''الاحتلال يسعى إلى التضييق على مؤسسات مقدسية فلسطينية من أجل لجوء المواطنين إلى مؤسسات مقدسية تدار بعقلية وتمويل إسرائيلي ومثال عليها المراكز الثقافية''. والهدف من هذه المؤسسات هو ''تأسيس جيل جديد يكون لديه تفهم لمعاني المعايشة ما بين الفلسطيني والإسرائيلي بمدينة القدس''. هذا ما صرح به يوسف غنيم، عضو الائتلاف من أجل القدس الذي يضم مؤسسات وشخصيات مقدسية، والخطر هو في مفهوم طريقة التعايش التي يتخيلها أبناء عمومتنا، هل هي مثلما يدور بخلدنا نحن، ومافهمناه من موروثنا الثقافي من إمكانية التعايش السلمي تحت قبة واحدة ولكل مذهبه ودينه، ولا إكراه في الدين ، أو كما كان ينادي زمانا مثقفون قوميون أن ''الدين لله والوطن للجميع''، أم أن ما يصبو القوم الوصول إليه هو المسطر في توراتهم وتلمودهم من وجوب محو كل ما يخالف مذهب ودين اليهود، وأن أنبياءهم ما بعثوا ليلقوا على الأرض سلاما بل نار ودمارا. ما أنا منه متأكد أن ثأرا وغلا دفينا يكنه أبناء العمومة ، قد يجسد معناه قصة الذئب والجدي الذي كان يشرب أحدهما من علو والآخر من أسفل ، وتحرش الذئب بالجدي زاعما أن الماء قد لوث، ولما أحاله الجدي إلى أبسط مفاهيم الفيزياء من أن الماء يهوي جهتي ولا يمكن أن يصعد جهتك أجابه: فإن لم تكن أنت الذي خوضت الماء فأبوك وانقض عليه. مستعدون للتعايش فتاريخ أزهر يدلل ويبرز بأنصع صورة وجها مشرقا للتعايش بيننا وبينهم حين حكمنا ، لكن هناك تاريخا قريبا تشهد فيه الأشلاء الممزعة والدماء التي سالت أنهارا في خان يونس ودير ياسين وغزة لما حكموا ومامناداتهم بتأسيس جيل يتفهم معنى التعايش سوى ضحك على الذقون، وذر للرماد في العيون.