سجل الإضراب عن الطعام الذي استأنفه أمس السجناء الجزائريون بليبيا بعد أن كانوا قد علقوه الأسبوع الفارط استجابة واسعة، تأكيدا منهم على ضرورة تحرك السلطة الجزائرية والليبية نحو حل لقضيتهم، بترحيلهم إلى ديارهم بالجزائر، مهددين بتصعيد الاحتجاج وخياطة أفواههم والإقدام على انتحار جماعي. وقال السيد عبد القادر قلسمي أخ أحد المساجين وممثل العائلات. في اتصال هاتفي ب '' الحوار''، ''إن ذويهم المسجونين بليبيا قد دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام، وهم لن يهدأ لهم بال ولن يرجعوا عن خيارهم إلا إذا سويت مسألتهم تسوية نهائية''، مفيدا أنهم سيصعدون الحركة الاحتجاجية وسيذهبون نحو خياطة أفواههم والإقدام على الانتحار الجماعي''، مضيفا أن الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها داخل السجون هي التي عقدت الأمور وأفرزت فورة غضب الجزائريين. وفي هذا السياق كشف عبد القادر قاسمي أن إدارة السجون قد عمدت مؤخرا إلى عزل الجزائريين عن بعضهم البعض، فضلا عن هذا يقول قاسمي ''كما قامت بوضع بعض الجزائريين في سجن الجديدة مع 274 إفريقي مصاب بداء السيدا". وتابع المتحدث ذاته أن عائلات المساجين لازالت متمسكين بخيار تنظيم مسيرة وطنية بالعاصمة إذا ما رخصت لها وزارة الداخلية ذلك إلى جانب الاعتصام أمام مقر السفارة اللبيبية بالجزائر ووزارة الخارجية، ملفتا إلى أن أملهم في اتفاق شهر ماي المنصرم كبير، في عودة ذويهم إلى ديارهم بالجزائر. ودعا ممثل عائلات المساجين القاضي الأول على البلاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والعقيد الليبي معمر القذافي، إلى التعجيل بالتدخل لأجل إعادة ذويهم إلى ديارهم، متسائلا عن سبب تأخر تطبيق ما ورد في اتفاقية ماي الفارط إذا ماكانت فعلا تضم بنودا تتعلق بترحيل المساجين الجزائريين، يختم عبد القادر قاسمي. وكانت العائلات قد وجهت نهاية الأسبوع الفارط رسالة إلى رئيس رابطة حقوق الإنسان، نجل العقيد معمر القذافي سيف الإسلام، تدعوه فيها إلى التعجيل بالتدخل. كما كانت مصادر مقربة قد أفادت أن الإفراج عن المساجين الجزائريين بليبيا سيكون خلال شهر سبتمبر المقبل أو في غضون أيام عيد الفطر المبارك كأقصى تقدير، موضحة أن عدم التسوية الادارية لملف السجناء اللبيين في الجزائر حال دون تنفيذ قرار الإفراج عن السجناء الجزائريين المتواجدين بالسجون الليبية.