هاجمت وزيرة الثقافة خليدة تومي ''الفكر الكولونيالي الداعي إلى استعباد الشعوب وتمجيد الماضي الاستعماري'' مطالبة ب''المحاكمة العادلة للمتسببين في تخلف إفريقيا من خلال الحركات الاستعمارية التي تعرضت لها بلدانها''، وقالت هنا: ''لا أرى أن الاعتذار كاف بالنسبة لمن استعمروا أرضنا واغتصبوها لمدة 130سنة، لكني أطالب بمحاكمتهم أمام العدالة واسترجاع حقنا بالقانون لا بالكلمات فحسب''. ودعت أمس وزيرة الثقافة في كلمتها الافتتاحية لندوة الكتاب الأفارقة التي تحتضنها المكتبة الوطنية بالحامة على مدار ثلاثة أيام، إلى تكريس هذه الندوة كمحطة سنوية يجتمع فيها الكتاب ومناضلو الحرية والتحرر عبر القارة السمراء، موضحة أن هذه المحطة ستكون وقفة مهمة للتنديد بالفكر الكولونيالي وكل السلوكات التي انتهجتها القوى الاستعمارية في حق الشعوب الإفريقية الضعيفة والمغلوب على أمرها، كما أوضحت تومي في ذات الكلمة، أن الشعب الإفريقي باستطاعته أن يعيش ويحتفل ككل شعوب العالم الأخرى، وسيواصل مطالبته بالحرية بواسطة الكلمة والعمل الإبداعي، وهذا على خطى كبار الكتاب الأفارقة والمناضلين ومنهم الكاتب الجزائري المعروف كاتب ياسين وعمله الفريد من نوعه ''نجمة'' التي كانت خير إبداع طالب بالحرية، عرفه العالم الإفريقي في مجال الكتابة والأدب، معتبرة في سياق حديثها عن الكتابة الإفريقية، أن هذه الندوة التي ستحتضنها الجزائر سنويا، ستكون فرصة أخرى لجمع اللحمة بين الكتاب الأفارقة من مختلف الدول الموجودة. من جهة أخرى، قدم مدير مجلة ''أفريكو كونتينونتال''، جوائز المجلة الأولى من نوعها وفي الطبعة الأولى لمسابقة أفضل الكتابات الإفريقية، والمتزامنة مع التظاهرة الثقافية التي تحتضنها الجزائر طيلة شهر جويلية الحالي، حيث نالت الجائزة الأولى الكاتبة الكوديفوارية ''دليلة بوني''، فيما تحصل الأديب الجزائري رشيد بوجدرة على الجائزة الثانية في الوقت الذي عادت فيه الجائزة الثالثة للسينغالية نفيسة دجاووف. ويتواصل الملتقى الإفريقي الذي تحتضنه المكتبة الوطنية خلال أيام 15-17جويلية الجاري، بحضور ما يقارب 75كاتبا إفريقيا من مختلف البلدان يتناولون العديد من القضايا المتعلقة بالكتابة في القارة السمراء والعمل الإبداعي الأدبي الداعي إلى التحرر ونبذ العبودية وغيرها من الممارسات الاستعمارية الهجينة، ومن بين الوجوه الحاضرة في الملتقى، نجد الأديب الجزائري واسيني الأعرج، رشيد بوجدرة والروائي عمارة لخوص بالإضافة إلى الكاتب الإفريقي العالمي آندري بريك وزوجة الفيلسوف كيزاغو. ومن المنتظر أن يقدم مجمل الكتاب المذكورين مداخلات حول كتاباتهم عن إفريقيا وشعوبها وما عرفته مسيرة القارة التاريخية.