظهرت الدراسة وجود ارتباط وثيق بين الأمراض التي تسبّب بها عوامل الحياة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والخرف، أي أن من يشكون من ارتفاع الضغط معرّضون 60 أكثر من غيرهم للإصابة بالخرف في حين أن مرضى السكري معرّضون للإصابة بهذا المرض مرتين أكثر من غيرهم. وأوضحت الدراسة التي نشرت في الدورية الطبية البريطانية أن السميات المصاحبة لدخان السجائر يمكن أن تؤثر علي البنكرياس الذي ينتج الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم. وربطت الدراسة بين الإصابة بمرض السكري والضعف الجنسي؛ حيث أظهرت أن نسبة حدوث الضعف كبيرة في مرضي السكري محذرة من أسبابها الآخذة في الزيادة في العالم وخاصة مع السمنة المفرطة وزيادة الوزن ونمط الغذاء غير الصحي وقلة ممارسة الرياضة مما يؤدي أيضا لتصلب الشرايين. وأفاد باحثون بأن احتمال إصابة الأشخاص الذين يدخنون بمرض الزهايمر والأشكال الأخرى من عته الشيخوخة، تزيد بالمقارنة مع الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين أو لم يدخنوا في حياتهم على الإطلاق.