أعرب السفير الإيطالي لدى الجزائر جيامباولو كانتيني أن الاقتصاديين الجزائري والإيطالي متكاملان، مستعرضا في ذلك إمكانيات الشراكة التي تجمع الجزائر مع روما التي تعتبر الشريك الاقتصادي الثاني للجزائر بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث استطاعت في كثير من المرات إزاحة مكانة باريس أو تنافسها على المرتبة الثانية والثالثة عبر السنوات الأخيرة . وكان السفير كانتيني قد أدلى بهذه التصريحات بعد افتتاحه الرسمي الأحد لفعاليات الأيام الايطالية التي تحتضنها جامعة السانية بوهران. وأكد سفير ايطاليا لدى الجزائر إرادة بلاده في ''تكثيف التبادلات التجارية معربا عن ارتياحه للتبادلات الجارية بين المؤسسات الايطالية ونظيراتها الجزائرية منها تلك التابعة للقطاع العمومي بغية الوصول إلى ''ترقية التحول التكنولوجي والمعرفي''. وقد جرت الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة بحضور والي ولاية وهران والمدير العام للبحث العلمي والتنمية التكنولوجية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكذا رئيس الندوة الجهوية لجامعات الغرب الجزائري. وبعد أن أشار إلى الأهمية التي تكتسيها هذه التظاهرة دعا الوالي إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين المؤسسات الايطالية والجزائرية معتبرا أن الفرص الكفيلة بتوسيع التعاون متعددة. كما أضاف نفس المسؤول أن التعاون الجزائري الايطالي يمكن أن يساهم في تجسيد الأهداف المسطرة في مختلف الميادين منها تلك المتعلقة بالبناءات القديمة والحفاظ على المعالم الثقافية. وتم أيضا التطرق إلى الجانب الثقافي والجامعي من طرف المشاركين الذين أكدوا على ضرورة تعزيز روابط التعاون بين جامعة وهران والمؤسسات التعليمية الايطالية. وأوضح عميد الجامعة من جهته بأن التعاون يمتد إلى مجالات هامة كترجمة الأعمال الجديدة التي تعكس الصورة الحقيقية للجزائر والعالم العربي، مذكرا أن الجامعة قد أنشأت مؤخرا جناحا مخصصا للأعمال الايطالية على مستوى المكتبة المركزية. كما تم أيضا خلال هذه المراسم التنويه بتاريخ العلاقات الجزائرية-الايطالية من خلال محاضرة ألقاها الأستاذ بوعلام بلقاسمي الذي تحدث عن تاريخ مشترك لأحداث الحرب والسلم وتداخل التجارب والتأثيرات وكذا الموروث العمراني. وقد أشار الأستاذ بلقاسمي في هذا السياق إلى أسماء لشخصيات المعروفة لهذا التاريخ المشترك على غرار القديس أوغستين وأبيلي وسيزاري وابن باشي وهو عالم مشهور في الرياضيات من مدينة بيز وعاش ببجاية، بالإضافة إلى أنريكو ماتيي المعروف بمواقفه لصالح القضية الجزائرية في كفاحها المسلح من أجل استرجاع استقلالها فضلا عن شهادات أخرى التي لا يمكن على حد تعبير المتدخل إلا أن ''تؤكد على تدعيم الروابط التي يعود تاريخها إلى زمن بعيد''. وللإشارة يتضمن برنامج هذه الأيام الايطالية لقاء يعقد بمقر الولاية بحضور مدراء الأشغال العمومية والري وممثلي المؤسسات الإيطالية يتمحور حول ''فرص المشاركة في المشاريع المهيكلة بالمنطقة''. وستتميز هذه الجلسة بعرض للمكتب الإيطالي ''ترانشلاس تيكنولوجي'' الذي سيشرح للمتعاملين الجزائريين أهمية التكنولوجيات الجديدة في مجال الأشغال العمومية والبناء. وسينتظم بجامعة وهران محاضرة حول التموين بالطاقة والطاقات المتجددة والتكنولوجيات الشمسية بمشاركة ممثلي المؤسسات الايطالية والجزائرية ذات الصلة بقطاع الطاقة إلى جانب معرض حول مشروع التعاون الدولي في المجال الفضائي. كما سيعقد لقاء آخر بمقر غرفة التجارة والصناعة لناحية وهران مخصص لموضوع ''التحكيم في العلاقات التجارية'' بمشاركة رئيسي غرفة التحكيم لمدينة ميلان الايطالية وغرفة التجارة والصناعة المذكورة. وقد برمج في نفس الإطار موضوع للنقاش بعنوان ''الجهود من أجل عدالة خاصة لصالح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة'' من تنشيط الأستاذ علي هارون عضو لجنة التحكيم بالغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة. وبشأن الجانب الثقافي للتظاهرة فسيحتضن متحف السينما لوهران عروضا لأفلام ايطالية ناهيك عن حفل موسيقي كلاسيكي من أداء فنانو ''كواتيور روما'' وهذا على مستوى المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي. ومن جهة أخرى سيحتضن المسرح الجهوي لوهران ''عبد القدر علولة'' حفلا فنيا يحييه الثنائي فيرا نيكولوفا ومارينا امبروزو.