يرى الأديب الكاميروني جاني بودي أن الأدب الإفريقي استطاع أن يشق طريقه نحو العالمية بالنظر إلى الأقلام الإفريقية الجادة التي أنجبتها القارة السمراء. ويعبر بودي في هذا الحوار عن إعجابه الكبير بالروائي الجزائري رشيد بوجدرة حد الانبهار، كما يعرج على فكرة تحقيق السلم والأمن في ربوع القارة الإفريقية. برأيك هل استطاع الأدب الإفريقي الانتشار عالميا؟ ** الأدب في افريقيا واسع يتحدث عن الأمل والألم.. الادب الإفريقي متشعب ومعروف عالميا في فرنسا وأمريكا... هناك العديد من الافارقة الذين يعيشون في الدول الاجنبية استطاعوا ان يفرضوا انفسهم على الساحة الأدبية العالمية، والأمر نفسه بالنسبة للادباء الأفارقة الذين يعيشون في افريقيا... الأدب الافريقي في مجمله ادب سلم وأمن، ادب ينبذ ويندد ويرفض الحروب واللا سلم واللا أمن، أدب يبحث عن عالم امن يسوده السلم والتسامح.. إفريقيا قوية بمثقفيها وكتابها وأدبائها. ومن هم الأدباء الجزائريين والأفارقة الذين تأثرت بهم؟ ** ابهرت بالكاتب والروائي الجزائري رشيد بوجدرة وتأثرت بلويس فليب وكلامبا وغيرهم من الكتاب الأفارقة.. في الحقيقة القارة الإفريقية انجبت اسماء أدبية لامعة وبارزة استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة مميزة ضمن أشهر كتاب العالم. ما تقييمك للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر؟ ** أعتقد ان المهرجان كان فرصة الأفارقة الوحيدة استطعنا من خلاله أن نوصل صوتنا للعالم نحن المثقفين الأفارقة، لنقول لهم إننا لسنا بؤساء وان هذه التظاهرة ايضا كانت فرصة لنتصافح نحن الافارقة فيما بيننا أولا ولنفتح باب الحوار مع الآخر. الثقافة قادرة على خلق المعجزة وتحقيق ما عجزت السياسة عن تحقيقه. لهذا أوجه ندائي لكل المثقفين الافارقة وأقول لهم علينا أن نضع اليد في اليد للنهوض بقارتنا السمراء فعلا إفريقيا رائعة وتستحق كل التضحية. كيف يمكن تحقيق السعادة في القارة السمراء؟ أو بتعبير آخر كيف يمكن تعميم السلم والأمن في ربوع إفريقيا؟ ** أعتقد أن السعادة في إفريقيا قريبة منا، لنعيش سعداء علينا الانفتاح على الآخر لا الانغلاق أو كره الآخر. لابد أن نتحاور ونتقبل فكر ورأي الآخر.. هذا ما علمته لنا الجزائر. وأنا اشكر الجزائر وشعبها على هذا. إعادة بعث المهرجان الثقافي الإفريقي في طبعته الثانية بعد 40 سنة من الغياب من أرض الجزائر أرض المليون ونصف المليون شهيد، دليل على أن الجزائر أرض الإخوة والسلام معروفة بمواقفها الإيجابية والمساندة لقضايا التحرر في إفريقيا. تقول إن إفريقيا تعيش السعادة مع هذا أصدرت كتاب الإخفاقات والنكسات في إفريقيا؟ ** تعلمت وأدركت في هذه الحياة أن العديد من الأرواح في بلدي افريقيا زهقت بفعل الحروب والصراعات الداخلية، ولهذا يتوجب علينا نحن الكتاب أن نكتبها حتى تبقى مخلدة في التاريخ السعادة ليست منعدمة لكنها موجودة أو آتية السير وهي محرك الحياة. لاحظنا أن كل عناوين إصداراتك موحية تلخص معاناة الشعب الإفريقي؟ ** فعلا هي كذلك، العنوان يلعب دورا كبيرا في الترويج للكتاب وفي قراءته أيضا فهو بمثابة تلخيص شامل جامع للنص الوارد بداخل الكتاب. وعليه أحرص دائما على ان تكون عناويني دقيقة وموحية مثل ''تحت الشوك والعليق ''، ''تدفق نهر من الكلمات والخيال''، ''ما يشبه الدم المستمر''، ''كل شيء عن بلدي العمدة'' في ،2008 ''الغضب الإلهي، الطبعة غاليمار'' 2004 ''حياة جيدة سلسكاني'' وهي رواية تحصلت إثرها على جائزة الأكاديمية الفرنسية في جوان 2007 وفي الشعر صدر لي ''جلد موفاز''، ''جدي بوني'' و''حكايات من سافانا''.